ذكر قصة موسى - عليه السلام - مع بني إسرائيل لما طلب الله تعالى منهم أن يذبحوا بقرة . حفظ
الشيخ : وهنا مثال جاء به القرآن مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم هذا، اختلف بنو إسرائيل في قتيل قتل بينهم فادعت كل قبيلة أن الأخرى هي التي قتلته، وادارؤوا فيها وتنازعوا فيها ورفعوا الأمر إلى موسى عليه الصلاة والسلام نبيهم فقال لهم: (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً )) اذبحوا بقرة وخذوا عضوا من أعضائها واضربوا به القتيل وسيخبركم القتيل من الذي قتله، سبحان الله! أمرهم أن يذبحوا بقرة ويأخذوا عضوا من أعضائها ويضربوا به القتيل اللي قتل، ثم يخبرهم القتيل من الذي قتله، فقالوا له: (( أَتَتَّخِذُنَا هُزُواً )) يعني أتضحك علينا ويش صلة البقرة بالقتيل؟ وكيف يحيا القتيل بعد موته؟ وهذا من جبروت بني إسرائيل وعنادهم ورجوعهم إلى العقول دون النص، هؤلاء رجعوا إلى العقول دون النص، هؤلاء رجعوا إلى عقولهم الوهمية دون النص لو أخذوا بالنص سلموا من هذا (( قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ )) لأن الذي يسخر بالناس جاهل عليهم معتد عليهم والجهل هنا بمعنى العدوان، (( أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين )) لما رأوا أنه صادق وهو صادق عليه الصلاة والسلام (( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ )) لو أنهم أخذوا أي بقرة من السوق وذبحوها حصل المقصود، لكن تعنتوا تشددوا شدد الله عليهم (( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ )) لا فارض: يعني لا طاعنة في السن كبيرة، ولا بكر: صغيرة (( عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ )) أمرهم أن يفعلوا وهذا تأكيد للأمر السابق (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَذْبَحُوا بَقَرَةً )) لكنهم أبَوْا (( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا لَوْنُهَا )) ويش اللون؟ عرفنا السن أخبرنا ما هو اللون؟ (( قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ فَاقِعٌ لَوْنُهَا تَسُرُّ النَّاظِرِينَ )) شدد عليهم مرة ثانية لو ذبحوا أي بقرة لا فارض ولا بكر عوان بين ذلك كفى، لكن تشددوا فشدد عليهم، من يجد بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين، جميلة لونها جميل صاف بيّن ومع ذلك ما امتثلوا (( قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ )) يعني ويش عملها؟ (( إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّا إِنْ شَاءَ اللَّهُ لَمُهْتَدُونَ * قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لا ذَلُولٌ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلا تَسْقِي الْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ )) ليس فيها عيب (( قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ )) شوف أعوذ بالله تحكم بالعقول على النصوص الآن جئت بالحق وقبل ما جاء بالحق ؟! قد جاء بالحق من قبل، لكن أهواءهم وعقولهم أنكرت ذلك (( قَالُوا الْآنَ جِئْتَ بِالْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُوا يَفْعَلُونَ )) يعني ما قاربوا أن يفعلوا، ولكن بالإلحاح والمساءلات فعلوا، ثم أخذوا جزءا منها (( فقلنا اضربوه ببعضها )) فضربوا القتيل بهذا الجزء فأحياه الله ثم قال: الذي قتلني فلان وانتهت المشكلة، المهم أن كثرة السؤال للأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد تسبب شدة الأمر على الأمة، ومن ذلك ما وقع للنبي عليه الصلاة والسلام في قصة الأقرع بن حابس، الأقرع بن حابس من بني تميم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قد فرض عليكم الحج ) فرض الحج كم؟ مرة ما دام ما طلب منا أن نكرر فيكفي مرة، فقال الأقرع: ( أفي كل عام يا رسول الله؟ ) شوف السؤال هذا في غير محله، قال: ( لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم، ذروني ما تركتكم فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرة مسائلهم واختلافهم على أنبيائهم ) هذا أيضًا من التشديد.