شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " عن البراء بن عازب رضي الله عنهما ، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في الأنصار : ( لا يحبهم إلا مؤمن ، ولا يبغضهم إلا منافق ، من أحبهم أحبه الله ، ومن أبغضهم أبغضه الله ) متفق عليه . وعن معاذ رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : قال الله ( المتحابون في جلالي ، لهم منابر من نور يغبطهم النبيون والشهداء ) . رواه الترمذي ، وقال : حديث حسن صحيح . وعن أبي إدريس الخولاني رحمه الله قال دخلت مسجد دمشق فإذا فتى براق الثنايا وإذا الناس معه فإذا اختلفوا في شيء أسندوه إليه وصدروا عن رأيه فسألت عنه فقيل هذا معاذ بن جبل رضي الله عنه فلما كان من الغد هجرت فوجدته قد سبقني بالتهجير ووجدته يصلي فانتظرته حتى قضى صلاته ثم جئته من قبل وجهه فسلمت عليه ثم قلت والله إني لأحبك لله فقال الله فقلت الله فقال آلله فقلت الله فأخذني بحبوة ردائي فجبذني إليه فقال أبشر فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( قال الله تعالى وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في ) في حديث صحيح رواه مالك في الموطأ بإسناد الصحيح . عن المقداد بن معد يكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه ) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث صحيح . وعن معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده وقال ( يا معاذ والله إني لأحبك ثم أوصيك يا معاذ لا تدعن في دبر كل صلاة تقول اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ) حديث صحيح رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح . وعن أنس رضي الله عنه أن رجلا كان عند النبي صلى الله عليه وسلم فمر به فقال يا رسول الله إني لأحب هذا فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( أأعلمته ؟ ) قال لا قال : ( أعلمه ) فلحقه فقال إني أحبك في الله فقال أحبك الذي أحببتني له رواه أبو داود بإسناد صحيح... " . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث كلها في بيان المحبة، وأن الإنسان ينبغي له أن يكون حبه لله وفي الله، وفي هذا الحديث الذي ذكره المؤلف -رحمه الله- حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) :
ففي هذا دليل على أن المحبة مِن كمال الإيمان، وأنه لا يكمل إيمان العبد حتى يحب أخاه، وأنَّ من أسباب المحبة أن يفشي الإنسان السلام بين إخوانه، أي : يظهره ويعلنه، ويسلم على من لقيه من المؤمنين، سواء عرفه أم لم يعرفه، فإن هذا من أسباب المحبة، ولذلك إذا مرَّ بك رجل وسلم عليك أحببته، وإذا أعرض، كرهته ولو كان أقرب الناس إليك.
فالذي يجب على الإنسان أن يسعى بكل سبب يوجب المودة والمحبة بين المسلمين، لأنه ليس من المعقول ولا من العادة أن يتعاون الإنسان مع شخص لا يحبه، ولا يمكن التعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى إلا بالمحبة، ولهذا كانت المحبة في الله من كمال الإيمان.
وفي حديث معاذ رضي الله عنه : إخبارُ النبي صلى الله عليه وسلم إياه أنه يحبه، فدل هذا أن من السنة إذا أحببت شخصاً أن تقول: إني أحبك، وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه، لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن.
وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) ، لكن إذا قال الإنسان بلسانه ، فإن هذا يزداد محبة في القلب ، فتقول: إني أحبك في الله.
وفي قوله عليه الصلاة والسلام: ( لا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة ) يعني: في آخر كل صلاة، لأن دبر الشيء من الشيء كدبر الحيوان، وقد ورد هذا الحديث بلفظ واضح يدل على أن الإنسان يقولها قبل أن يسلم، فيقول قبل السلام: ( اللهم أعني على ذكرك، وعلى شكرك، وعلى حسن عبادتك ) ، والله الموفق.
هذه الأحاديث كلها في بيان المحبة، وأن الإنسان ينبغي له أن يكون حبه لله وفي الله، وفي هذا الحديث الذي ذكره المؤلف -رحمه الله- حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، أفلا أدلكم على شيءٍ إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السلام بينكم ) :
ففي هذا دليل على أن المحبة مِن كمال الإيمان، وأنه لا يكمل إيمان العبد حتى يحب أخاه، وأنَّ من أسباب المحبة أن يفشي الإنسان السلام بين إخوانه، أي : يظهره ويعلنه، ويسلم على من لقيه من المؤمنين، سواء عرفه أم لم يعرفه، فإن هذا من أسباب المحبة، ولذلك إذا مرَّ بك رجل وسلم عليك أحببته، وإذا أعرض، كرهته ولو كان أقرب الناس إليك.
فالذي يجب على الإنسان أن يسعى بكل سبب يوجب المودة والمحبة بين المسلمين، لأنه ليس من المعقول ولا من العادة أن يتعاون الإنسان مع شخص لا يحبه، ولا يمكن التعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى إلا بالمحبة، ولهذا كانت المحبة في الله من كمال الإيمان.
وفي حديث معاذ رضي الله عنه : إخبارُ النبي صلى الله عليه وسلم إياه أنه يحبه، فدل هذا أن من السنة إذا أحببت شخصاً أن تقول: إني أحبك، وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه، لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن.
وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف، وما تناكر منها اختلف ) ، لكن إذا قال الإنسان بلسانه ، فإن هذا يزداد محبة في القلب ، فتقول: إني أحبك في الله.
وفي قوله عليه الصلاة والسلام: ( لا تدعن أن تقول في دبر كل صلاة ) يعني: في آخر كل صلاة، لأن دبر الشيء من الشيء كدبر الحيوان، وقد ورد هذا الحديث بلفظ واضح يدل على أن الإنسان يقولها قبل أن يسلم، فيقول قبل السلام: ( اللهم أعني على ذكرك، وعلى شكرك، وعلى حسن عبادتك ) ، والله الموفق.