شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( لا يستر عبد عبدا في الدنيا إلا ستره الله يوم القيامة ) رواه مسلم . ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يستر عبدٌ مؤمن إلا ستره الله تعالى يوم القيامة ) ، ( لا يستر عبدٌ عبداً مسلمًا إلا ستره الله تعالى يوم القيامة ) :
الستر يعني الإخفاء ، وقد سبق لنا أن الستر ليس محموداً على كل حال ، وليس مذموماً على كل حال، ستر الإنسان السَّتير، الذي لم يجهر منه فاحشة، ولم يحدث منه عدوان إلا نادراً، هذا ينبغي أن يُستر ويُنصح ويبين له أنه على خطأ، وهذا الستر محمود .
والنوع الثاني: ستر شخص مستهتر متهاون في الأمور ، مُعتدٍ على عباد الله شرير، فهذا لا يُستر، بل المشروع أن يبين أمره لولاة الأمر حتى يردعوه عما هو عليه، وحتى يكون نكالاً لغيره .
فالسَّتر معنى يتبع المصالح ، إذا كانت المصلحة في الستر، فهو أولى، وإن كانت المصلحة في الكشف فهو أولى، وإن تردد الإنسان بين هذا وهذا فالستر أولى، والله الموفق .