شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر . عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) رواه مسلم . وفي رواية : ( من أراد أن يزور القبور فليزر فإنها تذكرنا الآخرة ) . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها من رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج من آخر الليل إلى البقيع فيقول: ( السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدا مؤجلون وإنا إن شاء الله بكم لاحقون اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد رواه مسلم ) . حفظ
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب زيارة القبور للرجال وما يقوله الزائر :
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) رواه مسلم.
وفي رواية : ( فمن أراد أن يزور القبور فليزر، فإنها تذكرنا الآخرة ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخرج مِن آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتاب *رياض الصّالحين: " باب زيارة القبور واستحبابها للرجال دون النساء " : زيارة القبور أي الخروج إليها امتثالا بل اتّباعا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، والقبور هي دور الأموات، وذلك أن الإنسان له أربعة دور: الدار الأولى في بطن أمّه، والثانية الدّنيا، والثالثة القبور، والرابعة الآخرة ، وهي المقرّ وهي النهاية والغاية ، جعلنا الله وإياكم من الفائزين فيها، هذه الدّار أعني دار القبور كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم نهى عن زيارتها خوفاً من الشّرك بأهل القبور، لأن الناس كانوا حديثي عهد بجاهلية، فنهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم سدّا لذرائع الشّرك، لأن الشّرك لما كان أمره عظيماً سدّ النبي صلى الله عليه وسلم كلّ ذريعة وكلّ باب يوصل إلى الشّرك، وكلّما كانت المعصية عظيمة كانت وسائلها أشدّ منعا، الزّنا مثلا فاحشة، وسائله من النّظر والخلوة وما أشبه ذلك محرّمة، الشرك أعظم الذنوب، كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ( أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك ) : فكانوا يعظّمون القبور، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فلما استقرّ الإيمان في قلوبهم أذن لهم، فقال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكّر الآخرة ) : فرفع النبي صلى الله عليه وسلم النّهي، وأباح الزّيارة، بل رغّب فيها لقوله: ( فإنها تذكّر الآخرة ): والذي يذكّر الآخرة ينبغي للإنسان أن يعمل به، لأن القلب إذا نَسي الآخرة غفل، واشتغل بالدّنيا وأضاع الدّنيا والآخرة، لأنّ من أضاع الآخرة فقد أضاع الدّنيا والآخرة، فينبغي أن يزورها، ولكن يزور القبور لنفعها أو للإنتفاع بها؟
الأول لنفعها: ليدعو لهم لا ليدعوهم، فيخرج ويسلّم على القبور، كما فعل النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، وقالت عائشة : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان عندها خرج من آخر الليل فسلّم على أهل البقيع، وقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون، غدا مؤجّلون ) إلى آخر الحديث، ثم يقول: ( اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) : بقيع الغرقد : هو مقبرة أهل المدينة، وهذه الدّعوة يُرجى أن تشمل من كان من أهل بقيع الغرقد إلى يوم القيامة، ويحتمل أن يراد بهم أهل بقيع الغرقد الذين كانوا أهلَه في عهد الرسول عليه الصّلاة والسلام فقط فلا يشمل من يأتي بعدهم، ولكن من كان من أهل الرّحمة فهو من أهل الرّحمة سواء حصلت له هذه الدّعوة أم لم تحصل، ومن كان من أهل الشّقاء فإنه لا تشمله هذه الدّعوة ولا ينتفع بها.
