تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا ) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما رواه البخاري . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( كافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ) وأشار الراوي وهو مالك بن أنس بالسبابة والوسطى . رواه مسلم . وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس المسكين الذي ترده التمرة والتمرتان ولا اللقمة واللقمتان إنما المسكين الذي يتعفف متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : يمكنه أن يتعفف ولو أن يأكل كسرة من خبز أو شقاً من تمرة فلا يسأل، ولا يزال الإنسان يسأل الناس، يسأل الناس، يسأل الناس حتى يأتي يوم القيامة وما في وجهه مُزعة لحم، يأتي يوم القيامة ووجهه يلوح عظام والعياذ بالله ما فيه لحم، لأنه قد قشر وجهه للناس في الدنيا.
وفي هذا ذم أولئك القوم الذين يترددون على الناس يسألونهم وهم أغنياء، أغناء إذا ماتوا وجد عندهم الآلاف، توجد عندهم الآلاف من الذهب والفضة والدراهم القديمة والأوراق، وهم إذا رأيتهم قلت: هؤلاء أفقر الناس، يؤذون الناس بالسؤال، أو يسألون الناس ليس عندهم شيء، لكن يريدون أن يجعلوا بيوتهم كبيوت الأغنياء، وسياراتهم كسيارات الأغنياء، ولباسهم كلباس الأغنياء من قال هذا ؟ هذا سفه، ( المتشبع بما لم يُعط كلابس ثوبي زور ) ، اقتنع بما أعطاك الله، إن كنت فقيراً فعلى حسب حالك، وإن كنت غنياً فعلى حسب حالك.
أما أن تباري الأغنياء وتقول: أنا أريد سيارة فخمة، أريد بيتاً فارهاً، أريد فرشاً، ثم تذهب تسأل الناس سواء سألتهم مباشرة قبل أن تشتري هذه الأشياء التي اشتريت، أو تشتريها ثم تذهب تقول: أنا علي فلوس علي دين أو ما أشبه ذلك كل هذا خطأ ، خطأ عظيم، اقتصر على ما عندك، على ما أعطاك ربك عز وجل، واسأل الله أن يرزقك رزقاً لا يطغيك، رزقاً يغنيك عن الخلق وكفى. نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسلامة.