شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه أن فتى من أسلم قال يا رسول الله إني أريد الغزو وليس معي ما أتجهز به قال ( ائت فلانا فإنه قد كان تجهز فمرض ) فأتاه فقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرئك السلام ويقول ( أعطني الذي تجهزت به فقال يا فلانة أعطيه الذي تجهزت به ولا تحبسي منه شيئا فوالله لا تحبسين منه شيئا فيبارك لنا فيه ) رواه مسلم ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذا الحديث الذي ذكره المؤلف فيه الدلالة على الخير، فإن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يتجهز إلى الغزو، فأرشده النبي عليه الصلاة والسلام ودله على رجل كان قد تجهز براحلته وما يلزم لسفره، ولكنه مرض فلم يتمكن من الخروج إلى الجهاد، فجاء الرجل إلى صاحبه الذي كان قد تجهز فأخبره بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فقال الرجل لامرأته: أخرجي ما تجهزت به ولا تحبسي منه شيئًا، فوالله لا تحبسين منه شيئًا فيبارك لنا فيه ) ففي هذا دليل على أن الإنسان إذا دلَّ أحدًا على الخير فإنه يثاب على ذلك، وقد سبق أن من دل على خير فله مثل أجر فاعله، وفيه دليل أيضًا على أن من أراد عملًا صالحًا فحبسه عنه مرض فإنه ينبغي أن يدفع ما بذله لهذا العمل الصالح إلى من يقوم به حتى يكتب له الأجر كاملًا، لأن الإنسان إذا مرض وقد أراد العمل وتجهز له ولكن حال بينه وبينه مرضه فإنه يكتب له الأجر كاملًا ولله الحمد، قال الله عز وجل: (( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )) وفيه دليل أيضًا من كلام الصحابي رضي الله عنه أن الإنسان إذا بذل الشيء في الخير فإن الأفضل أن ينفذه، فمثلًا لو أردت أن تتصدق بمال وعزلت المال الذي تريد أن تتصدق به أو تبذله في مسجد أو في جمعية خيرية أو ما أشبه ذلك، فأنت لك الخيار أن ترجع عما فعلت لأنه ما دام الشيء لم يبلغ محله فهو بيدك، ولكن الأفضل أن تنفذه وألا ترجع فيما أردت من أجل أن تكون من السباقين إلى الخير، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هذا الحديث الذي ذكره المؤلف فيه الدلالة على الخير، فإن رجلًا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يطلب منه أن يتجهز إلى الغزو، فأرشده النبي عليه الصلاة والسلام ودله على رجل كان قد تجهز براحلته وما يلزم لسفره، ولكنه مرض فلم يتمكن من الخروج إلى الجهاد، فجاء الرجل إلى صاحبه الذي كان قد تجهز فأخبره بما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( فقال الرجل لامرأته: أخرجي ما تجهزت به ولا تحبسي منه شيئًا، فوالله لا تحبسين منه شيئًا فيبارك لنا فيه ) ففي هذا دليل على أن الإنسان إذا دلَّ أحدًا على الخير فإنه يثاب على ذلك، وقد سبق أن من دل على خير فله مثل أجر فاعله، وفيه دليل أيضًا على أن من أراد عملًا صالحًا فحبسه عنه مرض فإنه ينبغي أن يدفع ما بذله لهذا العمل الصالح إلى من يقوم به حتى يكتب له الأجر كاملًا، لأن الإنسان إذا مرض وقد أراد العمل وتجهز له ولكن حال بينه وبينه مرضه فإنه يكتب له الأجر كاملًا ولله الحمد، قال الله عز وجل: (( وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِراً إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ )) وفيه دليل أيضًا من كلام الصحابي رضي الله عنه أن الإنسان إذا بذل الشيء في الخير فإن الأفضل أن ينفذه، فمثلًا لو أردت أن تتصدق بمال وعزلت المال الذي تريد أن تتصدق به أو تبذله في مسجد أو في جمعية خيرية أو ما أشبه ذلك، فأنت لك الخيار أن ترجع عما فعلت لأنه ما دام الشيء لم يبلغ محله فهو بيدك، ولكن الأفضل أن تنفذه وألا ترجع فيما أردت من أجل أن تكون من السباقين إلى الخير، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.