شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وقال تعالى: (( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )) .
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس ( إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة ) رواه مسلم . وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) متفق عليه .
وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيق يحب الرفق ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه ) رواه مسلم .
وعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم ... " . حفظ
القارئ : الحمد لله رب العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- في سياق الآيات في باب الحلم والأناة والرفق : " قال الله تعالى: (( ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )).
وأما الأحاديث : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: ( إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحِلم والأناة ) رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) متفق عليه.
وعنها رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه ) رواه مسلم.
وعنها رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
ذكر النووي الحافظ -رحمه الله- في سياق الآيات في باب الرّفق والحلم والأناة، قوله تعالى: (( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )) : صبر : يعني عن الأذى، وغفر : يعني تجاوز عنه إذا وقع به ، (( إن ذلك لمن عزم الأمور )) أي لمن معزومات الأمور، أي : من الأمور التي تدلّ على عزم الرّجل وعلى حزمه، وعلى أنه قادر على نفسه مسيطر عليها، وذلك لأن الناس ينقسمون إلى أقسام بالنّسبة لسيطرتهم على أنفسهم:
فمن الناس من لا يستطيع أن يسيطر على نفسه أبدًا.
ومن الناس من يستطيع لكن بمشقّة شديدة.
ومن الناس من يستطيع لكن بسهولة، يكون قد جبله الله عزّ وجلّ على مكارم الأخلاق، فيسهل عليه الصّبر والغفران.
فالذي يصبر على أذى النّاس ويتحمّل ويحتسب الأجر من الله ويغفر لهم هذا هو الذي صنع هذه المعزومة من الأمور أي: من الشؤون، وهذا حثّ واضح على أنه ينبغي للإنسان أن يصبر ويغفر، وقد سبق لنا التّفصيل في مسألة العفو عن الجناة والمعتدين وأنه لا يمدح مُطلقا ولا يذمّ مطلقا بل ينظر إلى الإصلاح.
ثم ذكر المؤلف ما قاله النبي عليه الصّلاة والسّلام لأشجّ عبد القيس، قال له: ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحِلم، والأناة ) الحِلم: عندما يُثار الإنسان ويجنى عليه، ويعتدى عليه يحلم، لكنّه ليس كالحمار لا يبالي بما فُعل به، هو يتأثر لكن يكون حليماً لا يتعجّل بالعقوبة، حتى إذا صارت العقوبة خيرًا من العفو أخذ بالعقوبة.
والأناة : التأني في الأمور وعدم التّسرّع ، وما أكثر ما يهلك الإنسان ويزلّ بسبب التّعجّل في الأمور ، سواء في نقل الأخبار أو في الحكم على ما سمع أو في غير ذلك ، فمن الناس مثلا من يتخطّف الأخبار بمجرّد ما يسمع الخبر يحدّث به وينقله ، وقد جاء في الحديث : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع ) .
ومن الناس من يتسرّع في الحكم، يسمع عن شخص شيئاً من الأشياء ويتأكّد أنه قاله أو أنه فعله ثم يتسرّع في الحكم عليه أنه أخطأ أو ضلّ أو ما أشبه ذلك وهذا غلط، التأني في الأمور كلّه خير.
ثم ذكر المؤلف أحاديث عائشة رضي الله عنها الثلاثة في باب الرفق، وأن الرّفق محبوب إلى الله عزّ وجلّ، وأنه ما كان في شيء إلاّ زانه، ولا نزع من شيء إلاّ شانه، ففيه الحثّ على أن يكون الإنسان رفيقا، رفيقا في جميع شؤونه، رفيقا في معاملة أهله، في معاملة إخوانه، في معاملة أصدقائه، في معاملة عامّة الناس يرفق بهم : ( فإن الله عزّ وجلّ رفيق يحب الرّفق ) ، ولهذا يجد الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذّة وانشراحا، وإذا عاملهم بالشّدّة والعنف ندم ثم قال : ليتني لم أفعل لكن بعد أن يفوت الأوان، أما إذا عاملهم بالرّفق واللين والأناة انشرح صدره ولم يندم على شيء فعله، وفّق الله الجميع لما فيه الخير والصّلاح وحسن الأخلاق والآداب.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الحلم والأناة والرّفق : " عن أبي هريرة رضي الله رضي الله عنه قال: ( بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذَنوبا من ماء، فإنما بعثتم مُيسرين ولم تبعثوا مُعسرين ) رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) متفق عليه.
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( مَن يُحرم الرّفق يحرم الخير كلّه ) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب ) رواه البخاري ".
قال -رحمه الله تعالى- في سياق الآيات في باب الحلم والأناة والرفق : " قال الله تعالى: (( ولَمَن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )).
