شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث كلها تدور على ما سبق من الزهد في الدّنيا والإقبال على الآخرة، فذكر المؤلف -رحمه الله- حديث خبّاب بن الأرت رضي الله تعالى عنه في قصّة مصعب بن عمير، وهو من المهاجرين الذين هاجروا لله عزّ وجلّ ابتغاء وجه الله، وكان شابا مدلّلا من قبل والديه في مكة، ولما أسلم طرده أبواه، لأنهما كانا كافرين فهاجر رضي الله عنه، وقتل في أحد في السّنة الثالثة من الهجرة، يعني لم يمض على هجرته إلاّ ثلاثة أعوام أو أقلّ، فقتل شهيدا رضي الله عنه، وكان صاحبَ الراية، ولم يكن معه شيء إلاّ بردة، ثوب واحد إن غطّوا به رأسه بدت رجلاه، وإن غطّوا به رجليه بدا رأسه، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أن يُغطى رأسه ويجعل على رجليه شيء من الإذخر، فالإذخر نبات معروف تأكله البهائم، فيجعل على رجليه لأجل أن يغطّيهما.
قال : " ومنّا " يعني من المهاجرين، " من أينعت له الدّنيا " : أينعت يعني استوت وأثمرت، " فهو يهدبها " : أي يجنيها، ويتمتّع بها ولا يُعلم الأول خير أم الآخر، ولكن الدّنيا خطيرة جدّا على الإنسان كما في هذه الأحاديث التي ذكر المؤلف : أن الرسول عليه الصّلاة والسّلام قال : ( إن لكلّ أمّة فتنة، وإن فتنة أمّتي في المال ) : يكثر المال عند الناس فينسوا به الآخرة، ولهذا نُهي عن اتّخاذ الضّياع، الضّياع : يعني الحدائق والبساتين، فإن الإنسان يلهو بها عما هو أهمّ منها من أمور الآخرة، والحاصل أن الإنسان ينبغي له أن يكون زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة، وأن الله إذا رزقه مالًا فليجعله عونًا على طاعة الله، وليجعل الدّنيا في يده لا في قلبه حتى يربح الدنيا والآخرة : (( والعصر * إن الإنسان لفي خُسر * إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصّبر )) .
وقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى: (( ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر )) : ألهاكم يعني شغلكم عن المقابر وعن الموت وما بعده، (( حتى زرتم المقابر )) : لم ينطلق الإنسان من الدّنيا حتى مات، فقال عليه الصلاة والسلام : ( يقول الإنسان: مالي مالي ) مالي مالي يفتخر به، ( وليس لك من مالك إلاّ ما أكلت فأفنيت، ولبست فأبليت، وتصدّقت فأمضيت ) : هكذا قال النبي عليه الصّلاة والسّلام وهو كذلك، الإنسان ما له من ماله إلاّ هذه الأشياء: إما أن يأكل طعاما أو شرابا، وإمّا أن يلبس من أنواع اللباس، وإما أن يتصدّق، والباقي له هو ما يتصدّق به، أما ما يأكله وما يلبسه فإن كان مما يستعين به على طاعة الله كان خيرا له، وإن كان يستعين به على معصية الله وعلى الأشر والبطر كان محنة عليه والعياذ بالله، والله الموفّق.
هذه الأحاديث كلها تدور على ما سبق من الزهد في الدّنيا والإقبال على الآخرة، فذكر المؤلف -رحمه الله- حديث خبّاب بن الأرت رضي الله تعالى عنه في قصّة مصعب بن عمير، وهو من المهاجرين الذين هاجروا لله عزّ وجلّ ابتغاء وجه الله، وكان شابا مدلّلا من قبل والديه في مكة، ولما أسلم طرده أبواه، لأنهما كانا كافرين فهاجر رضي الله عنه، وقتل في أحد في السّنة الثالثة من الهجرة، يعني لم يمض على هجرته إلاّ ثلاثة أعوام أو أقلّ، فقتل شهيدا رضي الله عنه، وكان صاحبَ الراية، ولم يكن معه شيء إلاّ بردة، ثوب واحد إن غطّوا به رأسه بدت رجلاه، وإن غطّوا به رجليه بدا رأسه، فأمر النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أن يُغطى رأسه ويجعل على رجليه شيء من الإذخر، فالإذخر نبات معروف تأكله البهائم، فيجعل على رجليه لأجل أن يغطّيهما.
قال : " ومنّا " يعني من المهاجرين، " من أينعت له الدّنيا " : أينعت يعني استوت وأثمرت، " فهو يهدبها " : أي يجنيها، ويتمتّع بها ولا يُعلم الأول خير أم الآخر، ولكن الدّنيا خطيرة جدّا على الإنسان كما في هذه الأحاديث التي ذكر المؤلف : أن الرسول عليه الصّلاة والسّلام قال : ( إن لكلّ أمّة فتنة، وإن فتنة أمّتي في المال ) : يكثر المال عند الناس فينسوا به الآخرة، ولهذا نُهي عن اتّخاذ الضّياع، الضّياع : يعني الحدائق والبساتين، فإن الإنسان يلهو بها عما هو أهمّ منها من أمور الآخرة، والحاصل أن الإنسان ينبغي له أن يكون زاهدا في الدنيا راغبا في الآخرة، وأن الله إذا رزقه مالًا فليجعله عونًا على طاعة الله، وليجعل الدّنيا في يده لا في قلبه حتى يربح الدنيا والآخرة : (( والعصر * إن الإنسان لفي خُسر * إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصّبر )) .
وقرأ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله تعالى: (( ألهاكم التكاثر * حتى زرتم المقابر )) : ألهاكم يعني شغلكم عن المقابر وعن الموت وما بعده، (( حتى زرتم المقابر )) : لم ينطلق الإنسان من الدّنيا حتى مات، فقال عليه الصلاة والسلام : ( يقول الإنسان: مالي مالي ) مالي مالي يفتخر به، ( وليس لك من مالك إلاّ ما أكلت فأفنيت، ولبست فأبليت، وتصدّقت فأمضيت ) : هكذا قال النبي عليه الصّلاة والسّلام وهو كذلك، الإنسان ما له من ماله إلاّ هذه الأشياء: إما أن يأكل طعاما أو شرابا، وإمّا أن يلبس من أنواع اللباس، وإما أن يتصدّق، والباقي له هو ما يتصدّق به، أما ما يأكله وما يلبسه فإن كان مما يستعين به على طاعة الله كان خيرا له، وإن كان يستعين به على معصية الله وعلى الأشر والبطر كان محنة عليه والعياذ بالله، والله الموفّق.