شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... عن حذيفة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله تعالى فيما نقله عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن ينزل عليكم عقابًا ثم تدعونه فلا يستجيب لكم ) قوله عليه الصلاة والسلام: ( والذي نفسي بيده ) هذا قَسَمٌ يقسم بالله عز وجل، لأنه هو الذي أنفس العباد بيده جل وعلا يهديها إن شاء ويضلها إن شاء ويميتها إن شاء ويبقيها إن شاء، فالأنفس بيد الله هداية وضلالة وإحياء وإماتة، قال الله تبارك وتعالى: (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا )) فالأنفس بيد الله وحده، ولهذا أقسم النبي صلى الله عليه وسلم وكان يقسم أيضًا كثيرًا بهذا القَسَم: ( والذي نفسي بيده ) وأحيانًا يقول: ( والذي نفس محمد بيده ) لأن نفس محمد صلى الله عليه وسلم أطيب الأنفس فأقسم بها لكونها أطيب الأنفس، ثم ذكر المقسم عليه وهو أن نقوم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو يعمنا الله بعقاب حتى ندعوه فلا يستجيب لنا نسأل الله العافية، وقد سبق لنا عدةَ أحاديث أو عدةُ أحاديث كلها تدل على وجوب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والتحذير من عدمه، فالواجب علينا جميعًا أن نأمر بالمعروف فإذا رأينا أخانا قد قصر في واجب أمرناه به وحذرناه من المخالفة، وإذا رأينا أخانا قد أتى منكرًا نهيناه عنه وحذرناه من ذلك حتى نكون أمة واحدة، لأننا إذا تفرقنا وصار كل واحد منا له مشرب حصل بيننا من النزاع والفرقة والاختلال ما يحصل، فإذا اجتمعنا كلنا على الحق حصل لنا الخير والسعادة والفلاح، وفي هذا الحديث دليل على جواز القسم بدون أن يُستقسم الإنسان، أي جواز القسم دون أن يطلب من الإنسان أن يُقسم، ولكن هذا لا ينبغي إلا في الأمور الهامة التي لها أهمية ولها شأن يقسم عليها الإنسان، أما الشيء الذي ليس له أهمية ولا شأن فلا ينبغي أن تحلف عليه إلا إذا استحلفت للتوكيد فلا بأس، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.