تتمة شرح قوله تعالى : (( ... وما تدري نفس ماذا تكسب غدا ... )) . حفظ
الشيخ : (( ويعلم ما في الأرحام )) : لا يعلم ما في الأرحام إلاّ الله، والأجنّة التي في الأرحام لها أحوال:
منها ما يعلم إذا وُجد ولو كان الإنسان في بطن أمّه، ومنها ما لا يعلم أبدا، فكونه ذكرا أو أنثى يُعلم وهو في بطن أمّه، ولكنّه لا يُعلم إلاّ إذا خلق الله تعالى فيه علامات الذّكورة أو علامات الأنوثة، وأما متى يولد؟ وهل يولد حيّا أو ميّتا؟ وهل يبقى في الدّنيا طويلا أو لا يبقى إلاّ مدّة قصيرة؟ وهل يكون عمله صالحا أو عمله سيّئا؟ وهل يختم له بالسّعادة أو بالشّقاوة؟ وهل يبسط له في الرّزق أو يقدر عليه رزقه؟ فكل هذا لا يعلمه إلاّ الله .
(( وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا )) : يعني ماذا تكسب في المستقبل، لا تدري نفس ماذا تكسب؟ هل تكسب خيرًا أو تكسب شرّا، أو تموت قبل غد أو يأتي غد وفيه ما يمنع العمل وما أشبه ذلك، الإنسان يُقدّر يقول: غدا سأفعل كذا، سأفعل كذا لكن قد لا يفعل، فهو لا يعلم ماذا يكسب غدا علما يقينيّا، ولكنّه يقدّر وقد تخلف الأمور.
(( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) : لا يدري الإنسان بأي أرض يموت، هل يموت في أرضه أو أرض بعيدة عنها أو قريبة منها؟ أو يموت في البحر أو يموت في الجوّ؟ لا يدري، لا يعلم ذلك إلاّ الله، فإذا كنت لا تدري بأي أرض تموت، وأنت يمكنك أن تذهب يمينا وشمالا، فكذلك لا تعلم متى تموت، لا تدري في أي وقت تموت، هل ستموت في الصّباح؟ في المساء؟ في الليل؟ في وسط النهار؟ لا تدري، في الشّهر القريب؟ في الشّهر البعيد؟ لا تدري، لا تدري متى تموت ولا بأي أرض تموت، فإذا كنت كذلك، فاقصر الأمل، لا تمدّ الأمل طويلا، لا تقل: أنا شاب سوف أبقى زمانا طويلا، كم من شاب مات في شبابه وكم من شيخ عمّر، ولا تقل: إنّي صحيح البدن والموت بعيد، كم من إنسان مرض بمرض يهلكه بسرعة، وكم من إنسان حصل عليه حادث، وكم من إنسان مات بغتة، لذلك لا ينبغي للإنسان أن يُطيل الأمل، بل يعمل للدنيا عملها وللآخرة عملها، فيسعى للآخرة سعيها بإيمان بالله عزّ وجلّ واتّكال عليه.
وقال الله تبارك وتعالى: (( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )) : إذا جاء أجل الإنسان لا يمكن أن يتأخّر ولا دقيقة، ولا يمكن أن يتقدّم، بل هو بأجل معدود محدود لا يتقدّم ولا يتأخّر، فلماذا تجعل الأمل طويلا؟ فالإنسان لا يعلم متى يموت ولا يعلم بأيّ أرض يموت، وقد حدّثني أحد إخواني الثّقات قال: إنهم كانوا في سفر الحجّ على الإبل، وكان معهم رجل معه أمّه، يمرّضها، فتأخّر عن القوم في آخر الليل، فارتحل الناس ومشوا وبقي مع أمّه يُمرّضها، ولمـّا أصبح وسار خلف القوم لم يدركهم ولم يدر إلى أين اتّجهوا لأنهم في الريع في مكّة يقول: فسلك طريقًا بين هذه الجبال فإذا هو واقف على بيت من الشَّعَر في عدد من الناس قليلين، فسألهم أين طريق نجد؟ قالوا: أنت بعيد عن الطريق، لكن نوّخ البعير واجلس استرح ثم نحن نوصلك، يقول: فنوّخ البعير وأنزل أُمه، يقول فما هي إلاّ أن اضطجعت على هذه الأرض فقبض الله روحها، كيف جاءت مِن القصيم إلى مكّة مع الحجّاج، وأراد الله تعالى أن يتيه هذا الرجل حتى ينزل بهذا المكان، من يعلم هذا؟ إلاّ الله عزّ وجلّ، وكذلك أيضا في الزمن، كم بلغنا من أُناس تأخروا قليلا فجاءهم حادث فماتوا به، ولو تقدّموا قليلا لسلموا منه، كلّ هذا لأن الله تعالى قد قدّر كل شيء بأجل محدود، فالإنسان يجب عليه أن يحطاط لنفسه وأن لا يطيل الأمل وأن يعمل للآخرة كأنه يموت قريبا لأجل أن يستعدّ لها، فهذه الآيات كلها تدل على أن الإنسان ينبغي له أن يقصّر في الأمل، وأن يستعدّ للآخرة، جعلنا الله وإياكم من المستعدّين لها بالعمل الصّالح.
