شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث التي ساقها المؤلف -رحمه الله- كلها تدل على الزّهد في الدّنيا فمنها حديث أبي ذرّ وأبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم قال : ( ما يسرّني أن لي مثل أحد ذهبا تمضي عليه ثلاث ليال إلاّ وقد فرّقته يميناً وشمالاً وأمامه وخلفه، إلاّ شيئا أرصده لدين ) : وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم مِن أزهد الناس، بل هو أزهد الناس في الدّنيا، لأنه لا يريد أن يجمع المال إلاّ شيئاً يرصده لدين، ( وقد توفي صلى الله عليه وآله وسلم ودرعه مرهونة عند يهوديّ في شعير أخذه لأهله ) ، ولو كانت الدّنيا محبوبة إلى الله عزّ وجلّ ما حرم منها نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ( فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلاّ ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما )، وما يكون في طاعة الله عزّ وجلّ، ثم ذكر في حديث أبي ذرّ : ( أن المكثرون هم المقلّون يوم القيامة ) : يعني المكثرين من الدّنيا هم المقلين من الأعمال الصّالحة يوم القيامة، وذلك لأن الغالب على من كثر ماله في الدّنيا الغالب عليه الإستغناء والتّكبّر والإعراض عن طاعة الله، لأن الدّنيا تلهيه فيكون مكثرا في الدّنيا مقلّا في الآخرة، ( إلاّ من قال هكذا وهكذا ) : يعني في المال وصرّفه في سبيل الله عزّ وجلّ.
وفي حديث أبي ذر : ( أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة وإن زنى وإن سرق ) : وهذا لا يعني أن الزنا والسرقة سهلة بل هي صعبة، ولهذا استعظمها أبو ذرّ قال: ( وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق ) ، لأن من مات على الإيمان وعليه معاصي من كبائر الذّنوب فإن الله يقول: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) : قد يعفو الله عنه ولا يعاقبه، وقد يعاقبه لكن إن عاقبه فمآله إلى الجنّة، مآله إلى الجنّة، لأن كلّ مَن كان لا يشرك بالله، ولم يأت شيئا مكفّراً، فإن مآله إلى الجنّة، أما من أتى مكفّراً كالذي لا يصلّي والعياذ بالله فهذا مخلّد في النار، الذي لا يصلّي كافر مرتدّ مخلّد في نار جهنّم، حتى لو قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمّدا رسول الله، وآمنت بالله وآمنت باليوم الآخر وهو لا يصلّي، فإنه مرتدّ، لأن المنافقين يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام : نشهد إنك لرسول الله ويذكرون الله، ولكن لا يذكرون الله إلاّ قليلا، ويصلون ولكن إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، ومع ذلك هم في الدّرك الأسفل من النار، وكذلك الأحاديث التي تلت ما رواه أبو ذرّ رضي الله عنه: كلّها تدلّ على الزّهد في الدّنيا، وأن الإنسان لا ينبغي أن يعلّق نفسه بها، وأن تكون الدّنيا بيده لا في قلبه، حتى يُقبل بقلبه على الله عزّ وجلّ، فإن هذا هو كمال الزّهد، وليس المعنى أنّك لا تأخذ شيئًا من الدّنيا، خذ من الدّنيا ولا تنس نصيبك منها ولكن اجعلها في يدك ولا تجعلها في قلبك، هذا هو المهمّ، نسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة.
هذه الأحاديث التي ساقها المؤلف -رحمه الله- كلها تدل على الزّهد في الدّنيا فمنها حديث أبي ذرّ وأبي هريرة أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم قال : ( ما يسرّني أن لي مثل أحد ذهبا تمضي عليه ثلاث ليال إلاّ وقد فرّقته يميناً وشمالاً وأمامه وخلفه، إلاّ شيئا أرصده لدين ) : وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم مِن أزهد الناس، بل هو أزهد الناس في الدّنيا، لأنه لا يريد أن يجمع المال إلاّ شيئاً يرصده لدين، ( وقد توفي صلى الله عليه وآله وسلم ودرعه مرهونة عند يهوديّ في شعير أخذه لأهله ) ، ولو كانت الدّنيا محبوبة إلى الله عزّ وجلّ ما حرم منها نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، ( فالدنيا ملعونة ملعون ما فيها إلاّ ذكر الله وما والاه وعالما ومتعلما )، وما يكون في طاعة الله عزّ وجلّ، ثم ذكر في حديث أبي ذرّ : ( أن المكثرون هم المقلّون يوم القيامة ) : يعني المكثرين من الدّنيا هم المقلين من الأعمال الصّالحة يوم القيامة، وذلك لأن الغالب على من كثر ماله في الدّنيا الغالب عليه الإستغناء والتّكبّر والإعراض عن طاعة الله، لأن الدّنيا تلهيه فيكون مكثرا في الدّنيا مقلّا في الآخرة، ( إلاّ من قال هكذا وهكذا ) : يعني في المال وصرّفه في سبيل الله عزّ وجلّ.
وفي حديث أبي ذر : ( أن من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنّة وإن زنى وإن سرق ) : وهذا لا يعني أن الزنا والسرقة سهلة بل هي صعبة، ولهذا استعظمها أبو ذرّ قال: ( وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى وإن سرق ) ، لأن من مات على الإيمان وعليه معاصي من كبائر الذّنوب فإن الله يقول: (( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء )) : قد يعفو الله عنه ولا يعاقبه، وقد يعاقبه لكن إن عاقبه فمآله إلى الجنّة، مآله إلى الجنّة، لأن كلّ مَن كان لا يشرك بالله، ولم يأت شيئا مكفّراً، فإن مآله إلى الجنّة، أما من أتى مكفّراً كالذي لا يصلّي والعياذ بالله فهذا مخلّد في النار، الذي لا يصلّي كافر مرتدّ مخلّد في نار جهنّم، حتى لو قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله وأشهد أن محمّدا رسول الله، وآمنت بالله وآمنت باليوم الآخر وهو لا يصلّي، فإنه مرتدّ، لأن المنافقين يقولون للرسول عليه الصلاة والسلام : نشهد إنك لرسول الله ويذكرون الله، ولكن لا يذكرون الله إلاّ قليلا، ويصلون ولكن إذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالى، ومع ذلك هم في الدّرك الأسفل من النار، وكذلك الأحاديث التي تلت ما رواه أبو ذرّ رضي الله عنه: كلّها تدلّ على الزّهد في الدّنيا، وأن الإنسان لا ينبغي أن يعلّق نفسه بها، وأن تكون الدّنيا بيده لا في قلبه، حتى يُقبل بقلبه على الله عزّ وجلّ، فإن هذا هو كمال الزّهد، وليس المعنى أنّك لا تأخذ شيئًا من الدّنيا، خذ من الدّنيا ولا تنس نصيبك منها ولكن اجعلها في يدك ولا تجعلها في قلبك، هذا هو المهمّ، نسأل الله لنا ولكم العافية والسلامة.