متابعة الكلام على حديث ( كل معروف صدقة ، وبيان فضل اللحم المشوي على المطبوخ وأن لحم العجل من أفضل الأطعمة ... ) . حفظ
الشيخ : راغ إلى أهله فجاء بعجل سمين، راغ: قال العلماء: معناه انصرف مسرعًا بخفية، شوف كيف حسن الضيافة مسرعًا لئلا يعوقه، بخفية لئلا يمنعوه، لئلا يقولوا: انتظر ما نريد شيئًا، (( فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ )) وفي الآية الأخرى: (( بِعِجْلٍ حَنِيذٍ )) حنيذ يعني: مشويًّا، ومعلوم أن اللحم المشوي أطعم من اللحم المطبوخ، لأن طعمه يكون باقيًا فيه، (( فَجَاءَ بِعِجْلٍ )) والعجل قال العلماء: إنه من أفضل أنواع الأطعمة أطعمة اللحم، لأنه يكون لحمه لينًا وطعمًا، فجاء بعجل حنيذ أين وضعه؟ قربه إليهم، ما وضعه في مكان بعيد وقال روح تغدوا أو تعشوا قربه إليهم، ثم ماذا قال؟ لم يقل كلوا، قال: (( أَلا تَأْكُلُونَ )) ألا أداة عرض يعني عرض عليهم ما أمرهم، قال: (( ألا تأكلون )) ولكن الملائكة ما أكلوا لماذا؟ لأن الملائكة لا يأكلون الملائكة ما لهم أجواف، ما لهم كروش ولا أمعاء ولا أكباد، خلقهم الله من نور، جسدًا واحدًا جثة واحدة، جسدًا واحدًا ليس لهم أمعاء ولا أكباد ولا كروش ولا شيء لا يأكلون، (( يسبحون الليل والنهار لا يفترون )) دائمًا سبحان الله سبحان الله دائمًا وأبدًا، لم يأكلوا (( فَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً )) لأنهم لم يأكلوا، يقولون: لأن من عادة العرب أن الضيف إذا لم يأكل فقد تأبط شرًّا، الضيف إذا لم يأكل فقد تأبط شرًّا، ولهذا إلى الآن عادة عندنا إذا جاء الضيف ولا يأكل، قالوا: مالح، يعني: ذق من طعامنا، فإذا لم يمالح قالوا هذا الرجل قد نوى بنا شرًّا، نكرهم وأوجس منهم خيفة (( قَالُوا لا تَخَفْ )) ثم بينوا له الأمر: (( قَالُوا لا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلامٍ عَلِيمٍ )) وكان قد كبِر وكانت امرأته قد كبرت (( فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ )) لما سمعت البشرى (( فِي صَرَّةٍ )) في صيحة (( فَصَكَّتْ وَجْهَهَا )) عجبًا (( وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ )) يعني: أألد وأنا عجوز عقيم؟ قالت الملائكة: (( كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ )) الرب عز وجل يفعل ما يشاء إذا أراد شيئًا قال له كن فيكون (( إنه هو الحكيم العليم )) هنا قدم الحكيم على العليم وفي آيات كثيرة يقدم العليم على الحكيم السبب لأن هذه المسألة كونها تلد وهي عجوز خرجت عن نظائره ما لها نظير إلا نادرًا، فبدؤوا بالحكيم الدال على الحكمة، يعني: الله حكيم أن تلدي وأنت عجوز، المهم أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد ضرب المثل في حسن الضيافة وحسن الضيافة من المعروف؟ نعم من المعروف، إذًا كل معروف كل معروف صدقة سوّ في الناس خير ومعروف واعلم أن هذه صدقة تثاب عليها ثواب الصدقة، والله الموفق.
القارئ : نقل المؤلف رحمه الله تعالى: " عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ما من مسلم يغرس غرسًا إلا كان ما أكل منه له صدقة، وما سُرق منه له صدقة ولا يرزؤه أحد إلا كان له صدقة ) رواه مسلم.
وفي رواية له: ( فلا يغرس مسلم غرسًا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا طير إلا كان له صدقة إلى يوم القيامة )
وفي رواية له: ( لا يغرس المسلم غرسًا ولا يزرع زرعا فيأكل منه إنسان ولا دابة ولا شيء إلا كانت له صدقة ) "
.