تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا توضأ العبد المسلم أو المؤمن فغسل وجهه خرج من وجهه كل خطيئة نظر إليها بعينيه مع الماء أو مع آخر قطر الماء فإذا غسل يديه خرج من يديه كل خطيئة كان بطشتها يداه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب فإذا غسل رجليه خرجت كل خطيئة مستها رجلاه مع الماء أو مع آخر قطر الماء حتى يخرج نقيا من الذنوب ) رواه مسلم ... " . حفظ
الشيخ : وذكر العين والله أعلم على سبيل التمثيل، وإلا فالأنف قد يخطئ، والفم قد يخطئ، قد يتكلم الإنسان بكلام حرام، وقد يشم أشياء ليس له حق أن يشمها، ولكن ذكر العين لأن أكثر ما يكون الخطأ في النظر، فلذلك إذا غسل الإنسان وجهه في الوضوء خرج خطايا عينيه، فإذا غسل يديه خرجت خطايا يديه، فإذا غسل رجليه خرجت خطايا رجليه حتى يكون نقيًّا من الذنوب، ولهذا قال الله تعالى حين ذكر الوضوء والغسل والتيمم قال: (( مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ )) يعني ظاهرًا وباطنًا حسًّا ومعنى، (( وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )) فينبغي للإنسان إذا توضأ أن يستشعر هذا المعنى، أي أن وضوءه يكون تكفيرًا لخطيئاته حتى يكون بهذا الوضوء محتسبًا الأجر على الله عز وجل والله الموفق.