تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : في كلّ شيء، وانظر إلى الصّوم قال فيه الرسول عليه الصّلاة والسلام : ( لا يزال الناس بخير ما عجّلوا الفطر ) ، وفي حديث آخر ليس في الصّحيحين : ( وأخّروا السَّحور ) لماذا ؟ لأن تأخير السَّحور أقوى على الصّوم مما إذا تقدّم ، والمبادرة بالفطر أسهل وأيسر على النّفس لا سيما مع طول النّهار وشدّة الظّمأ ، فهذا وغيره من الشّواهد يدلّ على أنّ الأيسر أفضل ، فأنت يسّر على نفسك .
كذلك أيضا في مزاولة الأعمال : إذا رأيت أنّك إذا سلكت هذا العمل فهو أسهل وأقرب ويحصل به المقصود فلا تكلّف نفسك في أعمال أخرى أكثر من اللاّزم وأنت لا تحتاج إليه، فافعل ما هو أسهل في كلّ شيء، خذ هذه قاعدة : " أنّ اتّباع الأسهل والأيسر هو الأرفق بالنّفس والأفضل عند الله " .
( ولا تعسّروا ) : يعني لا تسلكوا طرق العسر لا في عباداتكم ولا في معاملاتكم ولا غير ذلك ، فإن هذا منهيّ عنه ( لا تعسّروا ) ، ولهذا : ( لما رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجلا واقفا في الشّمس سأل عنه ، قالوا يا رسول الله : هذا صائم نذر أن يصوم ويقف في الشّمس فنهاه وقال له : لا تقف في الشّمس ) ، لأنّ هذا فيه عسر على الإنسان ومشقّة والرّسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تعسّروا ).
الجملة الثالثة قال: ( وبشّروا ولا تنفّروا ) بشّروا : يعني اجعلوا طريقكم دائما البشارة، بشّروا أنفسكم وبشّروا غيركم، يعني إذا عملت عملا فاستبشر، بشّر نفسك، عملت عملا صالحا بشّر نفسك بأنه سيُقبل منك إذا اتّقيت الله فيه لأن الله يقول : (( إنما يتقبّل الله من المتّقين )) .
إذا دعوت الله بشّر نفسك أن الله يستجيب لك ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) ، ولهذا قال بعض السّلف: " من وفّق للدعاء فليبشر بالإجابة " ، " من وفّق للدّعاء فليَبشر بالإجابة " ، لأن الله قال: (( وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )) فأنت بشّر نفسك في كلّ عمل ، وهذا يؤيّده أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان يكره الطّيرة ويعجبه الفأل )، الفأل لأنّ الإنسان إذا تفاءل نشط واستبشر وحصل له خير، إذا تشاءم فإنه ينحسر وتضيق نفسه ولا يُقدم على العمل ويعمل وكأنه مكره فأنت بشّر نفسك، كذلك غيرك، كذلك بشّر غيرك : إذا جاءك إنسان مثلا قال فعلت كذا أو فعلت كذا وهو خائف فبشّره أدخل عليه السّرور ، ولا سيما في عيادة المريض إذا عُدت مريضًا فقل له : أبشر بالخير وأنت إلى خير ودوام الحال من المحال ، والإنسان يصبر ويحتسب ويؤجر على ذلك وما أشبه ذلك بشّره، أنت اليوم وجهك طيّب، وجهك زين وما أشبه هذا لأنك تدخل عليه السّرور وتبشّره، فأنت اجعل طريقك هكذا فيما تعامل به نفسك ، وفيما تعامل به غيرك : البَشارة، بشّر، أدخل السرور على نفسك، أدخل السرور على غيرك فهذا هو الخير.
( ولا تنفّروا ) : يعني لا تنفّروا الناس عن الأعمال الصالحة، ولا تنفّروهم عن الطرق السليمة، شجّعوهم عليها، حتى في العبادات لا تنفّروهم، ومن ذلك أن يطيل الإمام بالجماعة أكثر من السُّنّة فإن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان إذا صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ذهب إلى قومه فصلّى بهم تلك الصّلاة ، فدخل يوماً من الأيام في الصّلاة فشرع في سورة طويلة فانصرف بعض الناس، انصرف رجل وصلّى وحده ، فقيل : نافق فلان، فذهب الرجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثمّ إن معاذًا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ( أفتّان أنت يا معاذ؟ ) وكذلك الرجل الآخر قال له الرسول عليه الصّلاة والسلام : ( إن منكم منفرّين ، فأيكم أمّ الناس فليخفّف )، فالتّنفير لا ينبغي، لا تنفّر الناس، لِن لهم، حتى في الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ لا تدعهم إلى الله دعوة منفّر، لا تقل إذا رأيت إنسانا على خطأ: يا فلان أنت فيك، أنت خالفت، أنت عصيت، إلى آخره، لا، هذا ينفرهم، هذا يزيدهم في التّمادي في المعصية، ولكن ادعهم بهدوء ولين حتى يألفك، ويألف ما تدعوه إليه، وبذلك تمتثل أمر النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: ( بشّروا ولا تنفّروا )، فخذ هذا الحديث أيّها الأخ، خذه رأس مال لك: ( يسّروا ولا تعسّروا ، وبشّروا ولا تنفّروا ) : سر إلى الله عزّ وجلّ على هذا الأصل ، وعلى هذا الطريق ، وسر مع عباد الله على ذلك تجد الخير كلّه ، والله الموفّق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمّد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) متفق عليه " .
