تتمة شرح " ... وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: بينما نحن في سفر مع النبي صلى الله عليه وسلم إذ جاء رجل على راحلة له فجعل يصرف بصره يمينا وشمالا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من كان معه فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له ومن كان له فضل من زاد فليعد به على من لا زاد له فذكر من أصناف المال ما ذكر حتى رأينا أنه لا حق لأحد منا في فضل . رواه مسلم . وعن سهل بن سعد رضي الله عنه أن امرأة جاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببردة منسوجة فقالت: نسجتها بيدي لأكسوكها فأخذها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها، فخرج إلينا وإنها لإزاره فقال فلان اكسنيها ما أحسنها . فقال: ( نعم ) فجلس النبي صلى الله عليه وسلم في المجلس ثم رجع فطواها ثم أرسل بها إليه فقال له القوم ما أحسنت لبسها النبي صلى الله عليه وسلم محتاجا إليها ثم سألته وعلمت أنه لا يرد سائلا فقال: إني والله ما سألته لألبسها إنما سألته لتكون كفني . قال سهل فكانت كفنه رواه البخاري ... " . حفظ
الشيخ : حديث أبي سعيد في قصّة الرجل الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على رحل له، فجعل يلتفت يمينا وشمالا، وكأن النبي صلى الله عليه وسلّم فهم أن الرّجل محتاج، فقال عليه الصّلاة والسلام: ( من كان له فضل ظهر فليعُد به على من لا ظهر له، ومن كان له فضل زاد فليعد به على من لا زاد له، وذكر أنواعا ) ، ولم يبادر فيقول: من كان له فضل زاد، لئلا يخجل الرجل بل قال: ( من كان له فضل ظهر ) : والرجل لا يحتاج إلى الظهر لأنه على راحلته، لكن هذا من حسن خطاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، يقول: ( حتى ظنّنا أنه لا فضل لأحد ) : يعني أن الإنسان يبذل كل ما عنده حتى لا يبقى معه فضل، يعني من الطعام والشّراب والرّحل وغير ذلك وهذا كلّه من باب الإيثار.
أما الحديث الرابع حديث سهل بن سعد : ( فإن امرأة جاءت وأهدت النبي صلى الله عليه وسلم بردة أهدتها إليه ) : وكان صلى الله عليه وسلم لا يردّ الهديّة بل يقبل الهديّة ويثيب عليها صلوات الله وسلامه عليه، وهذا من كرمه وحسن خلقه، فتقدّم رجل إليه فقال: ما أحسن هذه وطلبها من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ففعل الرسول عليه الصّلاة والسلام أعطاه إيّاها، فقيل للرجل: كيف تطلبها وأنت تعلم أنه لا يردّ سائلا؟ فقال: والله ما طلبتها لألبسها ولكن لتكون كفني رضي الله عنه، فأبقاها عنده فصارت كفنه، ففي هذا إيثار للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم على نفسه لأنه آثر بها هذا الرجل مع أن الذي يظهر أنه في حاجة لها.
أما الحديث الرابع حديث سهل بن سعد : ( فإن امرأة جاءت وأهدت النبي صلى الله عليه وسلم بردة أهدتها إليه ) : وكان صلى الله عليه وسلم لا يردّ الهديّة بل يقبل الهديّة ويثيب عليها صلوات الله وسلامه عليه، وهذا من كرمه وحسن خلقه، فتقدّم رجل إليه فقال: ما أحسن هذه وطلبها من النبي صلى الله عليه وآله وسلّم، ففعل الرسول عليه الصّلاة والسلام أعطاه إيّاها، فقيل للرجل: كيف تطلبها وأنت تعلم أنه لا يردّ سائلا؟ فقال: والله ما طلبتها لألبسها ولكن لتكون كفني رضي الله عنه، فأبقاها عنده فصارت كفنه، ففي هذا إيثار للنبي صلى الله عليه وآله وسلّم على نفسه لأنه آثر بها هذا الرجل مع أن الذي يظهر أنه في حاجة لها.