قراءة قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( رب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) رواه مسلم . وعن أسامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( قمت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها المساكين وأصحاب الجد محبوسون غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء ) متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رُبَّ أشعث أغبر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) : ( أشعث ) : من صفات الشَعَر، يعني شعره أشعث، ليس له ما يدهن به الشعر، ولا ما يرجله، وليس يهتم بمظهره، ( أغبر ) : يعني أغبر اللون، أغبر الثياب، وذلك لشدة فقره.
( مدفوع بالأبواب ) : يعني ليس له جاه، إذا جاء إلى الناس يستأذن لا يأذنون له، بل يدفعونه بالباب، إذا فتح الباب ووجده هذا الرجل دفع الباب بوجهه، لأنه ليس له قيمة عند الناس لكن له قيمة عند رب العالمين، ( لو أقسم على الله لأبره ) : لو قال : والله لا يكون كذا لم يكن، والله ليكونن كذا لكان ، ( لو أقسم على الله لأبره ) : لكرمه عند الله عز وجل ومنزلته.
فبأي شيء يحصل هذا ؟ لأنه ربما يكون رجل أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله ما أبره، ورب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، فما هو الميزان؟
الميزان تقوى الله عز وجل، كما قال الله تعالى : (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) : فمن كان أتقى لله فهو أكرم عند الله، ييسر الله له الأمر، يجيب دعاءه، ويكشف ضره، ويبر قسمه.
وهذا الذي أقسم على الله لن يُقسم بظلم، لن يقسم بظلم لأحد، ولن يجترئ على الله في ملكه، ولكنه يقسم على الله في مراضي الله ثقة بالله عز وجل، أو في أمور مباحة ثقة بالله عز وجل.
وقد مرّ علينا في قصة الرّبيع بنت النضر وأخيها أنس بن النضر، ( فإن الربيع كسرت ثنية جارية من الأنصار، فاحتكموا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تكسر ثنية الربيع ، لأنها كسرت ثنية الجارية الأنثى ، فقال أخوها أنس: يا رسول الله، تكسر ثنية الربيع؟ قال: نعم، كتاب الله القصاص، السن بالسن، قال: والله لا تكسر ثنية الربيع ) : قال ذلك ثقة بالله عز وجل، ورجاءً لتيسيره وتسهيله، فأقسم هذا القسم، ليس رداً لحكم الرسول، كلا ، ولكن ثقة بالله عز وجل، ( فهدى الله أهل الجارية ورضوا بالدية أو عفوا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) ، لأنه يقسم على الله في شيء يرضاه الله عز وجل، إحساناً في ظنه بالله عز وجل.
أما من أقسم على الله تألياً على الله، واستكباراً على عباد الله، وإعجاباً بنفسه فهذا لا يبر الله قسمه ، لأنه ظالم، ومن ذلك قصة الرجل العابد الذي كان يمر برجل مسرف على نفسه، فقال: والله لا يغفر الله لفلان، أقسم أن الله ما يغفر له، لماذا تقسم؟ المغفرة بيدك؟ الرحمة بيدك؟ فقال الله جل وعلا : ( مَن ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان؟ ) استفهام إنكار ، ( قد غفرت له وأبطلت عملك ) : نتيجة سيئة والعياذ بالله، لم يبر الله بقسمه، بل أحبط عمله، لأنه قال ذلك إعجاباً بعمله، وإعجاباً بنفسه، واستكباراً على عباد الله عز وجل.
أما حديث أسامة بن زيد، فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنه اطلعت إلى أهل الجنة أو قال : ( وقفت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها الفقراء ) ، يعني أكثرهم، أكثر ما يدخل الجنة الفقراء، لأن الفقراء في الغالب أقرب إلى العبادة والخشية لله من الأغنياء ، (( كَلَّا إِنَّ الْإنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى )) والغني يرى أنه مستغن بماله، فهو أقل تعبداً من الفقير، وإن كان من الأغنياء من يعبد الله أكثر من الفقراء، لكن الغالب، ( وأصحاب الجد ) : يعني أصحاب الحظ والغنى محبوسون لم يدخلوا الجنة بعد، الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ، ( غير أن أهل النار قد أُمر بهم إلى النار ) .
