شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أسامة بن زيد بن حارثة رضي الله عنهما قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحا فيجتمع إليه أهل النار فيقولون يا فلان ما لك ألم تكن تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر فيقول بلى كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه ) . متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار حتى تندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار على رحاه، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: ما لك ألست تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه ) فهذا الحديث فيه التحذير الشديد من الرجل يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه والعياذ بالله، يقول: ( يؤتى بالرجل يوم القيامة ) يعني تجيء به الملائكة فيلقى في النار إلقاء لا يدخلها برفق، ولكنه يلقى فيها كما يلقى الحجر في اليم ( فتندلق أقتاب بطنه ) يعني أمعاءه الأقتاب جمع قتب وهو المعى، يعني تندلق: تخرج من بطنه من شدة الإلقاء والعياذ بالله ( فيدور بها كما يدور الحمار على رحاه أو برحاه ) وهذا التشبيه للتقبيح شبهه بالحمار الذي يدور على الرحا، وصفة ذلك أنه في المطاحن الكبيرة قبل أن توجد هذه المعدات الحديدية يجعل حجران كبيران وينقشان فيما بينهما ينقران ويوضع للأعلى منهما فتحة تدخل منها الحبوب وفيها خشبة تربط بمتن الحمار ثم يستدير على الرحا، وفي استدارته تطحن الرحا فهذا الرجل الذي يلقى في النار يدور على أمعائه والعياذ بالله كما يدور الحمار على رحاه، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون له: ما لك؟ أيُّ شيء جاء بك إلى هنا وأنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول والعياذ بالله مُقِرًّا على نفسه: ( إنه يأمر بالمعروف ولا يأتيه ) يقول للناس: صلوا ولا يصلي، يقول: زكوا ولا يزكي، ويقول: بروا الوالدين بروا الوالدين، ولا يبر والديه وهكذا يأمر بالمعروف ولكنه لا يأتيه، ينهى عن المنكر يقول للناس: لا تغتابوا الناس، لا تأكلوا الربا، لا تغشوا في البيع، لا تسيئوا العشرة، لا تسيئوا الجيرة وما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة التي ينهى عنها، ولكنه يأتيها والعياذ بالله، يبيع بالربا ويغش ويسيء العشرة ويسيء إلى الجيران وغير هذا فهو -نسأل الله العافية- يأمر بالمعروف ولكنه لا يأتيه وينهى عن المنكر ولكنه يأتيه، نسأل الله العافية فيعذب هذا العذاب وهذا الخزي ( كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه ) فالواجب على المرء أن يبدأ بنفسه وينهاها عن المنكر، أن يبدأ بنفسه ويأمرها بالمعروف، لأن أعظم الناس حقًّا عليك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسك
" ابدأ بنفسك فانهها عن غَيِّها *** فإذا انتهت عنه فأنت حليم "
ابدأ بها ثم حاول نصح إخوانك وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لتكون صالحًا مصلحًا، نسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين المصلحين إنه جواد كريم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قال المؤلف رحمه الله فيما نقله عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار حتى تندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار على رحاه، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: ما لك ألست تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه ) فهذا الحديث فيه التحذير الشديد من الرجل يأمر بالمعروف ولا يأتيه وينهى عن المنكر ويأتيه والعياذ بالله، يقول: ( يؤتى بالرجل يوم القيامة ) يعني تجيء به الملائكة فيلقى في النار إلقاء لا يدخلها برفق، ولكنه يلقى فيها كما يلقى الحجر في اليم ( فتندلق أقتاب بطنه ) يعني أمعاءه الأقتاب جمع قتب وهو المعى، يعني تندلق: تخرج من بطنه من شدة الإلقاء والعياذ بالله ( فيدور بها كما يدور الحمار على رحاه أو برحاه ) وهذا التشبيه للتقبيح شبهه بالحمار الذي يدور على الرحا، وصفة ذلك أنه في المطاحن الكبيرة قبل أن توجد هذه المعدات الحديدية يجعل حجران كبيران وينقشان فيما بينهما ينقران ويوضع للأعلى منهما فتحة تدخل منها الحبوب وفيها خشبة تربط بمتن الحمار ثم يستدير على الرحا، وفي استدارته تطحن الرحا فهذا الرجل الذي يلقى في النار يدور على أمعائه والعياذ بالله كما يدور الحمار على رحاه، فيجتمع إليه أهل النار فيقولون له: ما لك؟ أيُّ شيء جاء بك إلى هنا وأنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول والعياذ بالله مُقِرًّا على نفسه: ( إنه يأمر بالمعروف ولا يأتيه ) يقول للناس: صلوا ولا يصلي، يقول: زكوا ولا يزكي، ويقول: بروا الوالدين بروا الوالدين، ولا يبر والديه وهكذا يأمر بالمعروف ولكنه لا يأتيه، ينهى عن المنكر يقول للناس: لا تغتابوا الناس، لا تأكلوا الربا، لا تغشوا في البيع، لا تسيئوا العشرة، لا تسيئوا الجيرة وما أشبه ذلك من الأشياء المحرمة التي ينهى عنها، ولكنه يأتيها والعياذ بالله، يبيع بالربا ويغش ويسيء العشرة ويسيء إلى الجيران وغير هذا فهو -نسأل الله العافية- يأمر بالمعروف ولكنه لا يأتيه وينهى عن المنكر ولكنه يأتيه، نسأل الله العافية فيعذب هذا العذاب وهذا الخزي ( كنت آمر بالمعروف ولا آتيه وأنهى عن المنكر وآتيه ) فالواجب على المرء أن يبدأ بنفسه وينهاها عن المنكر، أن يبدأ بنفسه ويأمرها بالمعروف، لأن أعظم الناس حقًّا عليك بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسك
" ابدأ بنفسك فانهها عن غَيِّها *** فإذا انتهت عنه فأنت حليم "
ابدأ بها ثم حاول نصح إخوانك وأمرهم بالمعروف ونهيهم عن المنكر لتكون صالحًا مصلحًا، نسأل الله أن يجعلني وإياكم من الصالحين المصلحين إنه جواد كريم.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.