شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب وآياته . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " باب قبول الإنسان ما يُعطى من غير أن يكون له تطلّع إليه " : هذا معنى الترجمة ، يعني أن الإنسان لا ينبغي له أن يعلّق نفسه بالمال فيتطلّع إليه أو يسأل، لأن ذلك يؤدّي إلى أن لا يكون له همّ إلاّ الدّنيا.
والإنسان إنما خلق في الدّنيا من أجل الآخرة، قال الله تعالى: (( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ))، وقال تعالى : (( بل تؤثرون الحياة الدّنيا والآخرة خير وأبقى ))، فلا ينبغي للإنسان أن يعلّق نفسه بالمال ولا يهتم به، إن جاءه من غير تعب ولا سؤال ولا استشراف نفس، فليقبله، وإن لا فلا، ثمّ ذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كان يعطيه العطاء، فيقول: أعطه من هو أفقر منّي، فيقول له الرسول عليه الصّلاة والسلام : ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وتموّله، وكله إن شئت أو تصدّق به، وما لا فلا تتبعه نفسك ) ، فكان ابن عمر رضي الله عنها لا يسأل أحدًا شيئًا، وإن جاءه شيء من غير سؤال قبله، وهذا غاية ما يكون من الأدب: أن لا تُذلّ نفسك بالسؤال، ولا تستشرف للمال فتعلّق قلبك به، وإذا أعطاك أحدٌ شيئا فاقبله، لأن ردّ العطيّة والهديّة قد يحمل من أعطاك على كراهته، فيقول: هذا الرجل استكبر، هذا الرجل عنده غطرسة وما أشبه ذلك.
فالذي ينبغي أن من يعطيك تقبل منه، ولكن لا تسأل إلاّ إذا كان الإنسان يخشى ممن أعطاه أن يمنّ به عليه في المستقبل فيقول: أنا أعطيتك، أنا فعلت معك كذا وكذا وما أشبه ذلك، فهنا يردّه لأنه إذا خشي أن يقطع المعطي رقبته بالمنّة عليه في المستقبل فليحم نفسه من هذا.
ثمّ ذكر المؤلف أنه ينبغي للإنسان أن يأكل من عمل يده، وأن يكتسب ويتّجر لقول الله تعالى: (( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه )) : أي في أنحائها امشوا، كلوا من رزقه، ابتغوا الرزق من فضل الله عزّ وجلّ، وقال تعالى: (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلّكم تفلحون ))، فقال: (( فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ))، ولكن لا ينسينّك ابتغاؤك من فضل الله ذكر ربك، ولهذا قال: (( واذكروا الله )) ، (( وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلّكم تفلحون )).
ثم ذكر -رحمه الله- ما ثبت في صحيح البخاري أن داود كان يأكل من كسب يده، وكان داود يصنع الدّروع كما قال تعالى: (( وعلمناه صنعة لَبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون )) : فكان حدّادًا، أما زكريّا فكان نجّارًا يعمل ينجر ، ويأخذ الأجرة على ذلك، وهذا يدل على أن العمل والمهنة ليست نقصًا، لأن الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام كانوا يمارسونها ، ولا شكّ أن هذا خير من سؤال الناس، حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( لأن يأخذ أحدكم حزمة من حطب فيبيعها ويأخذ مما كسب منها، خير له من أن يسأل الناس سواء أعطوه أو منعوه ) ، ولا شكّ أن هذا الخلق النبيل: أن لا يخضع الإنسان لأحد أو يذلّ له، بل يأكل من كسب يده، من تجارته : (( وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله )) ، ولا يسأل الناس شيئا، والله الموفّق.
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- : " باب قبول الإنسان ما يُعطى من غير أن يكون له تطلّع إليه " : هذا معنى الترجمة ، يعني أن الإنسان لا ينبغي له أن يعلّق نفسه بالمال فيتطلّع إليه أو يسأل، لأن ذلك يؤدّي إلى أن لا يكون له همّ إلاّ الدّنيا.
والإنسان إنما خلق في الدّنيا من أجل الآخرة، قال الله تعالى: (( وما خلقت الجنّ والإنس إلاّ ليعبدون ))، وقال تعالى : (( بل تؤثرون الحياة الدّنيا والآخرة خير وأبقى ))، فلا ينبغي للإنسان أن يعلّق نفسه بالمال ولا يهتم به، إن جاءه من غير تعب ولا سؤال ولا استشراف نفس، فليقبله، وإن لا فلا، ثمّ ذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم كان يعطيه العطاء، فيقول: أعطه من هو أفقر منّي، فيقول له الرسول عليه الصّلاة والسلام : ما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه وتموّله، وكله إن شئت أو تصدّق به، وما لا فلا تتبعه نفسك ) ، فكان ابن عمر رضي الله عنها لا يسأل أحدًا شيئًا، وإن جاءه شيء من غير سؤال قبله، وهذا غاية ما يكون من الأدب: أن لا تُذلّ نفسك بالسؤال، ولا تستشرف للمال فتعلّق قلبك به، وإذا أعطاك أحدٌ شيئا فاقبله، لأن ردّ العطيّة والهديّة قد يحمل من أعطاك على كراهته، فيقول: هذا الرجل استكبر، هذا الرجل عنده غطرسة وما أشبه ذلك.
فالذي ينبغي أن من يعطيك تقبل منه، ولكن لا تسأل إلاّ إذا كان الإنسان يخشى ممن أعطاه أن يمنّ به عليه في المستقبل فيقول: أنا أعطيتك، أنا فعلت معك كذا وكذا وما أشبه ذلك، فهنا يردّه لأنه إذا خشي أن يقطع المعطي رقبته بالمنّة عليه في المستقبل فليحم نفسه من هذا.
ثمّ ذكر المؤلف أنه ينبغي للإنسان أن يأكل من عمل يده، وأن يكتسب ويتّجر لقول الله تعالى: (( هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه )) : أي في أنحائها امشوا، كلوا من رزقه، ابتغوا الرزق من فضل الله عزّ وجلّ، وقال تعالى: (( فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلّكم تفلحون ))، فقال: (( فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله ))، ولكن لا ينسينّك ابتغاؤك من فضل الله ذكر ربك، ولهذا قال: (( واذكروا الله )) ، (( وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلّكم تفلحون )).
ثم ذكر -رحمه الله- ما ثبت في صحيح البخاري أن داود كان يأكل من كسب يده، وكان داود يصنع الدّروع كما قال تعالى: (( وعلمناه صنعة لَبوس لكم لتحصنكم من بأسكم فهل أنتم شاكرون )) : فكان حدّادًا، أما زكريّا فكان نجّارًا يعمل ينجر ، ويأخذ الأجرة على ذلك، وهذا يدل على أن العمل والمهنة ليست نقصًا، لأن الأنبياء عليهم الصّلاة والسّلام كانوا يمارسونها ، ولا شكّ أن هذا خير من سؤال الناس، حتى أن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: ( لأن يأخذ أحدكم حزمة من حطب فيبيعها ويأخذ مما كسب منها، خير له من أن يسأل الناس سواء أعطوه أو منعوه ) ، ولا شكّ أن هذا الخلق النبيل: أن لا يخضع الإنسان لأحد أو يذلّ له، بل يأكل من كسب يده، من تجارته : (( وآخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله )) ، ولا يسأل الناس شيئا، والله الموفّق.