المهم أن الإنسان ينبغي له أن يزور القبور في كلّ وقت، في الليل، في النّهار، في الصّباح، في المساء، في يوم الجمعة، في غير يوم الجمعة، ما لها وقت محدّد، وكلّما غفل قلبك واندمجت نفسك في الحياة الدّنيا فاخرج إلى القبور، وتفكّر هؤلاء القوم كانوا بالأمس مثلك على الأرض يأكلون، يشربون، يتمتّعون، والآن أين ذهبوا؟ صاروا الآن مرتهنين بأعمالهم، لم ينفعهم إلاّ عملهم كما أخبر بذلك النبي عليه الصّلاة والسلام أنه: ( يتبع الميّت ثلاثة: ماله وأهله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع المال والأهل ويبقى العمل )، ففكّر في هؤلاء القوم ثم سلّم عليهم: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، والظاهر -والله أعلم- : أنهم يردّون السّلام، لأنه يسلّم عليهم بصيغة الخطاب، السلام عليكم، ويحتمل أن يراد بذلك السلام مجرّد الدّعاء فقط، سواء سمعوا أم لم يسمعوا أجابوا أم لم يجيبوا، فعلى كلّ حال هو الإنسان يدعو لهم ويقول مقررا المصير الحتمي : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) : إن شاء الله هذه تعود إلى وقت اللحوق وليس إلى اللحوق لأن اللحوق متيقّن، والمتيقّن لا يقيّد بالمشيئة، لكن تعود إلى وقت اللحوق، لأن كلّ واحد منا لا يدري متى يلحق فيكون معنى قوله: ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) : أي وإنا متى شاء الله بكم لاحقون، كقوله تعالى: (( ثم إذا شاء أنشره * كلاّ لمّا يقض ما أمره ))، ثمّ يدعو لهم، يدعو لهم بالدّعاء الذي جاءت به السّنّة فإن لم يعرف شيئًا منه دعا بما تيسّر : " اللهم اغفر لهم وارحمهم، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم " ، ثم ينصرف، هكذا كان الرسول عليه الصّلاة والسلام يزور المقبرة.
وأما ما يفعله بعض الجهّال من البقاء هناك، والتّمرّغ على التراب والطواف بالقبر وما أشبه ذلك، فكلّه أمر منكر وبدعة محظورة، فإن اعتقد أن هؤلاء الأموات ينفعون أو يضرّون كان مشركاً والعياذ بالله، خارجاً عن الإسلام لأنّ هؤلاء الأموات لا ينفعون ولا يضرّون، لا يستطيعون أن يدعون لك ولا يشفعون لك إلاّ بإذن الله، وليس هذا وقت الشّفاعة أيضًا، وقت الشّفاعة يوم القيامة فلا تنفعهم، لا ينفعك شيء منهم إذا دعوتهم أو سألتهم الشّفاعة أو ما أشبه ذلك.
والواجب على إخواننا الذين يوجد هذا في بلادهم، الواجب عليهم أن ينصحوا هؤلاء الجهّال، وأن يبيّنوا لهم أن الأموات لا ينفعونهم، حتى الرسول عليه الصلاة والسلام ما ينفع، ما ينفع الناس وهو ميّت، ( كانوا إذا أصابهم الجدب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته جاؤوا إليه وقالوا: استسق الله لنا، فيستسق الله لهم ) : لما مات ما جاء الصّحابة إليه يقولون: ادع الله أن يسقينا، وقبره إلى جانب المسجد ليس بعيدا، لكنَّ عمر لما أجدبت الأرض وحصل القحط قال : ( اللهم إنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا ) : يعني يسألون الرسول أن يدعو الله لهم في السّقيا فيسقون، ( وإنا نستسقي إليك بعمّ نبيّنا ثمّ يقوم العبّاس فيدعو الله ) ، ولم يقل يا رسول الله ادع الله أن يسقينا، ادع الله أن يرفع عنا القحط، لأنه رضي الله عنه يعلم أن ذلك غير ممكن، والإنسان إذا مات انقطع عمله، ما يمكن أن يعمل أيّ عمل كما قال الرسول عليه الصّلاة والسلام: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) ، فلا يستطيع أن يستغفر لك، ولا أن يدعو لك، لأنه انقطع العمل، فالحاصل أن زيارة القبور لمنفعة أهل القبور لا لمنفعة الزائر إلاّ في ما يناله من الأجر عند الله عزّ وجلّ، أما أن ينتفع بهم بزيارته إياهم فلا، لكن ينتفع بالأجر الذي يحصل له، وينتفع بالموعظة التي تحصل لقلبه إذا وفّقه الله تعالى للاتّعاظ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإيّاكم ممّن يعلّقون رجاءهم بالله.
عن بريدة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ) رواه مسلم.
