تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال ( أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع ونهانا عن سبع ... وفي رواية ( وإنشاد الضالة ) ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
تقدم الكلام على هذا الحديث ، حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه ، وبقي الكلام على قوله : ( وإنشاد الضالة ) : يعني مما أمرهم به إنشاد الضالة، يعني أن الإنسان إذا وجد ضالة وجب عليه إنشادها، يعني طلب من هي له ، والضالة هي ما ضاع مِن البهائم، وقد قسَّم العلماء رحمهم الله الضالة إلى قسمين :
قسم يمتنع من الذئاب ونحوها من صغار السباع ، فهذا لا يجوز التقاطه، ولا إيواؤه، ومن آوى ضالة فهو ضال، مثل الإبل، أو ما يمتنع بطيرانه : مثل الطيور كالصقور والحمام وشبهها، أو ما يمتنع بعدوه: كالظباء ونحوها.
فالذي يمتنع من صغار السباع كالذئاب وشبهها ثلاثة أنواع : ما يمتنع من السباع لكبر جثته وقوته مثل الإبل ، وما يمتنع من السباع لطيرانه كالصقور والحمام ، وما يمتنع مِن السباع لعدوه وسرعة سعيه كالظباء .
فهذه لا يجوز للإنسان أن يلتقطها، ولا يجوز له أن يؤويها، بل يطردها من إبله، ويطردها من حمامه، إذا أوت إلى حمامه حمامةٌ أخرى ، ( فإن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن ضالة الإبل فقال : ما لك ولها ؟ دعها معها سقاؤها وحذاؤها ، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها ) ، معها سقاؤها : يعني بطنها تملؤه ماءً، حذاؤها : يعني خفها تمشي عليه، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها.
فلا يجوز لك أن تُؤوي هذه الضالة ولا أن تلتقطها، ولو كنت تريد الخير، اللهم إلا إذا كنت في أرضٍ فيها قُطاع طريق تخشى أن يمسكوها ويضيعوها على صاحبها، فلا بأس أن تأخذها، أو إذا كنت تعرف صاحبها فتأخذها لتردها عليه، فهذا لا بأس به .
الثاني : ما لا يمتنع مِن صغار السباع، يعني الذي يعجز أن يفك نفسه مثل الغنم ، الماعز أو الشياه أو ما أشبه ذلك، فإنك تأخذها قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( هي لك أو لأخيك أو للذئب ) ، ولكن يجب عليك أن تبحث عن صاحبها وقوله : ( هي لك ) يعني : إن لم تجد صاحبها، ( أو لأخيك ) يعني صاحبها إذا عرفته، ( أو للذئب ) : إذا لم يجدها أحد أكلها الذئب.
فهذه تُؤخذ ويُبحث عن صاحبها، فإذا تمت السنة ولم يُوجد صاحبها فهي لمن وجدها.
وإنشاد الضالة له معنيان :
المعني الأول : ما ذكرنا وهذا واجب على الإنسان.
المعني الثاني : منهيٌ عنه في المساجد، وهو أن يطلب الإنسان الضالة، مثل أن يقول: من عيّن كذا وكذا؟ يا أيها الناس قد ضاع لي كذا وكذا فمن وجده؟ فهذا لا يجوز في المسجد ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إذا سمعتم أحداً ينشد ضالة في المسجد فقولوا له: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تُبن لهذا ) ، يجي إنسان مثلاً يقف في المسجد يقول : يا جماعة من عين لي الشاة من عين لي عنز من عين لي كذا ، فهذا حرام ، المساجد ما بنيت لهذا ، ونحن مأمورون أن ندعوا الله عليه، فنقول : لا ردها الله عليه،كما أننا إذا سمعنا شخصاً يبيع ويشترى في المسجد فإننا نقول : لا أربح الله تجارتك ، لأن المساجد لم تُبن للبيع والشراء.
فهذه الأوامر التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم كلها خير، والنواهي التي نهى عنها كلها شر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة شريعته : أنها تأمر بالمصالح وتنهى عن المفاسد، وإذا اجتمع في الشيء مفسدة ومصلحة، غُلِّب الأقوى منهما والأكثر، فإن كان الأكثر المصلحة غُلِّبت، وإن كانت المفسدة غُلِّبت، وإن تساوى الأمران غُلِّبت المفسدة، " لأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح " ، الله الموفق.