فقسم الرسول عليه الصلاة والسلام الناس إلى أقسام ثلاثة:
أهل النار دخلوا النار -أعاذنا الله وإياكم منها- والفقراء دخلوا الجنة، والأغنياء من المؤمنين موقوفون محبوسون، إلى أن يشاء الله ، أما أهل النار فأخبر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : ( أنَّ عامة من دخلها النساء ) ، أكثر من يدخل النار النساء، لأنهن أصحاب فتنة، ولهذا قال لهن الرسول عليه الصلاة والسلام في يوم عيد من الأعياد قال : ( يا معشر النساء، تصدقن، ولو من حُليكن فإنكن أكثر أهل النار، قالوا : يا رسول الله لم ؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) .
( تُكثرن اللعن ) : أي السب والشتم، لسانها سليط، كيدها عظيم ، ( وتكفرن العشير ) : المعاشر وهو الزوج، لو أحسن إليها الدهر كله، ثم رأت سيئة واحدة قالت: ما رأيت خيراً قط، تكفر النعمة ولا تقر بها.
في هذا الحديث دليل على أنه يجب على الإنسان أن يحترز من فتنة الغنى، فإن الغنى قد يُطغي، وقد يأوي بصاحبه إلى الأَشَر، والبطر، ورد الحق، وغمط الناس، فاحذر نعمتين : الغنى، والصحة، والفراغ أيضاً سبب للفتنة، فالثلاث هذه: الغنى، والصحة، والفراغ، هذه مما يغبن فيه كثير من الناس، ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ) ، والفراغ في الغالب يأتي من الغنى، لأن الغنى منكف عن كل شيء متفرغ، نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( رُبَّ أشعث أغبر مدفوعٍ بالأبواب لو أقسم على الله لأبره ) : ( أشعث ) : من صفات الشَعَر، يعني شعره أشعث، ليس له ما يدهن به الشعر، ولا ما يرجله، وليس يهتم بمظهره، ( أغبر ) : يعني أغبر اللون، أغبر الثياب، وذلك لشدة فقره.
( مدفوع بالأبواب ) : يعني ليس له جاه، إذا جاء إلى الناس يستأذن لا يأذنون له، بل يدفعونه بالباب، إذا فتح الباب ووجده هذا الرجل دفع الباب بوجهه، لأنه ليس له قيمة عند الناس لكن له قيمة عند رب العالمين، ( لو أقسم على الله لأبره ) : لو قال : والله لا يكون كذا لم يكن، والله ليكونن كذا لكان ، ( لو أقسم على الله لأبره ) : لكرمه عند الله عز وجل ومنزلته.
فبأي شيء يحصل هذا ؟ لأنه ربما يكون رجل أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله ما أبره، ورب أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره، فما هو الميزان؟
الميزان تقوى الله عز وجل، كما قال الله تعالى : (( إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ )) : فمن كان أتقى لله فهو أكرم عند الله، ييسر الله له الأمر، يجيب دعاءه، ويكشف ضره، ويبر قسمه.
وهذا الذي أقسم على الله لن يُقسم بظلم، لن يقسم بظلم لأحد، ولن يجترئ على الله في ملكه، ولكنه يقسم على الله في مراضي الله ثقة بالله عز وجل، أو في أمور مباحة ثقة بالله عز وجل.
وقد مرّ علينا في قصة الرّبيع بنت النضر وأخيها أنس بن النضر، ( فإن الربيع كسرت ثنية جارية من الأنصار، فاحتكموا إلى الرسول عليه الصلاة والسلام، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن تكسر ثنية الربيع ، لأنها كسرت ثنية الجارية الأنثى ، فقال أخوها أنس: يا رسول الله، تكسر ثنية الربيع؟ قال: نعم، كتاب الله القصاص، السن بالسن، قال: والله لا تكسر ثنية الربيع ) : قال ذلك ثقة بالله عز وجل، ورجاءً لتيسيره وتسهيله، فأقسم هذا القسم، ليس رداً لحكم الرسول، كلا ، ولكن ثقة بالله عز وجل، ( فهدى الله أهل الجارية ورضوا بالدية أو عفوا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام: إن من عباد الله من لو أقسم على الله لأبره ) ، لأنه يقسم على الله في شيء يرضاه الله عز وجل، إحساناً في ظنه بالله عز وجل.
