شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بادروا بالأعمال سبعا هل تنتظرون إلا فقرا منسيا أو غنى مطغيا أو مرضا مفسدا أو هرما مفندا، أو موتا مجهزا أو الدجال فشر غائب ينتظر أو الساعة والساعة أدهى وأمر ؟ ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن .
حفظ
القارئ : نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- : " عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بادروا بالأعمال سبعًا، هل تنتظرون إلا فقرًا مُنسيًا، أو غنى مُطغيًا، أو مرضًا مُفسدًا، أو هرمًا مفنِّدا، أو موتًا مُجهزًا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى وأمر ؟ ) ، رواه الترمذي وقال: حديث حسن " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الحديث ذكره المؤلف النووي رحمه الله في *رياض الصّالحين ، في : " باب ذكر الموت وقصر الأمل " : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال سبعًا ) : يعني اعملوا قبل أن تصيبكم هذه السّبع التي ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبادروا بها، ثم ذكر هذه السّبع : أنها إما غنى مُطغيًا : يعني يغني الله الإنسان ويفتح عليه من الدّنيا فيطغى بذلك، ويرى أنه استغنى عن ربّه عزّ وجلّ، فلا يقوم بما أوجب الله عليه، ولا ينتهي عما نهاه الله عنه، قال الله تعالى: (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )).
( أو فقرًا مُنسيًا ): أي أن يصاب الإنسان بفقر ينسيه ذكر ربّه، لأن الفقر أعاذنا الله وإيّاكم منه شرّ درع يلبسه العبد، فإنه إذا كان فقيرا يحتاج إلى أكل وشرب ولباس وسكن وزوجة فلا يجد من ذلك شيئا فتضيق عليه الأرض بما رحبت ويذهب يتطلّب أن يحصل على شيء من ذلك فينسى ذكر الله عزّ وجلّ، ولا يتمكّن من أداء العبادة على وجهها، ويفوته كثير من العبادات التي تستوجب أو التي تستلزم الغنى: كالزّكاة والصّدقات والعتق والحجّ والإنفاق في سبيل الله وما أشبه ذلك.
كذلك أو مرضاً مُفسدًا: مرض يفسد على الإنسان حياته، لأن الإنسان ما دام في صحّة فهو في نشاط وانشراح صدر، والدّنيا أمامه مفتوحة، فإذا مرض ضعف البدن وضعفت النفس وضاقت وصار الإنسان دائما في همّ وغمّ فيفسد عليه حياته.
كذلك أيضا الهرم المفنّد، ( هرما مفنّدا ) : يعني كبرا يفنّد قوّة الإنسان ويحطّمها كما قال الله تعالى : (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد قوة ثم جعل من بعد قوّة ضعفاً وشيبة )) : فالإنسان ما دام نشيطا شابا يعمل العبادة بنشاط، يتوضّأ بنشاط، يصلي بنشاط، يذهب إلى العلم بنشاط ، لكن إذا كبر فهو كما قال الله عزّ وجلّ عن زكريّا : (( ربّ إني وهن العظم منّي واشتعل الرأس شيبًا ))، يضعف العظم، والعظم هو الهيكل الذي ينبني عليه الجسم، فيضعف وتضعف القوّة ولا يستطيع أن يفعل ما كان يفعله في حال الشّباب كما قال الشّاعر:
" ألا ليت الشّبابَ يعود يوماً *** فأخبره بما فعل المشيب " .
