شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث ذكرها المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب الزهد في الدّنيا، منها: حديث عبد الله بن المغفّل رضي الله عنه : ( أن رجلا قال للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إني أحبّك، قال: انظر ما تقول، قال: إني أحبّك فردّدها ثلاثا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : إن كنت تحبّني فأعدّ للفقر تَجفافا، فإن الفقر إلى من يحبّني أسرع من السّيل إلى منتهاه ) : لأن السّيل إذا كان له منتهى وهو جاءَ من مرتفع يكون مسرعًا، لكن هذا الحديث لا يصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، لأنه لا ارتباط بين الغنى ومحبّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكم من إنسان غنيّ يحب الرسول عليه الصلاة والسلام، وكم من إنسان فقير أبغض ما يكون إليه الرسول عليه الصّلاة والسلام، فهذا الحديث لا يصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ولكن علامة محبّة الرسول أن يكون الإنسان أشدّ اتّباعاُ له وأشدّ تمسّكا بسنّته : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) ، فالميزان هو اتّباع الرسول عليه الصّلاة والسّلام، من كان للرسول أتبع، فهو له أحب، وأما الفقر والغنى فإنه بيد الله عزّ وجلّ، وكذلك أيضا مِن الزّهد في الدنيا : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من شغف العيش، وقلّة ذات اليد، حيث كان ينام على الحصير حتى يؤثّر في جنبه، فيقال له ألا نجعل لك وطائا يعني: فراشا تطؤه وتنام عليه فقال : ( ما لي وللدنيا، إنما الدّنيا كراكب استظل في شجرة ثمّ قام وتركها ) ، فالرسول عليه الصلاة والسلام ليس له همّ في الدّنيا ولا يبقى عنده مال، بل كله ينفقه في سبيل الله ويعيش عيشة الفقراء.
ثم ذكر المؤلف أحاديث في أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء، وأن الفقراء أكثر أهل الجنّة، وذلك لأن الفقراء ليس عندهم مال يطغيهم، فهم متمسكنون خاضعون، ولهذا إذا تأمّلت الآيات وجدت أن الذين يكذّبون الرّسل هم الملأ الأشراف والأغنياء، وأن المستضعفين هم الذين يتّبعون الرّسل، فلهذا كانوا أكثر أهل الجنّة، وكانوا يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بتقادير اختلفت فيها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ويجمعها أن السير يختلف، فقد يكون السير في عشرة أيام لشخص مسرع يسيره الآخر في عشرين يوما مثلا، ثمّ ذكر قول النبي عليه الصّلاة والسلام في كلمة لبيد الشاعر المشهور قال: ( أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كلُّ شيء ما خلا اللهَ باطل ) : كلّ شيء سوى الله فهو باطل ضائع لا ينفع، وأما ما كان لله فإنه هو الذي ينفع صاحبه ويبقى له، ومن ذلك الدّنيا فإنها باطلة : (( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد )) ، إلاّ ما كان فيها من ذكر الله وطاعته فإنه حقّ وخير.
وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الحق يقبل حتى من الشّعراء، فالحق مقبول من كلّ أحد جاء به حتى لو كان كافرا وقال بالحقّ فإنه يقبل، ولو كان شاعرا أو فاسقا وقال بالحقّ فإنه يقبل، وأما من قال بالباطل فقوله مردود ولو كان مسلما، لأن العبرة في المقالات لا في القائلين، ولهذا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى الإنسان من فعله لا من شخصه.
هذه الأحاديث ذكرها المؤلف -رحمه الله تعالى- في باب الزهد في الدّنيا، منها: حديث عبد الله بن المغفّل رضي الله عنه : ( أن رجلا قال للنبيّ صلى الله عليه وآله وسلم إني أحبّك، قال: انظر ما تقول، قال: إني أحبّك فردّدها ثلاثا، فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : إن كنت تحبّني فأعدّ للفقر تَجفافا، فإن الفقر إلى من يحبّني أسرع من السّيل إلى منتهاه ) : لأن السّيل إذا كان له منتهى وهو جاءَ من مرتفع يكون مسرعًا، لكن هذا الحديث لا يصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، لأنه لا ارتباط بين الغنى ومحبّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكم من إنسان غنيّ يحب الرسول عليه الصلاة والسلام، وكم من إنسان فقير أبغض ما يكون إليه الرسول عليه الصّلاة والسلام، فهذا الحديث لا يصحّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ولكن علامة محبّة الرسول أن يكون الإنسان أشدّ اتّباعاُ له وأشدّ تمسّكا بسنّته : (( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم )) ، فالميزان هو اتّباع الرسول عليه الصّلاة والسّلام، من كان للرسول أتبع، فهو له أحب، وأما الفقر والغنى فإنه بيد الله عزّ وجلّ، وكذلك أيضا مِن الزّهد في الدنيا : ما كان النبي صلى الله عليه وسلم عليه من شغف العيش، وقلّة ذات اليد، حيث كان ينام على الحصير حتى يؤثّر في جنبه، فيقال له ألا نجعل لك وطائا يعني: فراشا تطؤه وتنام عليه فقال : ( ما لي وللدنيا، إنما الدّنيا كراكب استظل في شجرة ثمّ قام وتركها ) ، فالرسول عليه الصلاة والسلام ليس له همّ في الدّنيا ولا يبقى عنده مال، بل كله ينفقه في سبيل الله ويعيش عيشة الفقراء.
ثم ذكر المؤلف أحاديث في أن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء، وأن الفقراء أكثر أهل الجنّة، وذلك لأن الفقراء ليس عندهم مال يطغيهم، فهم متمسكنون خاضعون، ولهذا إذا تأمّلت الآيات وجدت أن الذين يكذّبون الرّسل هم الملأ الأشراف والأغنياء، وأن المستضعفين هم الذين يتّبعون الرّسل، فلهذا كانوا أكثر أهل الجنّة، وكانوا يدخلون الجنّة قبل الأغنياء بتقادير اختلفت فيها الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ويجمعها أن السير يختلف، فقد يكون السير في عشرة أيام لشخص مسرع يسيره الآخر في عشرين يوما مثلا، ثمّ ذكر قول النبي عليه الصّلاة والسلام في كلمة لبيد الشاعر المشهور قال: ( أصدق كلمة قالها الشاعر كلمة لبيد: ألا كلُّ شيء ما خلا اللهَ باطل ) : كلّ شيء سوى الله فهو باطل ضائع لا ينفع، وأما ما كان لله فإنه هو الذي ينفع صاحبه ويبقى له، ومن ذلك الدّنيا فإنها باطلة : (( إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد )) ، إلاّ ما كان فيها من ذكر الله وطاعته فإنه حقّ وخير.
وفي هذا الحديث إشارة إلى أن الحق يقبل حتى من الشّعراء، فالحق مقبول من كلّ أحد جاء به حتى لو كان كافرا وقال بالحقّ فإنه يقبل، ولو كان شاعرا أو فاسقا وقال بالحقّ فإنه يقبل، وأما من قال بالباطل فقوله مردود ولو كان مسلما، لأن العبرة في المقالات لا في القائلين، ولهذا ينبغي للإنسان أن ينظر إلى الإنسان من فعله لا من شخصه.