متابعة الكلام على حديث ( إن الحلال بين وإن الحرام بين ... ). حفظ
الشيخ : وفي هذا الحديثِ دليلٌ على شدّة ورع أبي بكر رضي الله عنه، فهو جدير بهذا، لأنه الخليفة الأول على هذه الأمة بعد نبيّها صلى الله عليه وآله وسلّم، ولهذا كان قول أهل السّنّة والجماعة : " أنّ أبا بكر رضي الله عنه أفضل هذه الأمّة× لأنه الخليفة الأول، ولأن الرسول عليه الصّلاة والسلام قال، خطب الناس في مرضه وقال: ( إنّ أمنّ النّاس عليّ في ماله وفي نفسه أبو بكر ، ولو كنت متّخذًا من أمّتي خليلاً لاتّخذت أبا بكر، ولكن خلّة الإسلام ومودّته ) "، والنّصوص في هذا كثيرة متواترة، حتى أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب القائل بالصّدق وبالقسط والعدل، كان يقول على منبر الكوفة وقد تواتر ذلك عنه: " خير هذه الأمّة بعد نبيّها أبو بكر ثم عمر " ، هكذا يقول رضي الله عنه، وقال: " لا أوتى برجل يفضّلني على أبي بكر وعمر إلاّ جلدته جلد الفرية " : يعني جلد القذف والكذب ، وهذا من تواضعه رضي الله عنه الحق وقول الصّدق، وفيه ردّ ظاهر على الرّوافض الذين يفضّلون عليّا على أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ، بل بعضهم يفضّل عليّا على رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويقول عليّ أفضل من محمّد وأحقّ بالرّسالة ولكن جبريل خان الأمانة ، وانصرف بالرسالة عن عليّ إلى محمّد ، ولا شكّ أنهم على ضلال بيّن والعياذ بالله، نسأل الله لنا ولهم الهداية، والحاصل أنّ أبا بكر رضي الله عنه فيه هذا الورع العظيم : بعد أن أكل المحرّم ذهب يخرجه من جوفه لئلاّ يتغذّى به، والله الموفّق.