شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن أم المؤمنين أم سلمة هند بنت أبي أمية حذيفة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون فمن كره فقد برئ ومن أنكر فقد سلم ولكن من رضي وتابع ) قالوا يا رسول الله ألا نقاتلهم قال ( لا ما أقاموا فيكم الصلاة ) رواه مسلم ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
سبق لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم ضرب مثلًا للقائم في حدود الله والمتعدي فيها الواقع فيها بقوم على سفينة استهموا فكان بعضهم في أعلاها وبعضهم في أسفلها، وكان الذين في أسفلها يستقون الماء من فوق فقالوا: أفلا نخرق يعني على الماء حتى لا نؤذي من فوقنا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن أخذوا على أيديهم نجوا جميعًا وإن تركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا ) وبينا أنه ينبغي للمعلِّم إذا كان المعنى المعقول بعيدًا عن التصور والأفهام أن يضرب مثلًا بالمحسوس، وفي هذا الحديث الذي ذكره المؤلف في درسنا اليوم أخبر عليه الصلاة والسلام أنه سيكون علينا أمراء يعني يولون علينا من قبل ولي الأمر، يكون فيهم ما نعرف وما ننكر، يعني أنهم لا يقيمون حدود الله ولا يستقيمون على أمر الله، تعرف منهم وتنكر وهم أمراء لولي الأمر الذي له البيعة ( فمن أنكر أو كره فقد سلم، ومن رضي وتابع ) يعني: فإنه يهلك كما هلكوا، ثم سألوا النبي صلى الله عليه وسلم: ( ألا نقاتلهم؟ قال: لا، ما أقاموا فيكم الصلاة ) فدل هذا على أنه على أنه أي الأمراء إذا رأينا منهم ما ننكر فإننا نكره ذلك وننكر عليهم، فإن اهتدوا فلنا ولهم، وإن لم يهتدوا فلنا وعليهم، وأنه لا يجوز أن نقاتل الأمراء الذين نرى منهم المنكر، لأن مقاتلتهم فيها شر كثير ويفوت بها خير كثير، لأنهم إذا قوتلوا أو نوبذوا لم يزدهم ذلك إلا شرًّا، فإنهم أمراء يرون أنفسهم فوق الناس، فإذا نابذهم الناس أو قاتلوهم ازداد شرهم.