أما من أقسم على الله تألياً على الله، واستكباراً على عباد الله، وإعجاباً بنفسه فهذا لا يبر الله قسمه ، لأنه ظالم، ومن ذلك قصة الرجل العابد الذي كان يمر برجل مسرف على نفسه، فقال: والله لا يغفر الله لفلان، أقسم أن الله ما يغفر له، لماذا تقسم؟ المغفرة بيدك؟ الرحمة بيدك؟ فقال الله جل وعلا : ( مَن ذا الذي يتألى عليّ أن لا أغفر لفلان؟ ) استفهام إنكار ، ( قد غفرت له وأبطلت عملك ) : نتيجة سيئة والعياذ بالله، لم يبر الله بقسمه، بل أحبط عمله، لأنه قال ذلك إعجاباً بعمله، وإعجاباً بنفسه، واستكباراً على عباد الله عز وجل.
أما حديث أسامة بن زيد، فهو أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول : إنه اطلعت إلى أهل الجنة أو قال : ( وقفت على باب الجنة فإذا عامة من دخلها الفقراء ) ، يعني أكثرهم، أكثر ما يدخل الجنة الفقراء، لأن الفقراء في الغالب أقرب إلى العبادة والخشية لله من الأغنياء ، (( كَلَّا إِنَّ الْإنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى )) والغني يرى أنه مستغن بماله، فهو أقل تعبداً من الفقير، وإن كان من الأغنياء من يعبد الله أكثر من الفقراء، لكن الغالب، ( وأصحاب الجد ) : يعني أصحاب الحظ والغنى محبوسون لم يدخلوا الجنة بعد، الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء ، ( غير أن أهل النار قد أُمر بهم إلى النار ) .
فقسم الرسول عليه الصلاة والسلام الناس إلى أقسام ثلاثة:
أهل النار دخلوا النار -أعاذنا الله وإياكم منها- والفقراء دخلوا الجنة، والأغنياء من المؤمنين موقوفون محبوسون، إلى أن يشاء الله ، أما أهل النار فأخبر رسولُ الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق : ( أنَّ عامة من دخلها النساء ) ، أكثر من يدخل النار النساء، لأنهن أصحاب فتنة، ولهذا قال لهن الرسول عليه الصلاة والسلام في يوم عيد من الأعياد قال : ( يا معشر النساء، تصدقن، ولو من حُليكن فإنكن أكثر أهل النار، قالوا : يا رسول الله لم ؟ قال: لأنكن تكثرن اللعن وتكفرن العشير ) .
( تُكثرن اللعن ) : أي السب والشتم، لسانها سليط، كيدها عظيم ، ( وتكفرن العشير ) : المعاشر وهو الزوج، لو أحسن إليها الدهر كله، ثم رأت سيئة واحدة قالت: ما رأيت خيراً قط، تكفر النعمة ولا تقر بها.
في هذا الحديث دليل على أنه يجب على الإنسان أن يحترز من فتنة الغنى، فإن الغنى قد يُطغي، وقد يأوي بصاحبه إلى الأَشَر، والبطر، ورد الحق، وغمط الناس، فاحذر نعمتين : الغنى، والصحة، والفراغ أيضاً سبب للفتنة، فالثلاث هذه: الغنى، والصحة، والفراغ، هذه مما يغبن فيه كثير من الناس، ( نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ ) ، والفراغ في الغالب يأتي من الغنى، لأن الغنى منكف عن كل شيء متفرغ، نسأل الله أن يعيذنا وإياكم من فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال.