شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان أو الخوف من فتنة في الدين ووقوع في حرام وشبهات ونحوها . قال الله تعالى: (( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )) . وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) رواه مسلم . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رجل: أي الناس أفضل يا رسول الله ؟ قال: ( مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله )قال: ثم من ؟ قال: ( ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه وفي رواية يتقي الله ويدع الناس من شره ) متفق عليه . حفظ
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان أو الخوف من فتنة في الدين ووقوع في حرام وشبهات ونحوها :
قال الله تعالى: (( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )).
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي ) رواه مسلم.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: ( قال رجلٌ: أي الناس أفضل يا رسول الله؟ قال: مؤمن مجاهد بنفسه وماله في سبيل الله، قال: ثم من؟ قال: ثم رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه -وفي رواية- يتقي الله ويدع الناس من شره ) متفق عليه "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرّحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتاب *رياض الصالحين : " باب استحباب العزلة عند فساد الناس ، تغيّر الناس وفساد الزّمان وخوف الفتنة وما أشبه ذلك " :
واعلم أن الأفضل المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ولكن أحيانًا تحصل أمور تكون العزلة فيها خيرًا من الإختلاط بالنّاس، من ذلك إذا خاف الإنسان على نفسه الفتنة: مثل أن يكون في بلد يطالب فيها بأن ينحرف عن دينه، أو يدعو إلى بدعة، أو يرى الفسوق الكثير فيها، أو يخشى على نفسه من الفواحش أو ما أشبه هذا، فهنا العزلة خير له، ولهذا أمر الإنسان أن يهاجر من بلد الشّرك إلى بلد الإسلام، ومن بلد الفسوق إلى بلد الإستقامة، فكذلك إذا تغيّر الناس والزّمان، ولهذا صحّ عن النّبيّ صلى الله عليه وسلّم أنه قال: ( يوشك أن يكون خيرَ مال الرّجل غنم يتّبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفرّ بدينه من الفتن ) : فهذا هو التّقسيم : العزلة خير إن كان في الإختلاط شرّ وإلاّ فالأصل.