شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل إلا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة رواه الترمذي وقال حديث حسن . وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( يحشر الناس يوم القيامة حفاة عراة غرلا قلت يا رسول الله الرجال والنساء جميعا ينظر بعضهم إلى بعض قال يا عائشة الأمر أشد من أن يهمهم ذلك وفي رواية الأمر أهم من أن ينظر بعضهم إلى بعض ) متفق عليه . باب الرجاء . قال الله تعالى (( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم )) وقال تعالى (( وهل نجازي إلا الكفور )) وقال تعالى (( إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى )) وقال تعالى (( ورحمتي وسعت كل شيء )) . وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل ) متفق عليه وفي رواية لمسلم ( من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرم الله عليه النار ) . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب الخوف عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزلة ) : أدلج يعني مشى في الدلجة، وهي أول الليل ، ( ومن أدلج بلغ المنزلة ) ، لأنه إذا سار في أول الليل، فهو يدل على اهتمامه في المسير، وأنه جاد فيه، ومن كان كذلك بلغ المنزلة .
( ألا وإن سلعة الله غالية، ألا وإن سلعة الله الجنة ) :
السلعة: يعني التي يعرضها الإنسان للبيع، والجنة قد عرضها الله عز وجل لعباده ليشتروها، قال الله تعالى: (( إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالْإنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ )) .
فمن خاف: يعني مَن كان في قلبه خوف لله عمل العمل الصالح الذي ينجيه مما يخاف.
وأما حديث عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( يحشر الناس ) : يعني يجمعون يوم القيامة ، ( حفاة ) : ليس لهم نعال ، ( عُراة ) : ليس عليهم ثياب ، ( غُرلاً ) : غير مختونين.
الختان : هو ختان الإنسان يعود يوم القيامة فيخرج الناس من قبورهم كيوم ولدتهم أمهاتهم، يعني في كمال الخلقة، كما قال تعالى: (( كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ )) ، فقالت عائشة رضي الله عنها: ( يا رسول الله، الرجال والنساء، يعني عراة ينظر بعضهم إلى بعض قال: الأمر أكبر أو أعظم من أن يهمهم ذلك ) : أو من أن ينظر بعضهم إلى بعض، أي: أن الأمر عظيم جداً، لا ينظر أحد إلى أحد (( لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ )).
نسأل الله تعالى أن ينجينا وإياكم من عذاب النار، وأن يجعلنا وإياكم ممن يخافه ويرجوه.