شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) . متفق عليه . وفي رواية: ( فلم يحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة ) وفي رواية لمسلم: ( ما من أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة ) ... " . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم، والنهي عن غشهم والتشديد عليهم، وإهمال مصالحهم، والغفلة عنهم وعن حوائجهم : " عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما مِن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) متفق عليه.
وفي رواية: ( فلم يَحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة ).
وفي رواية لمسلم: ( ما مِن أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة ) " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
سبق لنا الكلام على قول الله تعالى : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون )) : ينهى عن الفحشاء : هو كلّ مايستفحش من الذّنوب كعقوق الوالدين، وقطع الأرحام، والزنا، ونكاح المحارم وغير ذلك مما يُستفحش شرعًا وعُرفًا.
والمنكر : ما ينكر وهو ما دون الفحشاء كعامّة المعاصي.
والبغي : التجاوز في الحدّ : وهو الإعتداء على الخلق بأخذ أموالهم، والإعتدء على دمائهم وأعراضهم، كل هذا يدخل في البغي، وبيّن الله عزّ وجلّ أنه أمر ونهى ليعظنا ويصلح أحوالنا ولهذا قال: (( يعظكم لعلّكم تذكّرون )).
وسبق لنا الكلام على حديث أن : ( كلّ إنسان راعٍ ومسؤول عن رعيّته ) .
وأما الحديث الذي ذكره المؤلف فإن فيه التّحذير من غشّ الرّعيّة وأنه : ( ما مِن عبد يسترعيه الله رعيته ، ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) ، ( وأنه إذا لم يحطهم بنصيحة فإنه لا يدخل معهم الجنّة ) : وهذا يدل على أنه يجب على ولاّة الأمور الصّغيرة والكبيرة أن ينصحوا لمن ولاّهم الله عليهم وأن يبذلوا لهم النّصحية وأهمّها النّصيحة في دين الله : في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والدّعوة إلى الخير.
ومنها أيضًا ، من النّصيحة لهم : أن يسلك بهم الطّرق التي فيها صلاحهم في معادهم ومعاشهم ، فيمنع عنهم كلّ ما يضرّهم في دينهم ودنياهم، يمنع عنهم الأفكار السّيّئة ، والأخلاق السّافلة ، وما يؤدّي إلى ذلك من المجلات والصّحف وغيرها ، ولهذا يجب على وليّ الأمر في البيت أن يمنع من وجود هذه الأشياء في بيته : الصّحف الفاسدة، الأفكار المنحرفة، الأخلاق السّافلة.
وكذلك على وليّ الأمر العامّ يجب عليه أن يمنع هذه الأشياء ، وذلك لأن هذه الأشياء إذا شاعت بين الناس صار المجتمع مجتمعًا بهيميّاً لا يهمّه إلاّ شبع البطن وشهوة الفرج ، وتحصل الفوضى ويزول الأمن ، ويكون الشّرّ والفساد ، فإذا منع وليّ الأمر ما يفسد الخلق، سواء إذا كان ولي أمر صغير أو كبير حصل بهذا خير كثير .
لو أن كل واحد منا في بيته منع أهله من اقتناء هذه الصّحف والمجلاّت الخليعة الفاسدة ، ومن مشاهدة التمثيليّات الفاسدة ، والمسلسلات الخبيثة ، لَصَلح الناس ، لأن الناس هم أفراد الشّعب ، أنت في بيتك والثاني في بيته، والثالث في بيته وهكذا إذا صلحوا صلح كلّ شيء، نسأل الله تعالى أن يصلح ولاة أمورنا، وأن يرزقهم البطانة الصالحة.
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم، والنهي عن غشهم والتشديد عليهم، وإهمال مصالحهم، والغفلة عنهم وعن حوائجهم : " عن معقل بن يسار رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ما مِن عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) متفق عليه.
وفي رواية: ( فلم يَحطها بنصحه لم يجد رائحة الجنة ).
وفي رواية لمسلم: ( ما مِن أمير يلي أمور المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح لهم إلا لم يدخل معهم الجنة ) " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
سبق لنا الكلام على قول الله تعالى : (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلّكم تذكّرون )) : ينهى عن الفحشاء : هو كلّ مايستفحش من الذّنوب كعقوق الوالدين، وقطع الأرحام، والزنا، ونكاح المحارم وغير ذلك مما يُستفحش شرعًا وعُرفًا.
والمنكر : ما ينكر وهو ما دون الفحشاء كعامّة المعاصي.
والبغي : التجاوز في الحدّ : وهو الإعتداء على الخلق بأخذ أموالهم، والإعتدء على دمائهم وأعراضهم، كل هذا يدخل في البغي، وبيّن الله عزّ وجلّ أنه أمر ونهى ليعظنا ويصلح أحوالنا ولهذا قال: (( يعظكم لعلّكم تذكّرون )).
وسبق لنا الكلام على حديث أن : ( كلّ إنسان راعٍ ومسؤول عن رعيّته ) .
وأما الحديث الذي ذكره المؤلف فإن فيه التّحذير من غشّ الرّعيّة وأنه : ( ما مِن عبد يسترعيه الله رعيته ، ثم يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة ) ، ( وأنه إذا لم يحطهم بنصيحة فإنه لا يدخل معهم الجنّة ) : وهذا يدل على أنه يجب على ولاّة الأمور الصّغيرة والكبيرة أن ينصحوا لمن ولاّهم الله عليهم وأن يبذلوا لهم النّصحية وأهمّها النّصيحة في دين الله : في الأمر بالمعروف والنّهي عن المنكر والدّعوة إلى الخير.
ومنها أيضًا ، من النّصيحة لهم : أن يسلك بهم الطّرق التي فيها صلاحهم في معادهم ومعاشهم ، فيمنع عنهم كلّ ما يضرّهم في دينهم ودنياهم، يمنع عنهم الأفكار السّيّئة ، والأخلاق السّافلة ، وما يؤدّي إلى ذلك من المجلات والصّحف وغيرها ، ولهذا يجب على وليّ الأمر في البيت أن يمنع من وجود هذه الأشياء في بيته : الصّحف الفاسدة، الأفكار المنحرفة، الأخلاق السّافلة.
وكذلك على وليّ الأمر العامّ يجب عليه أن يمنع هذه الأشياء ، وذلك لأن هذه الأشياء إذا شاعت بين الناس صار المجتمع مجتمعًا بهيميّاً لا يهمّه إلاّ شبع البطن وشهوة الفرج ، وتحصل الفوضى ويزول الأمن ، ويكون الشّرّ والفساد ، فإذا منع وليّ الأمر ما يفسد الخلق، سواء إذا كان ولي أمر صغير أو كبير حصل بهذا خير كثير .
لو أن كل واحد منا في بيته منع أهله من اقتناء هذه الصّحف والمجلاّت الخليعة الفاسدة ، ومن مشاهدة التمثيليّات الفاسدة ، والمسلسلات الخبيثة ، لَصَلح الناس ، لأن الناس هم أفراد الشّعب ، أنت في بيتك والثاني في بيته، والثالث في بيته وهكذا إذا صلحوا صلح كلّ شيء، نسأل الله تعالى أن يصلح ولاة أمورنا، وأن يرزقهم البطانة الصالحة.