تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بليغة ... وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم.
سبق الكلام على هذا الحديث على أوله حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بلغية وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ) إلى هنا تكلمنا عليه فيما مضى، وقد بينا أن مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ) قد وقع وأنه حصل خلاف بين الأمة في السياسة وفي العقيدة وفي الأفعال الأحكام العملية، ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا عندما نرى هذا الاختلاف أن نلزم سنته فقال: ( عليكم بسنتي ) يعني: الزموها، وكلمة عليكم يقول علماء النحو: إنها جار ومجرور محول إلى فعل الأمر، يعني: الزموا سنتي، فما سنته عليه الصلاة والسلام؟ سنته هنا طريقته التي يمشي عليها عقيدة وخلقًا وعملًا وعبادة وغير ذلك، نلزم سنته ونجعل التحاكم إليها كما قال الله تعالى: (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) فسنة النبي عليه الصلاة والسلام هي المنجاة لمن أراد الله نجاته من الخلافات والبدع، وهي ولله الحمد موجودة في كتب أهل العلم الذين ألفوا في السنة مثل: الصحيحين البخاري ومسلم والسنن والمسانيد وغيرها مما ألفه أهل العلم وحفظوا به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ) الخلفاء جمع خليفة، وهم الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته علمًا وعملًا ودعوة وسياسة، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وألحقنا بهم في جنات النعيم ،هؤلاء الخلفاء الأربعة ومن بعدهم من خلفاء الأمة الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته هم الذين أمرنا باتباع سنتهم.
سبق الكلام على هذا الحديث على أوله حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: ( وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم موعظة بلغية وجلت منها القلوب وذرفت منها العيون، فقلنا: يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا، قال: أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن تأمر عليكم عبد حبشي، فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ) إلى هنا تكلمنا عليه فيما مضى، وقد بينا أن مصداق قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( من يعش منكم فسيرى اختلافًا كثيرًا ) قد وقع وأنه حصل خلاف بين الأمة في السياسة وفي العقيدة وفي الأفعال الأحكام العملية، ثم إن الرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا عندما نرى هذا الاختلاف أن نلزم سنته فقال: ( عليكم بسنتي ) يعني: الزموها، وكلمة عليكم يقول علماء النحو: إنها جار ومجرور محول إلى فعل الأمر، يعني: الزموا سنتي، فما سنته عليه الصلاة والسلام؟ سنته هنا طريقته التي يمشي عليها عقيدة وخلقًا وعملًا وعبادة وغير ذلك، نلزم سنته ونجعل التحاكم إليها كما قال الله تعالى: (( فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً )) فسنة النبي عليه الصلاة والسلام هي المنجاة لمن أراد الله نجاته من الخلافات والبدع، وهي ولله الحمد موجودة في كتب أهل العلم الذين ألفوا في السنة مثل: الصحيحين البخاري ومسلم والسنن والمسانيد وغيرها مما ألفه أهل العلم وحفظوا به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين ) الخلفاء جمع خليفة، وهم الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته علمًا وعملًا ودعوة وسياسة، وعلى رأسهم الخلفاء الراشدون الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم وألحقنا بهم في جنات النعيم ،هؤلاء الخلفاء الأربعة ومن بعدهم من خلفاء الأمة الذين خلفوا النبي صلى الله عليه وسلم في أمته هم الذين أمرنا باتباع سنتهم.