شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ... " . حفظ
الشيخ : أما الحديث الثاني حديث أبي هريرة رضي الله عنه، فإنه حديث عظيم، قال فيه النبي عليه الصلاة والسلام: ( أكمل الناس إيماناً أحسنهم خلقاً ) :
الإيمان يتفاوت ويتفاضل كما قال الله تعالى: (( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً )) ، وليس الناس في الإيمان سواء من الناس من يؤمن بالغيب وكأنه يشاهده شهود عِيان ، يؤمن بيوم القيامة وكأنه الآن في تلك الساحات ، يؤمن بالجنة وكأنها في تلك الرياض ، يؤمن بالنار وكأنه يراها بعينه ، يؤمن إيماناً حقيقياً مطمئناً.
ومن الناس من إيمانه مزعزع نسأل الله العافية وأن قوي إيماننا وإيمانكم ،
من الناس من يعبد الله على حرف : يعني على طرف (( فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطمأن به )) : يعني إن لم يواجه أحداً يشككه في الدين، ولم يواجه إلا صلحاء يعينونه اطْمَأَنَّ بِه .
(( وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة )) : إن أصابته فتنة في بدنه، أو ماله، أو أهله، انقلب على وجهه ، واعترض على القضاء والقدر، وتسخط وهلك والعياذ بالله ، (( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ )) .
( فأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً ) : وفي هذا حث عظيم على حسن الخلق، حسن الخلق مع الله، وحسن الخلق مع الناس، أما حسن الخلق مع الله: فأن يرضى الإنسان بشريعته، وينقاد إليها راضياً، مطمئناً، مسروراً بها سواء كانت أمر يؤمر به، أو نهياً ينهى عنه.
وأن يرضى الإنسان بقدر الله عز وجل، ويكون ما قدر الله عليه مما يسوؤه كالذي قدر الله عليه مما يسره، فيقول: يا رب كل شيء من عندك، فأنا راضٍ بك رباً إن أعطيتني ما يسرني شكرت، وإن أصابني ما يسوؤني صبرت، فيرضى بالله قضاءً وقدراً، وأمراً وشرعاً هذا حسن الخلق مع الله.
أما مع الناس فظاهر، كفُّ الأذى وبذل الندى، والصبر عليهم وعلى أذاهم، هذا هو حسن الخلق مع الناس : أن تعاملهم بهذه المعاملة تكف أذاك عنهم، وتبذل نداك، الندى : يعني العطاء سواء كان مالاً أو جاهاً أو غير ذلك، وكذلك تصبر على البلاء منهم، فإذا كنت كذلك، كنت أكمل الناس إيماناً.
ثم قال: ( وخيركم خيركم لأهله ) : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله ) : هذا خير الناس خيركم لأهله، لأنه إذا كان فيك خير خله عند أقرب الناس لك، عكس ما يفعله بعض الناس اليوم، تجده سيئ الخلق مع أهله، حسن الخلق مع غيرهم، وهذا خطأ، أهلك أحق بإحسان خلقك ، أحسن الخلق معهم، لأنهم هم الذين معك ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية، إن أصابك شيء أُصيبوا معك، وإن سررت سروا معك، وإن حزنت حزنوا معك، فلتكن معاملتك معهم خيراً من معاملتك مع الأجانب، فخير الناس خيرهم لأهله.
أسأل الله تعالى أن يكمل لي ولكم الإيمان، وأن يجعلنا خير عباد الله في أهلنا ومن له حق علينا.
الإيمان يتفاوت ويتفاضل كما قال الله تعالى: (( وَيَزْدَادَ الَّذِينَ آمَنُوا إِيمَاناً )) ، وليس الناس في الإيمان سواء من الناس من يؤمن بالغيب وكأنه يشاهده شهود عِيان ، يؤمن بيوم القيامة وكأنه الآن في تلك الساحات ، يؤمن بالجنة وكأنها في تلك الرياض ، يؤمن بالنار وكأنه يراها بعينه ، يؤمن إيماناً حقيقياً مطمئناً.
ومن الناس من إيمانه مزعزع نسأل الله العافية وأن قوي إيماننا وإيمانكم ،
من الناس من يعبد الله على حرف : يعني على طرف (( فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطمأن به )) : يعني إن لم يواجه أحداً يشككه في الدين، ولم يواجه إلا صلحاء يعينونه اطْمَأَنَّ بِه .
(( وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انْقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة )) : إن أصابته فتنة في بدنه، أو ماله، أو أهله، انقلب على وجهه ، واعترض على القضاء والقدر، وتسخط وهلك والعياذ بالله ، (( خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ )) .
( فأكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خُلقاً ) : وفي هذا حث عظيم على حسن الخلق، حسن الخلق مع الله، وحسن الخلق مع الناس، أما حسن الخلق مع الله: فأن يرضى الإنسان بشريعته، وينقاد إليها راضياً، مطمئناً، مسروراً بها سواء كانت أمر يؤمر به، أو نهياً ينهى عنه.
وأن يرضى الإنسان بقدر الله عز وجل، ويكون ما قدر الله عليه مما يسوؤه كالذي قدر الله عليه مما يسره، فيقول: يا رب كل شيء من عندك، فأنا راضٍ بك رباً إن أعطيتني ما يسرني شكرت، وإن أصابني ما يسوؤني صبرت، فيرضى بالله قضاءً وقدراً، وأمراً وشرعاً هذا حسن الخلق مع الله.
أما مع الناس فظاهر، كفُّ الأذى وبذل الندى، والصبر عليهم وعلى أذاهم، هذا هو حسن الخلق مع الناس : أن تعاملهم بهذه المعاملة تكف أذاك عنهم، وتبذل نداك، الندى : يعني العطاء سواء كان مالاً أو جاهاً أو غير ذلك، وكذلك تصبر على البلاء منهم، فإذا كنت كذلك، كنت أكمل الناس إيماناً.
ثم قال: ( وخيركم خيركم لأهله ) : قال النبي عليه الصلاة والسلام : ( خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله ) : هذا خير الناس خيركم لأهله، لأنه إذا كان فيك خير خله عند أقرب الناس لك، عكس ما يفعله بعض الناس اليوم، تجده سيئ الخلق مع أهله، حسن الخلق مع غيرهم، وهذا خطأ، أهلك أحق بإحسان خلقك ، أحسن الخلق معهم، لأنهم هم الذين معك ليلاً ونهاراً، سراً وعلانية، إن أصابك شيء أُصيبوا معك، وإن سررت سروا معك، وإن حزنت حزنوا معك، فلتكن معاملتك معهم خيراً من معاملتك مع الأجانب، فخير الناس خيرهم لأهله.
أسأل الله تعالى أن يكمل لي ولكم الإيمان، وأن يجعلنا خير عباد الله في أهلنا ومن له حق علينا.