شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب المحافظة على الأعمال . قال الله تعالى (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله وما نزل من الحق ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم )) وقال تعالى (( وقفينا بعيسى ابن مريم وآتيناه الإنجيل وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها )) وقال تعالى (( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا )) وقال تعالى (( واعبد ربك حتى يأتيك اليقين )) ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب المحافظة على الأعمال " يعني، الأعمال الصالحة، لما ذكر رحمه الله باب الاقتصاد في الطاعة وأن الإنسان لا ينبغي أن يشق على نفسه في العبادة وإنما يكون متمشيًّا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، أعقبه بهذا الباب الذي فيه المحافظة على الطاعة، وذلك أن كثيرًا من الناس ربما يكون نشيطًا مقبلًا على الخير فيجتهد، ولكنه بعد ذلك يفتر ثم يتقاعس ويتهاون، وهذا يجري كثيرًا للشباب، لأن الشاب يكون عنده اندفاع قوي أو تأخر شديد، إذ أن غالب تصرفات الشباب إنما تكون مبنية على العاطفة دون التعقل، فتجد الواحد منهم يندفع ويشتد في العبادة ثم يعجز أو يتكاسل فيتأخر، ولهذا ينبغي للإنسان كما صنع المؤلف رحمه الله أن يكون مقتصدًا في الطاعة غير منجرف وأن يكون محافظًا عليها، لأن المحافظة على الطاعة دليل على الرغبة فيها، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ، فإذا حافظ الإنسان على عبادته واستمر عليها كان هذا دليلًا على محبته وعلى رغبته في الخير، ثم ذكر المؤلف عدة آيات منها قوله تعالى: (( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا )) امرأة تغزل فغزلت غزلًا جيدًا قويًّا متينًا ثم بعد ذلك ذهبت تنقضه أنكاثًا حتى لم يبق منه شيء، كذلك بعض الناس يشتد في العبادة ويزيد ثم بعد ذلك ينقضها فيدعها، وذكر رحمه الله عن بني إسرائيل فقال عز وجل: (( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها )) ما استمروا عليها ولا رعوها ولكنهم أهملوها، وقال تعالى: (( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم )) يعني: طال عليهم الأمد الزمن بالأعمال فقست قلوبهم وتركوا الأعمال والعياذ بالله، فالمهم أن الإنسان ينبغي له أن يحافظ على العمل وألا يتكاسل وألا يدعه حتى يستمر على ما هو عليه، وإذا كان هذا في العبادة فهو أيضًا في أمور العادة ينبغي ألا يكون الإنسان كل ساعة له وجهة، كل ساعة له فكر، بل يستمر ويبقى على ما هو عليه ما لم يتبين الخطأ، إن تبين الخطأ فلا يقر الإنسان نفسه على خطأ، لكن مادام الأمر لم يتبين فيه الخطأ فإن بقاءه على ما هو عليه أحسن وأدل على ثباته وعلى أنه رجل لا يخط خطوة إلا عرف أين يضع قدمه وأين ينزع قدمه، بعض الناس لا يهتم بأمور العادة فتجده كل يوم له فكرة كل يوم له نظر، هذا يفوت عليه الوقت ولا تستقر نفسه على شيء، ولهذا يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ( من بورك له في شيء فليلزمه ) كلمة عظيمة، يعني إذا بورك لك في شيء أي شيء يكون فالزمه لا تخرج عنه مرة هنا مرة هنا مرة هنا يضيع عليك الوقت ولا تبني شيئًا، نسال الله أن يثبتنا وإياكم على الحق ويجعلنا من دعاة الحق وأنصاره.
قال المؤلف رحمه الله تعالى: " باب المحافظة على الأعمال " يعني، الأعمال الصالحة، لما ذكر رحمه الله باب الاقتصاد في الطاعة وأن الإنسان لا ينبغي أن يشق على نفسه في العبادة وإنما يكون متمشيًّا على هدي النبي صلى الله عليه وسلم، أعقبه بهذا الباب الذي فيه المحافظة على الطاعة، وذلك أن كثيرًا من الناس ربما يكون نشيطًا مقبلًا على الخير فيجتهد، ولكنه بعد ذلك يفتر ثم يتقاعس ويتهاون، وهذا يجري كثيرًا للشباب، لأن الشاب يكون عنده اندفاع قوي أو تأخر شديد، إذ أن غالب تصرفات الشباب إنما تكون مبنية على العاطفة دون التعقل، فتجد الواحد منهم يندفع ويشتد في العبادة ثم يعجز أو يتكاسل فيتأخر، ولهذا ينبغي للإنسان كما صنع المؤلف رحمه الله أن يكون مقتصدًا في الطاعة غير منجرف وأن يكون محافظًا عليها، لأن المحافظة على الطاعة دليل على الرغبة فيها، وأحب العمل إلى الله أدومه وإن قلَّ، فإذا حافظ الإنسان على عبادته واستمر عليها كان هذا دليلًا على محبته وعلى رغبته في الخير، ثم ذكر المؤلف عدة آيات منها قوله تعالى: (( ولا تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثًا )) امرأة تغزل فغزلت غزلًا جيدًا قويًّا متينًا ثم بعد ذلك ذهبت تنقضه أنكاثًا حتى لم يبق منه شيء، كذلك بعض الناس يشتد في العبادة ويزيد ثم بعد ذلك ينقضها فيدعها، وذكر رحمه الله عن بني إسرائيل فقال عز وجل: (( وجعلنا في قلوب الذين اتبعوه رأفة ورحمة ورهبانية ابتدعوها ما كتبناها عليهم إلا ابتغاء رضوان الله فما رعوها حق رعايتها )) ما استمروا عليها ولا رعوها ولكنهم أهملوها، وقال تعالى: (( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم )) يعني: طال عليهم الأمد الزمن بالأعمال فقست قلوبهم وتركوا الأعمال والعياذ بالله، فالمهم أن الإنسان ينبغي له أن يحافظ على العمل وألا يتكاسل وألا يدعه حتى يستمر على ما هو عليه، وإذا كان هذا في العبادة فهو أيضًا في أمور العادة ينبغي ألا يكون الإنسان كل ساعة له وجهة، كل ساعة له فكر، بل يستمر ويبقى على ما هو عليه ما لم يتبين الخطأ، إن تبين الخطأ فلا يقر الإنسان نفسه على خطأ، لكن مادام الأمر لم يتبين فيه الخطأ فإن بقاءه على ما هو عليه أحسن وأدل على ثباته وعلى أنه رجل لا يخط خطوة إلا عرف أين يضع قدمه وأين ينزع قدمه، بعض الناس لا يهتم بأمور العادة فتجده كل يوم له فكرة كل يوم له نظر، هذا يفوت عليه الوقت ولا تستقر نفسه على شيء، ولهذا يروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: ( من بورك له في شيء فليلزمه ) كلمة عظيمة، يعني إذا بورك لك في شيء أي شيء يكون فالزمه لا تخرج عنه مرة هنا مرة هنا مرة هنا يضيع عليك الوقت ولا تبني شيئًا، نسال الله أن يثبتنا وإياكم على الحق ويجعلنا من دعاة الحق وأنصاره.