وأما الأحاديث : عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: ( إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحِلم والأناة ) رواه مسلم.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله ) متفق عليه.
وعنها رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله رفيق يحب الرفق، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف، وما لا يعطي على ما سواه ) رواه مسلم.
وعنها رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه، ولا يُنزع من شيء إلا شانه ) رواه مسلم ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
ذكر النووي الحافظ -رحمه الله- في سياق الآيات في باب الرّفق والحلم والأناة، قوله تعالى: (( ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور )) : صبر : يعني عن الأذى، وغفر : يعني تجاوز عنه إذا وقع به ، (( إن ذلك لمن عزم الأمور )) أي لمن معزومات الأمور، أي : من الأمور التي تدلّ على عزم الرّجل وعلى حزمه، وعلى أنه قادر على نفسه مسيطر عليها، وذلك لأن الناس ينقسمون إلى أقسام بالنّسبة لسيطرتهم على أنفسهم:
فمن الناس من لا يستطيع أن يسيطر على نفسه أبدًا.
ومن الناس من يستطيع لكن بمشقّة شديدة.
ومن الناس من يستطيع لكن بسهولة، يكون قد جبله الله عزّ وجلّ على مكارم الأخلاق، فيسهل عليه الصّبر والغفران.
فالذي يصبر على أذى النّاس ويتحمّل ويحتسب الأجر من الله ويغفر لهم هذا هو الذي صنع هذه المعزومة من الأمور أي: من الشؤون، وهذا حثّ واضح على أنه ينبغي للإنسان أن يصبر ويغفر، وقد سبق لنا التّفصيل في مسألة العفو عن الجناة والمعتدين وأنه لا يمدح مُطلقا ولا يذمّ مطلقا بل ينظر إلى الإصلاح.
ثم ذكر المؤلف ما قاله النبي عليه الصّلاة والسّلام لأشجّ عبد القيس، قال له: ( إن فيك لخصلتين يحبهما الله: الحِلم، والأناة ) الحِلم: عندما يُثار الإنسان ويجنى عليه، ويعتدى عليه يحلم، لكنّه ليس كالحمار لا يبالي بما فُعل به، هو يتأثر لكن يكون حليماً لا يتعجّل بالعقوبة، حتى إذا صارت العقوبة خيرًا من العفو أخذ بالعقوبة.
والأناة : التأني في الأمور وعدم التّسرّع ، وما أكثر ما يهلك الإنسان ويزلّ بسبب التّعجّل في الأمور ، سواء في نقل الأخبار أو في الحكم على ما سمع أو في غير ذلك ، فمن الناس مثلا من يتخطّف الأخبار بمجرّد ما يسمع الخبر يحدّث به وينقله ، وقد جاء في الحديث : ( كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع ) .
ومن الناس من يتسرّع في الحكم، يسمع عن شخص شيئاً من الأشياء ويتأكّد أنه قاله أو أنه فعله ثم يتسرّع في الحكم عليه أنه أخطأ أو ضلّ أو ما أشبه ذلك وهذا غلط، التأني في الأمور كلّه خير.
ثم ذكر المؤلف أحاديث عائشة رضي الله عنها الثلاثة في باب الرفق، وأن الرّفق محبوب إلى الله عزّ وجلّ، وأنه ما كان في شيء إلاّ زانه، ولا نزع من شيء إلاّ شانه، ففيه الحثّ على أن يكون الإنسان رفيقا، رفيقا في جميع شؤونه، رفيقا في معاملة أهله، في معاملة إخوانه، في معاملة أصدقائه، في معاملة عامّة الناس يرفق بهم : ( فإن الله عزّ وجلّ رفيق يحب الرّفق ) ، ولهذا يجد الإنسان إذا عامل الناس بالرفق يجد لذّة وانشراحا، وإذا عاملهم بالشّدّة والعنف ندم ثم قال : ليتني لم أفعل لكن بعد أن يفوت الأوان، أما إذا عاملهم بالرّفق واللين والأناة انشرح صدره ولم يندم على شيء فعله، وفّق الله الجميع لما فيه الخير والصّلاح وحسن الأخلاق والآداب.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب الحلم والأناة والرّفق : " عن أبي هريرة رضي الله رضي الله عنه قال: ( بال أعرابي في المسجد فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوه وأريقوا على بوله سجلا من ماء، أو ذَنوبا من ماء، فإنما بعثتم مُيسرين ولم تبعثوا مُعسرين ) رواه البخاري.
وعن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) متفق عليه.
وعن جرير بن عبد الله رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( مَن يُحرم الرّفق يحرم الخير كلّه ) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه: ( أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: لا تغضب، فردد مرارًا، قال: لا تغضب ) رواه البخاري ".