وفي رواية : ( فمن أراد أن يزور القبور فليزر، فإنها تذكرنا الآخرة ).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما كان ليلتها مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم، يخرج مِن آخر الليل إلى البقيع فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وأتاكم ما توعدون غدًا مؤجلون، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون، اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله- في كتاب *رياض الصّالحين: " باب زيارة القبور واستحبابها للرجال دون النساء " : زيارة القبور أي الخروج إليها امتثالا بل اتّباعا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم، والقبور هي دور الأموات، وذلك أن الإنسان له أربعة دور: الدار الأولى في بطن أمّه، والثانية الدّنيا، والثالثة القبور، والرابعة الآخرة ، وهي المقرّ وهي النهاية والغاية ، جعلنا الله وإياكم من الفائزين فيها، هذه الدّار أعني دار القبور كان النبي صلى الله عليه وآله وسلّم نهى عن زيارتها خوفاً من الشّرك بأهل القبور، لأن الناس كانوا حديثي عهد بجاهلية، فنهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم سدّا لذرائع الشّرك، لأن الشّرك لما كان أمره عظيماً سدّ النبي صلى الله عليه وسلم كلّ ذريعة وكلّ باب يوصل إلى الشّرك، وكلّما كانت المعصية عظيمة كانت وسائلها أشدّ منعا، الزّنا مثلا فاحشة، وسائله من النّظر والخلوة وما أشبه ذلك محرّمة، الشرك أعظم الذنوب، كما سئل النبي صلى الله عليه وسلم: ( أي الذنب أعظم؟ قال: أن تجعل لله ندّاً وهو خلقك ) : فكانوا يعظّمون القبور، فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك، فلما استقرّ الإيمان في قلوبهم أذن لهم، فقال: ( كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فإنها تذكّر الآخرة ) : فرفع النبي صلى الله عليه وسلم النّهي، وأباح الزّيارة، بل رغّب فيها لقوله: ( فإنها تذكّر الآخرة ): والذي يذكّر الآخرة ينبغي للإنسان أن يعمل به، لأن القلب إذا نَسي الآخرة غفل، واشتغل بالدّنيا وأضاع الدّنيا والآخرة، لأنّ من أضاع الآخرة فقد أضاع الدّنيا والآخرة، فينبغي أن يزورها، ولكن يزور القبور لنفعها أو للإنتفاع بها؟
الأول لنفعها: ليدعو لهم لا ليدعوهم، فيخرج ويسلّم على القبور، كما فعل النّبيّ صلى الله عليه وسلّم، وقالت عائشة : ( إن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا كان عندها خرج من آخر الليل فسلّم على أهل البقيع، وقال: السلام عليكم دار قوم مؤمنين وإنا بكم لاحقون، غدا مؤجّلون ) إلى آخر الحديث، ثم يقول: ( اللهم اغفر لأهل بقيع الغرقد ) : بقيع الغرقد : هو مقبرة أهل المدينة، وهذه الدّعوة يُرجى أن تشمل من كان من أهل بقيع الغرقد إلى يوم القيامة، ويحتمل أن يراد بهم أهل بقيع الغرقد الذين كانوا أهلَه في عهد الرسول عليه الصّلاة والسلام فقط فلا يشمل من يأتي بعدهم، ولكن من كان من أهل الرّحمة فهو من أهل الرّحمة سواء حصلت له هذه الدّعوة أم لم تحصل، ومن كان من أهل الشّقاء فإنه لا تشمله هذه الدّعوة ولا ينتفع بها.
