تتمة شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن أنس رضي الله عنه قال: كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية فأدركه أعرابي فجبذه بردائه جبذة شديدة فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته ثم قال يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء . متفق عليه ... " . حفظ
الشيخ : الذي لحق النبي صلى الله عليه وسلم وعليه جبّة نجرانيّة غليظة الحاشية ، فجبذه يعني : جذبه جذباً شديداً ، حتى أثّرت حاشية الجبّة في عنق الرّسول عليه الصّلاة والسّلام من شدّة الجذب ، فالتفت فإذا هو الأعرابي يطلب منه عطاء ، فضحك النبي صلى الله عليه وسلم وأمر له بعطاء، فانظر إلى هذا الخلق الرّفيع : لم يوبّخه، ولم يضربه، ولم يكهر في وجهه، ولم يعبّس بل ضحك عليه الصّلاة والسّلام ومع هذا أمر له بعطاء.
ونحن لو أحدا منّا فعل بنا هذا الفعل ما أقررناه عليه، لقاتلناه وضاربناه، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه: (( وإنّك لعلى خلق عظيم )) فإنه التفت إليه، وضحك إليه، وأعطاه العطاء، وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون ذا سعة، وإذا اشتدّ النّاس أن يسترخي هو، وسئل معاوية رضي الله عنه بم سُست الناس؟ لأن معاوية معروف بالسياسة والحكمة فقال: " أجعل بيني وبين الناس شعرة ، إن جذبوها تبعتهم ، وإن جذبتها تبعوني لكن لا تنقطع " : يعني معناه أني سهل الإنقياد ، لأن الشّعرة إذا جعلتها بينك وبين صاحبك إذا جذبها أدنى جذب انقطعت، لكن لحسن سياسته رضي الله عنه كان يسوس الناس بهذه السّياسة، إذا رآهم مقبلين استقبلهم، وإذا رآهم مدبرين تبعهم حتى يتمكّن منهم، فهكذا ينبغي للإنسان أن يكون دائماً في سياسته رفيقاً حليماً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيّاكم حسن الأداب والأخلاق.
الطالب : آمين.
ونحن لو أحدا منّا فعل بنا هذا الفعل ما أقررناه عليه، لقاتلناه وضاربناه، وأما رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال الله فيه: (( وإنّك لعلى خلق عظيم )) فإنه التفت إليه، وضحك إليه، وأعطاه العطاء، وهكذا ينبغي للإنسان أن يكون ذا سعة، وإذا اشتدّ النّاس أن يسترخي هو، وسئل معاوية رضي الله عنه بم سُست الناس؟ لأن معاوية معروف بالسياسة والحكمة فقال: " أجعل بيني وبين الناس شعرة ، إن جذبوها تبعتهم ، وإن جذبتها تبعوني لكن لا تنقطع " : يعني معناه أني سهل الإنقياد ، لأن الشّعرة إذا جعلتها بينك وبين صاحبك إذا جذبها أدنى جذب انقطعت، لكن لحسن سياسته رضي الله عنه كان يسوس الناس بهذه السّياسة، إذا رآهم مقبلين استقبلهم، وإذا رآهم مدبرين تبعهم حتى يتمكّن منهم، فهكذا ينبغي للإنسان أن يكون دائماً في سياسته رفيقاً حليماً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم هكذا، نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإيّاكم حسن الأداب والأخلاق.
الطالب : آمين.