( أو موتًا مُجهزًا ) : هذا أيضا مما ينتظر، الموت، إذا مات الإنسان انقطع عمله ولم يتمكّن من العمل، مجهزا: سريعا، وكم من إنسان مات من حيث لا يظن أنه يموت، كم من إنسان مات وهو في شبابه وصحّته بحوادث: احتراق انقلاب سيّارة، سقوط جدار عليه، سكتة قلبيّة، أشياء كثيرة يموت الإنسان ولو كان شابّا، بادر هذا لأنك لا تدري ربّما تموت، ربما تموت وأنت تخاطب أهلك، تموت على فراشك، تموت وأنت على غدائك، تخرج تقول لأهلك: ولِّموا الغداء جهّزوه، ثم لا ترجع تأكل منه، إذن بادر، ومن ذلك أيضا الساعة أو الدّجّال فشرّ غائب يُنتظر .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذا الحديث ذكره المؤلف النووي رحمه الله في *رياض الصّالحين ، في : " باب ذكر الموت وقصر الأمل " : عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( بادروا بالأعمال سبعًا ) : يعني اعملوا قبل أن تصيبكم هذه السّبع التي ذكرها النبي صلى الله عليه وآله وسلم فبادروا بها، ثم ذكر هذه السّبع : أنها إما غنى مُطغيًا : يعني يغني الله الإنسان ويفتح عليه من الدّنيا فيطغى بذلك، ويرى أنه استغنى عن ربّه عزّ وجلّ، فلا يقوم بما أوجب الله عليه، ولا ينتهي عما نهاه الله عنه، قال الله تعالى: (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى )).
( أو فقرًا مُنسيًا ): أي أن يصاب الإنسان بفقر ينسيه ذكر ربّه، لأن الفقر أعاذنا الله وإيّاكم منه شرّ درع يلبسه العبد، فإنه إذا كان فقيرا يحتاج إلى أكل وشرب ولباس وسكن وزوجة فلا يجد من ذلك شيئا فتضيق عليه الأرض بما رحبت ويذهب يتطلّب أن يحصل على شيء من ذلك فينسى ذكر الله عزّ وجلّ، ولا يتمكّن من أداء العبادة على وجهها، ويفوته كثير من العبادات التي تستوجب أو التي تستلزم الغنى: كالزّكاة والصّدقات والعتق والحجّ والإنفاق في سبيل الله وما أشبه ذلك.
كذلك أو مرضاً مُفسدًا: مرض يفسد على الإنسان حياته، لأن الإنسان ما دام في صحّة فهو في نشاط وانشراح صدر، والدّنيا أمامه مفتوحة، فإذا مرض ضعف البدن وضعفت النفس وضاقت وصار الإنسان دائما في همّ وغمّ فيفسد عليه حياته.
كذلك أيضا الهرم المفنّد، ( هرما مفنّدا ) : يعني كبرا يفنّد قوّة الإنسان ويحطّمها كما قال الله تعالى : (( الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد قوة ثم جعل من بعد قوّة ضعفاً وشيبة )) : فالإنسان ما دام نشيطا شابا يعمل العبادة بنشاط، يتوضّأ بنشاط، يصلي بنشاط، يذهب إلى العلم بنشاط ، لكن إذا كبر فهو كما قال الله عزّ وجلّ عن زكريّا : (( ربّ إني وهن العظم منّي واشتعل الرأس شيبًا ))، يضعف العظم، والعظم هو الهيكل الذي ينبني عليه الجسم، فيضعف وتضعف القوّة ولا يستطيع أن يفعل ما كان يفعله في حال الشّباب كما قال الشّاعر:
" ألا ليت الشّبابَ يعود يوماً *** فأخبره بما فعل المشيب " .
( أو موتًا مُجهزًا ) : هذا أيضا مما ينتظر، الموت، إذا مات الإنسان انقطع عمله ولم يتمكّن من العمل، مجهزا: سريعا، وكم من إنسان مات من حيث لا يظن أنه يموت، كم من إنسان مات وهو في شبابه وصحّته بحوادث: احتراق انقلاب سيّارة، سقوط جدار عليه، سكتة قلبيّة، أشياء كثيرة يموت الإنسان ولو كان شابّا، بادر هذا لأنك لا تدري ربّما تموت، ربما تموت وأنت تخاطب أهلك، تموت على فراشك، تموت وأنت على غدائك، تخرج تقول لأهلك: ولِّموا الغداء جهّزوه، ثم لا ترجع تأكل منه، إذن بادر، ومن ذلك أيضا الساعة أو الدّجّال فشرّ غائب يُنتظر .