شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال: ( تقوى الله وحسن الخلق وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار فقال: الفم والفرج ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح . وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا وخياركم خياركم لنسائهم ) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ..." . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب حسن الخلق : " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسُئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) رواه أبو داود.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) حديث صحيح، رواه أبو داود بإسناد صحيح " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان فضل حسن الخلق ذكرها النّووي -رحمه الله- في *رياض الصالحين في باب حسن الخلق ، منها : عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما أكثر ما يدخل الجنّة؟ ) : يعني ما هو الشيء الذي يكون سببا لدخول الجنّة كثيرا ، ( فقال: تقوى الله وحسن الخلق ) : تقوى الله تعالى كلمة جامعة لفعل ما أمرَ به وترك ما نهى عنه هذه هي التقوى ، أن تفعل ما أمرك الله به وأن تدع ما نهاك عنه ، لأن التّقوى مأخوذة من الوقاية وهي : أن يتّخذ الإنسان ما يقيه من عذاب الله، ولا شيء يقي من عذاب الله إلاّ فعل الأوامر واجتناب النواهي، وأكثر ما يدخل الناس النار: الفم والفرج، الفم : يعني بذلك قول اللسان ، فإن الإنسان قد يقول كلمة لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً والعياذ بالله سبعين سنة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ( أفلا أخبرك بملاك ذلك كلّه ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسان نفسه وقال: كفّ عليك هذا، فقلت: يا رسول الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ ) يعني هل نؤاخذ بالكلام؟ قال: ( ثكلتك أمّك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوهمم -أو قال- على مناخرهم إلاّ حصائد ألسنتهم، ولما كان عمل اللسان سهلا صار إطلاقه سهلا، لأن الكلام لا يتعب به الإنسان، ليس كعمل اليد وعمل الرّجل وعمل العين يتعب منه الإنسان ، لا ، ولا يتعب اللسان ، فتجد الإنسان يتكلّم كثيرًا بأشياء تضرّه كالغيبة والنّميمة واللعن والسّب والشّتم وهو لا يشعر بذلك ، فيكتسب بهذا آثامًا كثيرة ، أما الفرج فالمراد به الزّنا ، وأخبث منه اللواط ، فإن ذلك أيضا تدعو النفس إليه كثيرا ولا سيما من الشّباب ، فيهوي الإنسان في الشّيء وتدرّجه نفسه حتى يقع في الفاحشة وهو لا يعلم، ولهذا سدّ النبي صلى الله عليه وسلّم كل باب يكون سببا لهذه الفاحشة ، فمنع من خلو الرّجل بالمرأة ، ومنع المرأة من كشف وجهها أمام الرجال الأجانب ، ونهى المرأة أن تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، إلى غير ذلك من السّياج المنيع الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلّم حائلا دون فعل هذه الفاحشة، لأن هذه الفاحشة تدعو إليها النّفس، فهذا أكثر ما يدخل الناس النار، أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال الفرج نسأل الله الحماية .
ثمّ ذكر أيضا من فضائل خسن الخلق: أن أحسن الناس أخلاقا هم أكمل الناس إيمانا، قال النبي صلى الله عليه وسلّم : ( أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا ) : وفي هذا دليل على أنّ الإيمان يتفاضل، وأن الناس يختلفون فيه : فبعضهم في الإيمان أكمل من بعض بناء على الأعمال، وكلّما كان الإنسان أحسن خلقا كان أكمل إيمانًا، هذا حثّ واضح على أن الإنسان ينبغي له أن يكون حسن الخلق بقدر ما يستطيع، والله الموفّق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين:
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب حسن الخلق : " عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح " .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب حسن الخلق : " عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ( سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة ؟ قال: تقوى الله وحسن الخلق، وسُئل عن أكثر ما يدخل الناس النار؟ فقال: الفم والفرج ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعنه رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا، وخياركم خياركم لنسائهم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم ) رواه أبو داود.