كذلك أيضا في مزاولة الأعمال : إذا رأيت أنّك إذا سلكت هذا العمل فهو أسهل وأقرب ويحصل به المقصود فلا تكلّف نفسك في أعمال أخرى أكثر من اللاّزم وأنت لا تحتاج إليه، فافعل ما هو أسهل في كلّ شيء، خذ هذه قاعدة : " أنّ اتّباع الأسهل والأيسر هو الأرفق بالنّفس والأفضل عند الله " .
( ولا تعسّروا ) : يعني لا تسلكوا طرق العسر لا في عباداتكم ولا في معاملاتكم ولا غير ذلك ، فإن هذا منهيّ عنه ( لا تعسّروا ) ، ولهذا : ( لما رأى النّبيّ صلى الله عليه وسلم رجلا واقفا في الشّمس سأل عنه ، قالوا يا رسول الله : هذا صائم نذر أن يصوم ويقف في الشّمس فنهاه وقال له : لا تقف في الشّمس ) ، لأنّ هذا فيه عسر على الإنسان ومشقّة والرّسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( لا تعسّروا ).
الجملة الثالثة قال: ( وبشّروا ولا تنفّروا ) بشّروا : يعني اجعلوا طريقكم دائما البشارة، بشّروا أنفسكم وبشّروا غيركم، يعني إذا عملت عملا فاستبشر، بشّر نفسك، عملت عملا صالحا بشّر نفسك بأنه سيُقبل منك إذا اتّقيت الله فيه لأن الله يقول : (( إنما يتقبّل الله من المتّقين )) .
إذا دعوت الله بشّر نفسك أن الله يستجيب لك ، لأن الله سبحانه وتعالى يقول : (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) ، ولهذا قال بعض السّلف: " من وفّق للدعاء فليبشر بالإجابة " ، " من وفّق للدّعاء فليَبشر بالإجابة " ، لأن الله قال: (( وقال ربّكم ادعوني أستجب لكم )) فأنت بشّر نفسك في كلّ عمل ، وهذا يؤيّده أن النبي صلى الله عليه وسلم : ( كان يكره الطّيرة ويعجبه الفأل )، الفأل لأنّ الإنسان إذا تفاءل نشط واستبشر وحصل له خير، إذا تشاءم فإنه ينحسر وتضيق نفسه ولا يُقدم على العمل ويعمل وكأنه مكره فأنت بشّر نفسك، كذلك غيرك، كذلك بشّر غيرك : إذا جاءك إنسان مثلا قال فعلت كذا أو فعلت كذا وهو خائف فبشّره أدخل عليه السّرور ، ولا سيما في عيادة المريض إذا عُدت مريضًا فقل له : أبشر بالخير وأنت إلى خير ودوام الحال من المحال ، والإنسان يصبر ويحتسب ويؤجر على ذلك وما أشبه ذلك بشّره، أنت اليوم وجهك طيّب، وجهك زين وما أشبه هذا لأنك تدخل عليه السّرور وتبشّره، فأنت اجعل طريقك هكذا فيما تعامل به نفسك ، وفيما تعامل به غيرك : البَشارة، بشّر، أدخل السرور على نفسك، أدخل السرور على غيرك فهذا هو الخير.
( ولا تنفّروا ) : يعني لا تنفّروا الناس عن الأعمال الصالحة، ولا تنفّروهم عن الطرق السليمة، شجّعوهم عليها، حتى في العبادات لا تنفّروهم، ومن ذلك أن يطيل الإمام بالجماعة أكثر من السُّنّة فإن معاذ بن جبل رضي الله عنه كان إذا صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العشاء ذهب إلى قومه فصلّى بهم تلك الصّلاة ، فدخل يوماً من الأيام في الصّلاة فشرع في سورة طويلة فانصرف بعض الناس، انصرف رجل وصلّى وحده ، فقيل : نافق فلان، فذهب الرجل إلى النّبيّ صلى الله عليه وسلم ، ثمّ إن معاذًا أتى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: ( أفتّان أنت يا معاذ؟ ) وكذلك الرجل الآخر قال له الرسول عليه الصّلاة والسلام : ( إن منكم منفرّين ، فأيكم أمّ الناس فليخفّف )، فالتّنفير لا ينبغي، لا تنفّر الناس، لِن لهم، حتى في الدّعوة إلى الله عزّ وجلّ لا تدعهم إلى الله دعوة منفّر، لا تقل إذا رأيت إنسانا على خطأ: يا فلان أنت فيك، أنت خالفت، أنت عصيت، إلى آخره، لا، هذا ينفرهم، هذا يزيدهم في التّمادي في المعصية، ولكن ادعهم بهدوء ولين حتى يألفك، ويألف ما تدعوه إليه، وبذلك تمتثل أمر النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: ( بشّروا ولا تنفّروا )، فخذ هذا الحديث أيّها الأخ، خذه رأس مال لك: ( يسّروا ولا تعسّروا ، وبشّروا ولا تنفّروا ) : سر إلى الله عزّ وجلّ على هذا الأصل ، وعلى هذا الطريق ، وسر مع عباد الله على ذلك تجد الخير كلّه ، والله الموفّق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمّد ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " وعن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا ) متفق عليه " .