شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب . حفظ
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه *رياض الصالحين، الكتاب الموافق لاسمه فإنه رياض، رياض لأهل الصلاح، فيه من الأحكام الشّرعية والآداب المرعيّة ما يزيد به إيمان العبد، ويستقيم به سيره إلى الله عزّ وجلّ ومعاملته مع عباد الله، ولهذا كان بعض الناس يحفظه عن ظهر قلب لما فيه من المنفعة العظيمة، هذا الكتاب كان من جملة أبوابه ما أشار إليه القارئ : " باب ذكر الموت وقصر الأمل " ، وذكر فيه المؤلف آيات متعدّدة سبق الكلام عليها، وآخرها قوله تعالى: (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )) إلى آخره، يعني ألم يأت الوقت الذي تخشع فيه قلوب المؤمنين لذكر الله عزّ وجلّ، والخشوع معناه: الخضوع والذّلّ لذكر الله: يعني عند ذكره فإن المؤمنين : (( الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون )) وقوله: (( لذكر الله )) أي: لتذكّر الله وعظمته، (( وما نزل من الحقّ )) : أي ويخشعون لما نزل من الحقّ وهو ما كان في كتاب الله سبحانه وتعالى، فإن هذا الكتاب جاء بالحقّ، والنبي صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه هذا الكتاب جاء بالحقّ، فيحقّ للمؤمن أن يخشع قلبه لذكر الله وما نزل من الحقّ، قال: (( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم )) : يعني ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل : وهم اليهود والنّصارى، فاليهود أوتوا التوراة، والنّصارى أوتوا الإنجيل، ومع ذلك فإن اليهود كفروا بالإنجيل، والنّصارى كفروا بالقرآن، فصار الكلّ كلّهم كفارًا، ولذلك كان اليهود قبل بعثة النّبي صلى الله عليه وسلم مغضوباً عليهم، لأنهم علموا الحقّ وهو ما جاء به عيسى ولكنّهم استكبروا عنه وأعرضوا عنه، أما بعد بعثة الرسول عليه الصّلاة والسلام فكان اليهود والنّصارى كلّهم مغضوبٌ عليهم، وذلك لأن النصارى علموا الحقّ، يعرفون النبيّ صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم، ومع ذلك استكبروا عنه، فكانوا كلّهم مغضوب عليهم لأن القاعدة في المغضوب عليهم : " هم الذين علموا الحقّ ولم يعملوا به كاليهود والنّصارى بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام "، هؤلاء الذين أوتوا الكتاب طال عليهم الأمد: أي الوقت، فقست قلوبهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعد عيسى بستمائة سنة، فترة طويلة، انحرف فيها من انحرف من أهل الكتاب ولم يبق على الأرض من أهل الحق إلا بقايا يسيرة من أهل الكتاب، ولهذا قال: (( وكثير منهم فاسقون )) ، ولم يقل: أكثرهم فاسقون، ولم يقل: كلّهم فاسقون، فكثير منهم فاسقون: خارجون عن الحق، فحذّر الله عزّ وجلّ ونهى أن نكون كهؤلاء الذين أوتوا الكتاب، طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وإذا نظرت إلى الأمّة الإسلاميّة وجدت أنها ارتكبت ما ارتكبه الذين أوتوا الكتاب من قبل.
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه *رياض الصالحين، الكتاب الموافق لاسمه فإنه رياض، رياض لأهل الصلاح، فيه من الأحكام الشّرعية والآداب المرعيّة ما يزيد به إيمان العبد، ويستقيم به سيره إلى الله عزّ وجلّ ومعاملته مع عباد الله، ولهذا كان بعض الناس يحفظه عن ظهر قلب لما فيه من المنفعة العظيمة، هذا الكتاب كان من جملة أبوابه ما أشار إليه القارئ : " باب ذكر الموت وقصر الأمل " ، وذكر فيه المؤلف آيات متعدّدة سبق الكلام عليها، وآخرها قوله تعالى: (( ألم يأن للذين آمنوا أن تخشع قلوبهم لذكر الله )) إلى آخره، يعني ألم يأت الوقت الذي تخشع فيه قلوب المؤمنين لذكر الله عزّ وجلّ، والخشوع معناه: الخضوع والذّلّ لذكر الله: يعني عند ذكره فإن المؤمنين : (( الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانًا وعلى ربّهم يتوكّلون )) وقوله: (( لذكر الله )) أي: لتذكّر الله وعظمته، (( وما نزل من الحقّ )) : أي ويخشعون لما نزل من الحقّ وهو ما كان في كتاب الله سبحانه وتعالى، فإن هذا الكتاب جاء بالحقّ، والنبي صلى الله عليه وسلم الذي نزل عليه هذا الكتاب جاء بالحقّ، فيحقّ للمؤمن أن يخشع قلبه لذكر الله وما نزل من الحقّ، قال: (( ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الأمد فقست قلوبهم )) : يعني ولا يكونوا كالذين أوتوا الكتاب من قبل : وهم اليهود والنّصارى، فاليهود أوتوا التوراة، والنّصارى أوتوا الإنجيل، ومع ذلك فإن اليهود كفروا بالإنجيل، والنّصارى كفروا بالقرآن، فصار الكلّ كلّهم كفارًا، ولذلك كان اليهود قبل بعثة النّبي صلى الله عليه وسلم مغضوباً عليهم، لأنهم علموا الحقّ وهو ما جاء به عيسى ولكنّهم استكبروا عنه وأعرضوا عنه، أما بعد بعثة الرسول عليه الصّلاة والسلام فكان اليهود والنّصارى كلّهم مغضوبٌ عليهم، وذلك لأن النصارى علموا الحقّ، يعرفون النبيّ صلى الله عليه وسلم كما يعرفون أبناءهم، ومع ذلك استكبروا عنه، فكانوا كلّهم مغضوب عليهم لأن القاعدة في المغضوب عليهم : " هم الذين علموا الحقّ ولم يعملوا به كاليهود والنّصارى بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام "، هؤلاء الذين أوتوا الكتاب طال عليهم الأمد: أي الوقت، فقست قلوبهم، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بعد عيسى بستمائة سنة، فترة طويلة، انحرف فيها من انحرف من أهل الكتاب ولم يبق على الأرض من أهل الحق إلا بقايا يسيرة من أهل الكتاب، ولهذا قال: (( وكثير منهم فاسقون )) ، ولم يقل: أكثرهم فاسقون، ولم يقل: كلّهم فاسقون، فكثير منهم فاسقون: خارجون عن الحق، فحذّر الله عزّ وجلّ ونهى أن نكون كهؤلاء الذين أوتوا الكتاب، طال عليهم الأمد فقست قلوبهم، وإذا نظرت إلى الأمّة الإسلاميّة وجدت أنها ارتكبت ما ارتكبه الذين أوتوا الكتاب من قبل.