تقدم الكلام على هذا الحديث ، حديث البراء ابن عازب رضي الله عنه ، وبقي الكلام على قوله : ( وإنشاد الضالة ) : يعني مما أمرهم به إنشاد الضالة، يعني أن الإنسان إذا وجد ضالة وجب عليه إنشادها، يعني طلب من هي له ، والضالة هي ما ضاع مِن البهائم، وقد قسَّم العلماء رحمهم الله الضالة إلى قسمين :
قسم يمتنع من الذئاب ونحوها من صغار السباع ، فهذا لا يجوز التقاطه، ولا إيواؤه، ومن آوى ضالة فهو ضال، مثل الإبل، أو ما يمتنع بطيرانه : مثل الطيور كالصقور والحمام وشبهها، أو ما يمتنع بعدوه: كالظباء ونحوها.
فالذي يمتنع من صغار السباع كالذئاب وشبهها ثلاثة أنواع : ما يمتنع من السباع لكبر جثته وقوته مثل الإبل ، وما يمتنع من السباع لطيرانه كالصقور والحمام ، وما يمتنع مِن السباع لعدوه وسرعة سعيه كالظباء .
فهذه لا يجوز للإنسان أن يلتقطها، ولا يجوز له أن يؤويها، بل يطردها من إبله، ويطردها من حمامه، إذا أوت إلى حمامه حمامةٌ أخرى ، ( فإن النبي صلى الله عليه وسلم سُئل عن ضالة الإبل فقال : ما لك ولها ؟ دعها معها سقاؤها وحذاؤها ، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها ) ، معها سقاؤها : يعني بطنها تملؤه ماءً، حذاؤها : يعني خفها تمشي عليه، ترد الماء وتأكل الشجر حتى يجدها ربها.
فلا يجوز لك أن تُؤوي هذه الضالة ولا أن تلتقطها، ولو كنت تريد الخير، اللهم إلا إذا كنت في أرضٍ فيها قُطاع طريق تخشى أن يمسكوها ويضيعوها على صاحبها، فلا بأس أن تأخذها، أو إذا كنت تعرف صاحبها فتأخذها لتردها عليه، فهذا لا بأس به .
الثاني : ما لا يمتنع مِن صغار السباع، يعني الذي يعجز أن يفك نفسه مثل الغنم ، الماعز أو الشياه أو ما أشبه ذلك، فإنك تأخذها قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( هي لك أو لأخيك أو للذئب ) ، ولكن يجب عليك أن تبحث عن صاحبها وقوله : ( هي لك ) يعني : إن لم تجد صاحبها، ( أو لأخيك ) يعني صاحبها إذا عرفته، ( أو للذئب ) : إذا لم يجدها أحد أكلها الذئب.
فهذه تُؤخذ ويُبحث عن صاحبها، فإذا تمت السنة ولم يُوجد صاحبها فهي لمن وجدها.
وإنشاد الضالة له معنيان :
المعني الأول : ما ذكرنا وهذا واجب على الإنسان.
المعني الثاني : منهيٌ عنه في المساجد، وهو أن يطلب الإنسان الضالة، مثل أن يقول: من عيّن كذا وكذا؟ يا أيها الناس قد ضاع لي كذا وكذا فمن وجده؟ فهذا لا يجوز في المسجد ، قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( إذا سمعتم أحداً ينشد ضالة في المسجد فقولوا له: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تُبن لهذا ) ، يجي إنسان مثلاً يقف في المسجد يقول : يا جماعة من عين لي الشاة من عين لي عنز من عين لي كذا ، فهذا حرام ، المساجد ما بنيت لهذا ، ونحن مأمورون أن ندعوا الله عليه، فنقول : لا ردها الله عليه،كما أننا إذا سمعنا شخصاً يبيع ويشترى في المسجد فإننا نقول : لا أربح الله تجارتك ، لأن المساجد لم تُبن للبيع والشراء.
فهذه الأوامر التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم كلها خير، والنواهي التي نهى عنها كلها شر لأن النبي صلى الله عليه وسلم قاعدة شريعته : أنها تأمر بالمصالح وتنهى عن المفاسد، وإذا اجتمع في الشيء مفسدة ومصلحة، غُلِّب الأقوى منهما والأكثر، فإن كان الأكثر المصلحة غُلِّبت، وإن كانت المفسدة غُلِّبت، وإن تساوى الأمران غُلِّبت المفسدة، " لأن درء المفاسد أولى من جلب المصالح " ، الله الموفق.