منها ما يعلم إذا وُجد ولو كان الإنسان في بطن أمّه، ومنها ما لا يعلم أبدا، فكونه ذكرا أو أنثى يُعلم وهو في بطن أمّه، ولكنّه لا يُعلم إلاّ إذا خلق الله تعالى فيه علامات الذّكورة أو علامات الأنوثة، وأما متى يولد؟ وهل يولد حيّا أو ميّتا؟ وهل يبقى في الدّنيا طويلا أو لا يبقى إلاّ مدّة قصيرة؟ وهل يكون عمله صالحا أو عمله سيّئا؟ وهل يختم له بالسّعادة أو بالشّقاوة؟ وهل يبسط له في الرّزق أو يقدر عليه رزقه؟ فكل هذا لا يعلمه إلاّ الله .
(( وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا )) : يعني ماذا تكسب في المستقبل، لا تدري نفس ماذا تكسب؟ هل تكسب خيرًا أو تكسب شرّا، أو تموت قبل غد أو يأتي غد وفيه ما يمنع العمل وما أشبه ذلك، الإنسان يُقدّر يقول: غدا سأفعل كذا، سأفعل كذا لكن قد لا يفعل، فهو لا يعلم ماذا يكسب غدا علما يقينيّا، ولكنّه يقدّر وقد تخلف الأمور.
(( وما تدري نفس بأي أرض تموت )) : لا يدري الإنسان بأي أرض يموت، هل يموت في أرضه أو أرض بعيدة عنها أو قريبة منها؟ أو يموت في البحر أو يموت في الجوّ؟ لا يدري، لا يعلم ذلك إلاّ الله، فإذا كنت لا تدري بأي أرض تموت، وأنت يمكنك أن تذهب يمينا وشمالا، فكذلك لا تعلم متى تموت، لا تدري في أي وقت تموت، هل ستموت في الصّباح؟ في المساء؟ في الليل؟ في وسط النهار؟ لا تدري، في الشّهر القريب؟ في الشّهر البعيد؟ لا تدري، لا تدري متى تموت ولا بأي أرض تموت، فإذا كنت كذلك، فاقصر الأمل، لا تمدّ الأمل طويلا، لا تقل: أنا شاب سوف أبقى زمانا طويلا، كم من شاب مات في شبابه وكم من شيخ عمّر، ولا تقل: إنّي صحيح البدن والموت بعيد، كم من إنسان مرض بمرض يهلكه بسرعة، وكم من إنسان حصل عليه حادث، وكم من إنسان مات بغتة، لذلك لا ينبغي للإنسان أن يُطيل الأمل، بل يعمل للدنيا عملها وللآخرة عملها، فيسعى للآخرة سعيها بإيمان بالله عزّ وجلّ واتّكال عليه.
وقال الله تبارك وتعالى: (( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )) : إذا جاء أجل الإنسان لا يمكن أن يتأخّر ولا دقيقة، ولا يمكن أن يتقدّم، بل هو بأجل معدود محدود لا يتقدّم ولا يتأخّر، فلماذا تجعل الأمل طويلا؟ فالإنسان لا يعلم متى يموت ولا يعلم بأيّ أرض يموت، وقد حدّثني أحد إخواني الثّقات قال: إنهم كانوا في سفر الحجّ على الإبل، وكان معهم رجل معه أمّه، يمرّضها، فتأخّر عن القوم في آخر الليل، فارتحل الناس ومشوا وبقي مع أمّه يُمرّضها، ولمـّا أصبح وسار خلف القوم لم يدركهم ولم يدر إلى أين اتّجهوا لأنهم في الريع في مكّة يقول: فسلك طريقًا بين هذه الجبال فإذا هو واقف على بيت من الشَّعَر في عدد من الناس قليلين، فسألهم أين طريق نجد؟ قالوا: أنت بعيد عن الطريق، لكن نوّخ البعير واجلس استرح ثم نحن نوصلك، يقول: فنوّخ البعير وأنزل أُمه، يقول فما هي إلاّ أن اضطجعت على هذه الأرض فقبض الله روحها، كيف جاءت مِن القصيم إلى مكّة مع الحجّاج، وأراد الله تعالى أن يتيه هذا الرجل حتى ينزل بهذا المكان، من يعلم هذا؟ إلاّ الله عزّ وجلّ، وكذلك أيضا في الزمن، كم بلغنا من أُناس تأخروا قليلا فجاءهم حادث فماتوا به، ولو تقدّموا قليلا لسلموا منه، كلّ هذا لأن الله تعالى قد قدّر كل شيء بأجل محدود، فالإنسان يجب عليه أن يحطاط لنفسه وأن لا يطيل الأمل وأن يعمل للآخرة كأنه يموت قريبا لأجل أن يستعدّ لها، فهذه الآيات كلها تدل على أن الإنسان ينبغي له أن يقصّر في الأمل، وأن يستعدّ للآخرة، جعلنا الله وإياكم من المستعدّين لها بالعمل الصّالح.