شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر أو قال غيره ) رواه مسلم ... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يَفرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ) .
الفرك: يعني البغضاء والعداوة، يعني لا يعادي المؤمن المؤمنة كزوجته مثلاً، لا يعاديها ويبغضها إذا رأى منها ما يكرهه مِن الأخلاق، وذلك لأن الإنسان يجب عليه القيام بالعدل، وأن يراعي المعامِل له بما تقتضيه حاله، والعدل أن يوازن بين السيئات والحسنات، وينظر أيهما أكثر وأيهما أعظم وقعاً، فيغلّب ما كان أكثر وما كان أشد تأثيراً، هذا هو العدل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا )) : يعني لا يحملكم بغضهم على عدم العدل، اعدلوا ولو كنتم تبغضونه، ولهذا لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر ليخرص عليهم ثمر النخل، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عامل أهل خيبر حين فتحها على أن يكفوه المئونة، ويقومون بإصلاح النخيل والزرع ولهم النصف.
فكان يبعث عليهم مَن يخرص عليهم الثمرة، فبعث إليهم عبد الله بن رواحة فجمعهم وقال لهم : ( يا إخوان القردة والخنازير، جئتكم من أحب الناس إلي، وإنكم لأبغض إلي من مثل عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني حبي إياه وبغضي إياكم على أن لا أعدل فيكم، فقالوا: بهذا قامت السَّمَوَاتِ والأرض ) .
فالشاهد أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أن يكون الإنسان حاكماً بالعدل بالقسط، فقال : ( لا يَفرَك مؤمن مؤمنة ) يعني لا يبغضها لأخلاقها، إن كره منها خلقاً رضي منه خلقاً آخر.
افرض أنها مثلاً أساءت في إصلاح القهوة ، لكن أحسنت في إصلاح الغداء في إصلاح العشاء، أساءت في المنام ليلة لكن أحسنت ليالي ، أساءت في معاملة الأولاد مرة ، لكن أحسنت كثيراً ، وهكذا.
فأنت إذا أساءت إليك لا تنظر إلى الإساءة في الوقت الحاضر، انظر إلى الماضي وانظر للمستقبل واحكم بالعدل.
وهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المرأة يكون في غيرها أيضاً ممن يكون بينك وبينه معاملة أو صداقة أو ما أشبه ذلك، إذا أساء إليك يوماً من الدهر لا تنس إحسانه إليك مرة أخرى وقارن بين هذا وهذا، وإذا غلب الإحسان على الإساءة فالحكم للإحسان، وإن غلبت الإساءة على الإحسان فانظر : إن كان أهلاً للعفو فاعف عنه، (( ومن عفا وأصلح فأجره على الله )) ، وإن لم يكن أهلاً للعفو فخذ بحقك أنت غير ملوم إذا أخذت بحقك، لكن انظر للمصلحة.
فالحاصل أن الإنسان ينبغي له أن يُعامل من بينه وبينهم صلة من زوجيه أو صداقة أو معاملة، في بيع وشراء أو غيره، أن يعامله بالعدل إذا كره منه خلقاً أو أساء إليه في معاملة، أن ينظر للجوانب الأخرى حتى يقارن بين هذا وهذا، فإن هذا هو العدل الذي أمر الله به ورسوله (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) ، والله الموفق .
قال المؤلف فيما نقله عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( لا يَفرَك مؤمن مؤمنة، إن كره منها خلقاً رضي منها خلقاً آخر ) .
الفرك: يعني البغضاء والعداوة، يعني لا يعادي المؤمن المؤمنة كزوجته مثلاً، لا يعاديها ويبغضها إذا رأى منها ما يكرهه مِن الأخلاق، وذلك لأن الإنسان يجب عليه القيام بالعدل، وأن يراعي المعامِل له بما تقتضيه حاله، والعدل أن يوازن بين السيئات والحسنات، وينظر أيهما أكثر وأيهما أعظم وقعاً، فيغلّب ما كان أكثر وما كان أشد تأثيراً، هذا هو العدل : (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا )) : يعني لا يحملكم بغضهم على عدم العدل، اعدلوا ولو كنتم تبغضونه، ولهذا لما بعث النبي عليه الصلاة والسلام عبد الله بن رواحة إلى أهل خيبر ليخرص عليهم ثمر النخل، وكان النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد عامل أهل خيبر حين فتحها على أن يكفوه المئونة، ويقومون بإصلاح النخيل والزرع ولهم النصف.
فكان يبعث عليهم مَن يخرص عليهم الثمرة، فبعث إليهم عبد الله بن رواحة فجمعهم وقال لهم : ( يا إخوان القردة والخنازير، جئتكم من أحب الناس إلي، وإنكم لأبغض إلي من مثل عدتكم من القردة والخنازير، ولا يحملني حبي إياه وبغضي إياكم على أن لا أعدل فيكم، فقالوا: بهذا قامت السَّمَوَاتِ والأرض ) .
فالشاهد أن الرسول عليه الصلاة والسلام أمر أن يكون الإنسان حاكماً بالعدل بالقسط، فقال : ( لا يَفرَك مؤمن مؤمنة ) يعني لا يبغضها لأخلاقها، إن كره منها خلقاً رضي منه خلقاً آخر.
افرض أنها مثلاً أساءت في إصلاح القهوة ، لكن أحسنت في إصلاح الغداء في إصلاح العشاء، أساءت في المنام ليلة لكن أحسنت ليالي ، أساءت في معاملة الأولاد مرة ، لكن أحسنت كثيراً ، وهكذا.
فأنت إذا أساءت إليك لا تنظر إلى الإساءة في الوقت الحاضر، انظر إلى الماضي وانظر للمستقبل واحكم بالعدل.
وهذا الذي ذكره النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المرأة يكون في غيرها أيضاً ممن يكون بينك وبينه معاملة أو صداقة أو ما أشبه ذلك، إذا أساء إليك يوماً من الدهر لا تنس إحسانه إليك مرة أخرى وقارن بين هذا وهذا، وإذا غلب الإحسان على الإساءة فالحكم للإحسان، وإن غلبت الإساءة على الإحسان فانظر : إن كان أهلاً للعفو فاعف عنه، (( ومن عفا وأصلح فأجره على الله )) ، وإن لم يكن أهلاً للعفو فخذ بحقك أنت غير ملوم إذا أخذت بحقك، لكن انظر للمصلحة.
فالحاصل أن الإنسان ينبغي له أن يُعامل من بينه وبينهم صلة من زوجيه أو صداقة أو معاملة، في بيع وشراء أو غيره، أن يعامله بالعدل إذا كره منه خلقاً أو أساء إليه في معاملة، أن ينظر للجوانب الأخرى حتى يقارن بين هذا وهذا، فإن هذا هو العدل الذي أمر الله به ورسوله (( إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ )) ، والله الموفق .