شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب . حفظ
الشيخ : ساق المؤلف -رحمه الله- هذه الأحاديث الأربعة في باب الإيثار وهو حديث أبي هريرة وجابر وأبي سعيد وسهل بن سعد، ففي الحديثين الأولين بيّن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم أن طعام الواحد يكفي الإثنين، وأنّ طعام الإثنين يكفي الأربعة، وأن طعام الأربعة يكفي الثمانية، وهذا حثّ منه عليه الصلاة والسلام على الإيثار، يعني أنّك لو أتيت بطعامك الذي قدّرت أنه يكفيك، وجاء رجل آخر فلا تبخل، لا تبخل عليه وتقول: هذا طعامي وحدي، بل أعطه منه حتى يكون كافيا للإثنين، وكذلك لو جاء اثنان بطعامهما ثم جاءهما اثنان، فلا يبخلان عليه ويقولان: هذا طعامنا بل يطعمانه فإنّ طعامهما يكفيهما ويكفي الإثنين، وهكذا الأربعة مع الثمانية، وإنما ذكر الرسول عليه الصّلاة والسلام من أجل أن يؤثر الإنسان بفضل طعامه على أخيه.
وكذلك أيضًا حديث أبي سعيد في قصّة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على رحل له، فجعل يلتفت يمينا وشمالا، وكأن النبي صلى الله عليه وسلّم فهم أن الرّجل محتاج، فقال عليه الصّلاة والسلام: ( مَن كان له فضل ظهر فليَعُد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، وذكر أنواعا ) ، ولم يبادر فيقول: من كان له فضل زاد لئلا يخجل الرجل بل قال ( من كان له فضل ظهر ).