المهم أن الإنسان ينبغي له أن يزور القبور في كلّ وقت، في الليل، في النّهار، في الصّباح، في المساء، في يوم الجمعة، في غير يوم الجمعة، ما لها وقت محدّد، وكلّما غفل قلبك واندمجت نفسك في الحياة الدّنيا فاخرج إلى القبور، وتفكّر هؤلاء القوم كانوا بالأمس مثلك على الأرض يأكلون، يشربون، يتمتّعون، والآن أين ذهبوا؟ صاروا الآن مرتهنين بأعمالهم، لم ينفعهم إلاّ عملهم كما أخبر بذلك النبي عليه الصّلاة والسلام أنه: ( يتبع الميّت ثلاثة: ماله وأهله وعمله، فيرجع اثنان ويبقى واحد، يرجع المال والأهل ويبقى العمل )، ففكّر في هؤلاء القوم ثم سلّم عليهم: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، والظاهر -والله أعلم- : أنهم يردّون السّلام، لأنه يسلّم عليهم بصيغة الخطاب، السلام عليكم، ويحتمل أن يراد بذلك السلام مجرّد الدّعاء فقط، سواء سمعوا أم لم يسمعوا أجابوا أم لم يجيبوا، فعلى كلّ حال هو الإنسان يدعو لهم ويقول مقررا المصير الحتمي : ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) : إن شاء الله هذه تعود إلى وقت اللحوق وليس إلى اللحوق لأن اللحوق متيقّن، والمتيقّن لا يقيّد بالمشيئة، لكن تعود إلى وقت اللحوق، لأن كلّ واحد منا لا يدري متى يلحق فيكون معنى قوله: ( وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ) : أي وإنا متى شاء الله بكم لاحقون، كقوله تعالى: (( ثم إذا شاء أنشره * كلاّ لمّا يقض ما أمره ))، ثمّ يدعو لهم، يدعو لهم بالدّعاء الذي جاءت به السّنّة فإن لم يعرف شيئًا منه دعا بما تيسّر : " اللهم اغفر لهم وارحمهم، اللهم لا تحرمنا أجرهم ولا تفتنا بعدهم، واغفر لنا ولهم " ، ثم ينصرف، هكذا كان الرسول عليه الصّلاة والسلام يزور المقبرة.
وأما ما يفعله بعض الجهّال من البقاء هناك، والتّمرّغ على التراب والطواف بالقبر وما أشبه ذلك، فكلّه أمر منكر وبدعة محظورة، فإن اعتقد أن هؤلاء الأموات ينفعون أو يضرّون كان مشركاً والعياذ بالله، خارجاً عن الإسلام لأنّ هؤلاء الأموات لا ينفعون ولا يضرّون، لا يستطيعون أن يدعون لك ولا يشفعون لك إلاّ بإذن الله، وليس هذا وقت الشّفاعة أيضًا، وقت الشّفاعة يوم القيامة فلا تنفعهم، لا ينفعك شيء منهم إذا دعوتهم أو سألتهم الشّفاعة أو ما أشبه ذلك.
والواجب على إخواننا الذين يوجد هذا في بلادهم، الواجب عليهم أن ينصحوا هؤلاء الجهّال، وأن يبيّنوا لهم أن الأموات لا ينفعونهم، حتى الرسول عليه الصلاة والسلام ما ينفع، ما ينفع الناس وهو ميّت، ( كانوا إذا أصابهم الجدب في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته جاؤوا إليه وقالوا: استسق الله لنا، فيستسق الله لهم ) : لما مات ما جاء الصّحابة إليه يقولون: ادع الله أن يسقينا، وقبره إلى جانب المسجد ليس بعيدا، لكنَّ عمر لما أجدبت الأرض وحصل القحط قال : ( اللهم إنا نستسقي إليك بنبينا فتسقينا ) : يعني يسألون الرسول أن يدعو الله لهم في السّقيا فيسقون، ( وإنا نستسقي إليك بعمّ نبيّنا ثمّ يقوم العبّاس فيدعو الله ) ، ولم يقل يا رسول الله ادع الله أن يسقينا، ادع الله أن يرفع عنا القحط، لأنه رضي الله عنه يعلم أن ذلك غير ممكن، والإنسان إذا مات انقطع عمله، ما يمكن أن يعمل أيّ عمل كما قال الرسول عليه الصّلاة والسلام: ( إذا مات الإنسان انقطع عمله ) ، فلا يستطيع أن يستغفر لك، ولا أن يدعو لك، لأنه انقطع العمل، فالحاصل أن زيارة القبور لمنفعة أهل القبور لا لمنفعة الزائر إلاّ في ما يناله من الأجر عند الله عزّ وجلّ، أما أن ينتفع بهم بزيارته إياهم فلا، لكن ينتفع بالأجر الذي يحصل له، وينتفع بالموعظة التي تحصل لقلبه إذا وفّقه الله تعالى للاتّعاظ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا وإيّاكم ممّن يعلّقون رجاءهم بالله.