شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم فقال: ( البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم . وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول: ( إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) متفق عليه .
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح ... " . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب حسن الخلق : " عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم؟ فقال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا مُتفحشاً وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) متفق عليه.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث ساقها النووي -رحمه الله- في باب حسن الخلق من كتاب *رياض الصّالحين، وقد سبق شيء من هذا.
أما أحاديث هذا اليوم فهو عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البرّ حسن الخلق ) وقد تقدّم شرح هذه الجملة ، وبيّنا أنّ حسن الخلق يحصل فيه الخير الكثير، لأن البرّ هو الخير الكثير، وأمّا الإثم فقال: ( ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطّلع عليه الناس ) : حاك في النّفس يعني لم تطمأن إليه النّفس بل تردّدت فيه ، وكرهت أن يطّلع عليه النّاس، ولكنّ هذا خطاب للمؤمن ، أما الفاسق فإن الإثم لا يحيك في صدره ، ولا يهمّه أن يطّلع عليه الناس ، بل يُجاهر به ولا يبالي ، لكن المؤمن لكون الله سبحانه وتعالى قد أعطاه نورا في قلبه : إذا همّ بالإثم حاك في صدره وتردّد فيه وكره أن يطّلع عليه الناس ، فهذا الميزان إنما هو في حقّ المؤمنين ، أما الفاسقون فإنّهم لا يهمّهم أن يطّلع الناس على آثامهم ، ولا تحيك الآثام في صدورهم ، بل يفعلونها والعياذ بالله بانطلاق وانشراح ، لأن الله تعالى يقول : (( أفن زيّن له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء )) : قد يزيّن للإنسان سوء العمل فينشرح له صدره ، مثل ما نرى أهل الفسق الذين يشربون الخمر وتنشرح صدورهم له، والذين بتعاملون بالربا وتنشرح صدورهم لذلك، والذين يتعودون العهر والزّنا وتنشرح صدورهم لذلك ولا يبالون بهذا، بل ربما إذا فعلوا ذلك سرّا ذهبوا يشيعونه ويعلنونه ، مثل ما يوجد من بعض الفسّاق إذا ذهبوا إلى البلاد الخارجية الماجنة الفاجرة ورجعوا قاموا يتحدّثون : فعلت كذا وفعلت كذا يعني إنهم زنوا بكذا وزنوا بكذا والعياذ بالله وشربموا الخمر وما أشبه ذلك .
وفي هذه الأحاديث بيان صفة الرسول عليه الصّلاة والسّلام إنه لم يكن فاحشا ولا متفحّشا، يعني أنه عليه الصّلاة والسلام بعيد عن الفحش لا طبعا ولا كسبا، فلم يكن فاحشا في نفسه وفي غريزته، بل هو ليّن وسهل، ولم يكن متفحّشا أي : متطبّعا بالفحشاء ، بل كان عليه الصّلاة والسّلام أبعد الناس عن الفحش في مقاله وفي فعاله صلوات الله وسلامه عليه ، وفيه أيضا الحثّ على حسن الخلق ، وأنه من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة ، وهذا من باب الترغيب فيه ، فعليك يا أخي المسلم أن تُحسن خلقك مع الله عزّ وجلّ في تلقّي أحكامه الكونية والشّرعية بصدر منشرح منقاد راضٍ مستسلم ، وكذلك مع عباد الله فإن الله تعالى يجبّ المحسنين، والله الموفق.
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب حسن الخلق : " عن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: ( سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن البر والإثم؟ فقال: البر حسن الخلق، والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس ) رواه مسلم.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: ( لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا مُتفحشاً وكان يقول: إن من خياركم أحسنكم أخلاقا ) متفق عليه.
وعن أبي الدرداء رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذي ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث ساقها النووي -رحمه الله- في باب حسن الخلق من كتاب *رياض الصّالحين، وقد سبق شيء من هذا.
أما أحاديث هذا اليوم فهو عن النواس بن سمعان رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( البرّ حسن الخلق ) وقد تقدّم شرح هذه الجملة ، وبيّنا أنّ حسن الخلق يحصل فيه الخير الكثير، لأن البرّ هو الخير الكثير، وأمّا الإثم فقال: ( ما حاك في نفسك ، وكرهت أن يطّلع عليه الناس ) : حاك في النّفس يعني لم تطمأن إليه النّفس بل تردّدت فيه ، وكرهت أن يطّلع عليه النّاس، ولكنّ هذا خطاب للمؤمن ، أما الفاسق فإن الإثم لا يحيك في صدره ، ولا يهمّه أن يطّلع عليه الناس ، بل يُجاهر به ولا يبالي ، لكن المؤمن لكون الله سبحانه وتعالى قد أعطاه نورا في قلبه : إذا همّ بالإثم حاك في صدره وتردّد فيه وكره أن يطّلع عليه الناس ، فهذا الميزان إنما هو في حقّ المؤمنين ، أما الفاسقون فإنّهم لا يهمّهم أن يطّلع الناس على آثامهم ، ولا تحيك الآثام في صدورهم ، بل يفعلونها والعياذ بالله بانطلاق وانشراح ، لأن الله تعالى يقول : (( أفن زيّن له سوء عمله فرآه حسناً فإن الله يضلّ من يشاء ويهدي من يشاء )) : قد يزيّن للإنسان سوء العمل فينشرح له صدره ، مثل ما نرى أهل الفسق الذين يشربون الخمر وتنشرح صدورهم له، والذين بتعاملون بالربا وتنشرح صدورهم لذلك، والذين يتعودون العهر والزّنا وتنشرح صدورهم لذلك ولا يبالون بهذا، بل ربما إذا فعلوا ذلك سرّا ذهبوا يشيعونه ويعلنونه ، مثل ما يوجد من بعض الفسّاق إذا ذهبوا إلى البلاد الخارجية الماجنة الفاجرة ورجعوا قاموا يتحدّثون : فعلت كذا وفعلت كذا يعني إنهم زنوا بكذا وزنوا بكذا والعياذ بالله وشربموا الخمر وما أشبه ذلك .
وفي هذه الأحاديث بيان صفة الرسول عليه الصّلاة والسّلام إنه لم يكن فاحشا ولا متفحّشا، يعني أنه عليه الصّلاة والسلام بعيد عن الفحش لا طبعا ولا كسبا، فلم يكن فاحشا في نفسه وفي غريزته، بل هو ليّن وسهل، ولم يكن متفحّشا أي : متطبّعا بالفحشاء ، بل كان عليه الصّلاة والسّلام أبعد الناس عن الفحش في مقاله وفي فعاله صلوات الله وسلامه عليه ، وفيه أيضا الحثّ على حسن الخلق ، وأنه من أثقل ما يكون في الميزان يوم القيامة ، وهذا من باب الترغيب فيه ، فعليك يا أخي المسلم أن تُحسن خلقك مع الله عزّ وجلّ في تلقّي أحكامه الكونية والشّرعية بصدر منشرح منقاد راضٍ مستسلم ، وكذلك مع عباد الله فإن الله تعالى يجبّ المحسنين، والله الموفق.