شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عائشة رضي الله عنها قالت جاءتني مسكينة تحمل ابنتين لها فأطعمتها ثلاث تمرات فأعطت كل واحدة منهما تمرة ورفعت إلى فيها تمرة لتأكلها فاستطعمتها ابنتاها فشقت التمرة التي كانت تريد أن تأكلها بينهما فأعجبني شأنها فذكرت الذي صنعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ( إن الله قد أوجب لها بها الجنة أو أعتقها بها من النار ) رواه مسلم . وعن أبي شريح خويلد بن عمرو الخزاعي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( اللهم إني أخرج حق الضعيفين اليتيم والمرأة ) حديث حسن رواه النسائي بإسناد جيد . وعن مصعب بن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنهما رأى سعد أن له فضلا على من دونه فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( هل تنصرون وترزقون إلا بضعفائكم ) . رواه البخاري هكذا مرسلا فإن مصعب بن سعد تابعي . وعن أبي الدرداء عويمر رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( أبغونى في الضعفاء فإنما تنصرون وترزقون بضعفائكم ) رواه أبو داود بإسناد جيد... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث كلها تدل على مضمون ما سبق من الرفق بالضعفاء واليتامى والبنات وما أشبه ذلك، وفي حديث عائشة الأول قصة كحديثها السابق الذي مضى في درس أمس، لكن الذي مضى في درس أمس أنها أعطتها عائشة رضي الله عنها تمرة واحدة، فشقتها بين ابنتيها.
أما هذا فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت إحدى البنتين واحدة، والثانية التمرة الأخرى، ثم رفعت الثالثة إلى فيها لتأكلها، فاستطعمتاها : يعني أن البنتين نظرتا إلى التمرة التي رفعتها الأم، فلم تطعَمها الأم، شقتها بينهما نصفين، فأكلت كل بنت تمرة ونصفاً والأم لم تأكل شيئاً.
فذكرت ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما صنعت المرأة، فقال : ( إن الله أوجب لها بهما الجنة ) -نسأل الله من فضله- يعني: لأنها لما رحمتهما هذه الرحمة العظيمة أوجب الله لها بذلك الجنة.
فدل ذلك على أن ملاطفة الصبيان والرحمة بهم من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار -نسأل الله أن يكتب لنا ولكم ذلك- .
وفي الأحاديث التي بعده ما يدل على أن الضعفاء سبب للنصر وسبب للرزق، إذا حَنَا عليهم الإنسان وعطف بهم وآتاهم مما آتاه الله عز وجل كان ذلك سبباً للنصر على الأعداء، وكان سبباً للرزق لأن الله تعالى إذا أنفق الإنسان لربه نفقة ، فإن الله تعالى يخلفها عليه ، قال الله تعالى : (( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ )) أي يأتي بخلفه وبدله، (( وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) ، والله الموفق.
هذه الأحاديث كلها تدل على مضمون ما سبق من الرفق بالضعفاء واليتامى والبنات وما أشبه ذلك، وفي حديث عائشة الأول قصة كحديثها السابق الذي مضى في درس أمس، لكن الذي مضى في درس أمس أنها أعطتها عائشة رضي الله عنها تمرة واحدة، فشقتها بين ابنتيها.
أما هذا فأعطتها ثلاث تمرات، فأعطت إحدى البنتين واحدة، والثانية التمرة الأخرى، ثم رفعت الثالثة إلى فيها لتأكلها، فاستطعمتاها : يعني أن البنتين نظرتا إلى التمرة التي رفعتها الأم، فلم تطعَمها الأم، شقتها بينهما نصفين، فأكلت كل بنت تمرة ونصفاً والأم لم تأكل شيئاً.
فذكرت ذلك للرسول صلى الله عليه وسلم وأخبرته بما صنعت المرأة، فقال : ( إن الله أوجب لها بهما الجنة ) -نسأل الله من فضله- يعني: لأنها لما رحمتهما هذه الرحمة العظيمة أوجب الله لها بذلك الجنة.
فدل ذلك على أن ملاطفة الصبيان والرحمة بهم من أسباب دخول الجنة والنجاة من النار -نسأل الله أن يكتب لنا ولكم ذلك- .
وفي الأحاديث التي بعده ما يدل على أن الضعفاء سبب للنصر وسبب للرزق، إذا حَنَا عليهم الإنسان وعطف بهم وآتاهم مما آتاه الله عز وجل كان ذلك سبباً للنصر على الأعداء، وكان سبباً للرزق لأن الله تعالى إذا أنفق الإنسان لربه نفقة ، فإن الله تعالى يخلفها عليه ، قال الله تعالى : (( وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ )) أي يأتي بخلفه وبدله، (( وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ )) ، والله الموفق.