شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الخوف ... وقال الله تعالى (( ويحذركم الله نفسه )) وقال تعالى (( يوم يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه )) وقال تعالى (( يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد )) وقال تعالى (( ولمن خاف مقام ربه جنتان)) وقال تعالى (( وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون قالوا إنا كنا قبل في أهلنا مشفقين فمن الله علينا ووقانا عذاب السموم إنا كنا من قبل ندعوه إنه هو البر الرحيم )) والآيات في الباب كثيرة جدا معلومات والغرض الإشارة إلى بعضها وقد حصل . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
ذكر المؤلف -رحمه الله- آيات في سياق باب الخوف، سبق بعضها ومنها قوله تعالى : (( يحذركم الله نفسه )) يعني أن الله عز وجل يحذرنا من نفسه أن يعاقبنا على معاصينا وذنوبنا، وقال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا * وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )) : هذا أيضاً فيه أن الإنسان يجب أن يخاف هذا اليوم العظيم، الذي قال الله عنه: (( يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ )) : يعني من شدة ما ترى من الأهوال والأفزاع.
(( وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى )) : يعني مشدوهين، ليس عندهم عُقول، ولكنهم ليسوا بسكارى : (( وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ )) .
وقال الله تبارك وتعالى: (( يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ )) وسبق الكلام عليها.
وقال تعالى: (( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ )) إلى آخر السورة، أي : مَن خاف المقام بين يدي الله عز وجل، فإنه سوف يقوم بطاعته، ويخشى من عقابه، فله جنتان، وفي أثناء الآيات يقول: (( وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ )) : فهذه أربع جنات لمن خاف مقام الله عز وجل، ولكن الناس فيهما على درجات. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أهلها بمنه وكرمه.