تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي قتادة الحارث بن ربعي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إني لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز في صلاتي كراهية أن أشق على أمه )رواه البخاري ... " . حفظ
الشيخ : صلى الله عليه وسلم ، كان يدخل في الصلاة يريد أن يطيلها فيخفف.
فإذا دخل الإنسان في صلاته على أنه يريد أن يطيل، ثم جاءه شخص وقال له : عند الباب جماعة ضيوف أو ما أشبه ذلك ، فلا بأس أن يخفف ليذهب إلى ضيوفه ، كما كان الرسول عليه الصلاة والسلام يفعل هذا.
ومن فوائد هذا الحديث أيضًا : أنه لا حرج على الإنسان إذا شقَّ عليه بكاء ابنه أو ما يؤذي ابنه من ألمٍ أو شبهه ، لأن هذا من الأمور الفطرية الطبيعية، فإن كل إنسان يشق عليه أن يسمع بكاء ابنه ، بل إن من الناس من يشق عليه أن يسمع بكاء الصبي مطلقاً حتى ولو لم يكن ابناً له رحمة بالصبيان ، ولا شك أن الرحمة بالصبيان ومراعاتهم واتقاء ما يؤذيهم ، لا أشك أنه من أسباب الرحمة ، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام فيما سمعناه من قبل : ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ) ، و ( الراحمون يرحمه الرحمن ) ، و ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) وأشباه هذه الأحاديث ، فكون الإنسان يتألم من بكاء الصبيان رحمة بهم ، لا شك أن هذا من الخلق المحمود ، لأنه رحمة بهؤلاء الصغار الذين هم أهل للرحمة ، والله الموفق.
القارئ : " عن جندب ابن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله ، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء ، فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يُدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم ) ، رواه مسلم " .