تتمة شرح ما تقدم قراءته من أحاديث الباب " ... وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) . متفق عليه . هذا لفظ البخاري . وفي رواية لمسلم: ( يبيت ثلاث ليال ) . قال ابن عمر: ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي . ... " . حفظ
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما حق امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) ، متفق عليه ، وهذا لفظ البخاري .
وفي رواية لمسلم: ( يبيت ثلاث ليال ).
قال ابن عمر: ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
سبق الكلام على أوّل هذا الحديث، حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، الذي ساقه النّووي في كتاب *رياض الصّالحين في : " باب ذكر الموت وقصر الأمل " : أن النّبي صلى الله عليه وسلّم قال : ( ما حقّ امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) : ففي هذا الحديث الإشارة إلى أن الإنسان يوصي، ولكن الوصيّة تنقسم إلى أقسام: منها واجبة، ومنها حرام، ومنها مباحة:
فالواجبة أن يوصي الإنسان بما عليه من الحقوق الواجبة لئلاّ يجحدها الورثة فيضيع حقّ من هي له، ولا سيما إذا لم يكن بها بيّنة، والثاني من الوصية الواجبة: وصيّة من ترك مالا كثيرا لأقاربه الذين لا يرثون بدون تقدير، لكن لا تزيد على الثلث.
والوصيّة المحرّمة نوعان أيضا: أن تكون لأحد من الورثة، وأن تكون زائدة على الثّلث.
والمباحة ما سوى ذلك، ولكن الأفضل أن تكون المباحة من الخمس فأقلّ، وإن زاد إلى الرّبع فلا بأس وإلى الثلث فلا بأس، ولا يزيد على الثلث.
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما العمل بالكتابة، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إلاّ ووصيّته مكتوبة عنده ) : فدلّ هذا على جواز العمل، بل وجوب العمل بالكتابة، وفي قوله: ( مكتوبة ) : اسم مفعول إشارة أنه لا فرق بين أن يكون هو الكاتب أو غيره ممن تثبت به الوصيّة بكتابتهم، فلا بدّ أن تكون الكتابة معلومة، إما بخطّ الموصي نفسه، أو بخطّ أو بخطّ شخص معتمد، وأما إن كانت بخط مجهول فلا عبرة بها ولا عمل عليها، وفي قوله: ( عنده ) : إشارة إلى أنّه ينبغي أن يحتفظ الإنسان بالوثائق ، وأن لا يسلّط عليها أحدا ، بل تكون عنده في شيء محفوظ مُحرز كالصّندوق التجوري وغيره ، لأنه إذا أهملها فربما تضيع منه ، أو يسلّط عليها أحدا يأخذها يتلفها أو ما أشبه ذلك ، المهم فيها الإعتناء بالوصيّة ، وأن يحتفظ بها الإنسان حتى لا تضيع ، وفيه أيضا سُرعة امتثال الصّحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن الآن لنا ثلاثة أيام نتكلّم على هذا الحديث ، فهل منا أحد كتب وصيّىته ؟! الله أعلم، ابن عمر رضي الله عنه يقول : " ما مرّت عليّ ليلة منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا إلاّ ووصيّتي مكتوبة عندي " ، فالذي ينبغي للإنسان أن يهتمّ بالأمر حتى لا يفجأه الموت وهو قد أضاع نفسه وأضاع حقّ غيره.
وفي رواية لمسلم: ( يبيت ثلاث ليال ).
قال ابن عمر: ما مرت علي ليلة منذ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ذلك إلا وعندي وصيتي " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
سبق الكلام على أوّل هذا الحديث، حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، الذي ساقه النّووي في كتاب *رياض الصّالحين في : " باب ذكر الموت وقصر الأمل " : أن النّبي صلى الله عليه وسلّم قال : ( ما حقّ امرئ مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده ) : ففي هذا الحديث الإشارة إلى أن الإنسان يوصي، ولكن الوصيّة تنقسم إلى أقسام: منها واجبة، ومنها حرام، ومنها مباحة:
فالواجبة أن يوصي الإنسان بما عليه من الحقوق الواجبة لئلاّ يجحدها الورثة فيضيع حقّ من هي له، ولا سيما إذا لم يكن بها بيّنة، والثاني من الوصية الواجبة: وصيّة من ترك مالا كثيرا لأقاربه الذين لا يرثون بدون تقدير، لكن لا تزيد على الثلث.
والوصيّة المحرّمة نوعان أيضا: أن تكون لأحد من الورثة، وأن تكون زائدة على الثّلث.
والمباحة ما سوى ذلك، ولكن الأفضل أن تكون المباحة من الخمس فأقلّ، وإن زاد إلى الرّبع فلا بأس وإلى الثلث فلا بأس، ولا يزيد على الثلث.
وفي حديث ابن عمر رضي الله عنهما العمل بالكتابة، لقوله صلى الله عليه وسلم : ( إلاّ ووصيّته مكتوبة عنده ) : فدلّ هذا على جواز العمل، بل وجوب العمل بالكتابة، وفي قوله: ( مكتوبة ) : اسم مفعول إشارة أنه لا فرق بين أن يكون هو الكاتب أو غيره ممن تثبت به الوصيّة بكتابتهم، فلا بدّ أن تكون الكتابة معلومة، إما بخطّ الموصي نفسه، أو بخطّ أو بخطّ شخص معتمد، وأما إن كانت بخط مجهول فلا عبرة بها ولا عمل عليها، وفي قوله: ( عنده ) : إشارة إلى أنّه ينبغي أن يحتفظ الإنسان بالوثائق ، وأن لا يسلّط عليها أحدا ، بل تكون عنده في شيء محفوظ مُحرز كالصّندوق التجوري وغيره ، لأنه إذا أهملها فربما تضيع منه ، أو يسلّط عليها أحدا يأخذها يتلفها أو ما أشبه ذلك ، المهم فيها الإعتناء بالوصيّة ، وأن يحتفظ بها الإنسان حتى لا تضيع ، وفيه أيضا سُرعة امتثال الصّحابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم، ونحن الآن لنا ثلاثة أيام نتكلّم على هذا الحديث ، فهل منا أحد كتب وصيّىته ؟! الله أعلم، ابن عمر رضي الله عنه يقول : " ما مرّت عليّ ليلة منذ سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول هذا إلاّ ووصيّتي مكتوبة عندي " ، فالذي ينبغي للإنسان أن يهتمّ بالأمر حتى لا يفجأه الموت وهو قد أضاع نفسه وأضاع حقّ غيره.