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ) حديث صحيح، رواه أبو داود بإسناد صحيح " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
هذه الأحاديث في بيان فضل حسن الخلق ذكرها النّووي -رحمه الله- في *رياض الصالحين في باب حسن الخلق ، منها : عن أبي هريرة رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل ما أكثر ما يدخل الجنّة؟ ) : يعني ما هو الشيء الذي يكون سببا لدخول الجنّة كثيرا ، ( فقال: تقوى الله وحسن الخلق ) : تقوى الله تعالى كلمة جامعة لفعل ما أمرَ به وترك ما نهى عنه هذه هي التقوى ، أن تفعل ما أمرك الله به وأن تدع ما نهاك عنه ، لأن التّقوى مأخوذة من الوقاية وهي : أن يتّخذ الإنسان ما يقيه من عذاب الله، ولا شيء يقي من عذاب الله إلاّ فعل الأوامر واجتناب النواهي، وأكثر ما يدخل الناس النار: الفم والفرج، الفم : يعني بذلك قول اللسان ، فإن الإنسان قد يقول كلمة لا يُلقي لها بالاً يهوي بها في النار سبعين خريفاً والعياذ بالله سبعين سنة، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمعاذ بن جبل: ( أفلا أخبرك بملاك ذلك كلّه ؟ قلت : بلى يا رسول الله ، فأخذ بلسان نفسه وقال: كفّ عليك هذا، فقلت: يا رسول الله وإنّا لمؤاخذون بما نتكلّم به؟ ) يعني هل نؤاخذ بالكلام؟ قال: ( ثكلتك أمّك يا معاذ ، وهل يكب الناس في النار على وجوهمم -أو قال- على مناخرهم إلاّ حصائد ألسنتهم، ولما كان عمل اللسان سهلا صار إطلاقه سهلا، لأن الكلام لا يتعب به الإنسان، ليس كعمل اليد وعمل الرّجل وعمل العين يتعب منه الإنسان ، لا ، ولا يتعب اللسان ، فتجد الإنسان يتكلّم كثيرًا بأشياء تضرّه كالغيبة والنّميمة واللعن والسّب والشّتم وهو لا يشعر بذلك ، فيكتسب بهذا آثامًا كثيرة ، أما الفرج فالمراد به الزّنا ، وأخبث منه اللواط ، فإن ذلك أيضا تدعو النفس إليه كثيرا ولا سيما من الشّباب ، فيهوي الإنسان في الشّيء وتدرّجه نفسه حتى يقع في الفاحشة وهو لا يعلم، ولهذا سدّ النبي صلى الله عليه وسلّم كل باب يكون سببا لهذه الفاحشة ، فمنع من خلو الرّجل بالمرأة ، ومنع المرأة من كشف وجهها أمام الرجال الأجانب ، ونهى المرأة أن تخضع بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض، إلى غير ذلك من السّياج المنيع الذي جعله النبي صلى الله عليه وسلّم حائلا دون فعل هذه الفاحشة، لأن هذه الفاحشة تدعو إليها النّفس، فهذا أكثر ما يدخل الناس النار، أعمال القلب وأعمال اللسان وأعمال الفرج نسأل الله الحماية .
ثمّ ذكر أيضا من فضائل خسن الخلق: أن أحسن الناس أخلاقا هم أكمل الناس إيمانا، قال النبي صلى الله عليه وسلّم : ( أكمل الناس إيمانا أحسنهم خلقا ) : وفي هذا دليل على أنّ الإيمان يتفاضل، وأن الناس يختلفون فيه : فبعضهم في الإيمان أكمل من بعض بناء على الأعمال، وكلّما كان الإنسان أحسن خلقا كان أكمل إيمانًا، هذا حثّ واضح على أن الإنسان ينبغي له أن يكون حسن الخلق بقدر ما يستطيع، والله الموفّق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين:
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب حسن الخلق : " عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائهم ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح " .