شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... وعن عائشة رضي الله عنها قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: في بيتي هذا: ( اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خلفه نبي وإنه لا نبي بعدي وسيكون بعدي خلفاء فيكثرون قالوا يا رسول الله فما تأمرنا ؟ قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول ثم أعطوهم حقهم واسألوا الله الذي لكم فإن الله سائلهم عما استرعاهم ) متفق عليه ... " . حفظ
القارئ : الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم، والنهي عن غشهم والتشديد عليهم، وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم : " عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا : اللهم من ولي مِن أَمرِ أمتي شيئا فشقَّ عليهم فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خَلَفَه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون بعدي خلفاءُ فيكثرون ، قالوا يا رسول الله : فما تأمرنا ؟ قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول ، ثم أعطوهم حقهم ، واسألوا الله الذي لكم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلّف الحافظ النّووي في *رياض الصّالحين ، في باب أمر ولاة الأمور بالرفق واللين ورعاية مصالح من استرعاهم الله عليهم، قال في سياق الأحاديث : ما نقله عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي هذا يقول: اللهم من ولي من أمر أمّتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمّتي شيئا فشقّ عليهم فاشقق عليه ) : وهذا دعاء من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم على مَن تولّى أمور المسلمين الخاصّ والعامّ، حتى الإنسان يتولّى أمر بيته، وحتى مدير المدرسة يتولّى أمر المدرسة، وحتى المدرّس يتولى أمر الفصل، وحتى الإمام يتولّى أمر المسجد، ولهذا قال: ( مَن وَلِي مِن أمر أمّتي شيئًا ) وشيئًا نكرة في سياق الشّرط، وقد ذكر علماء الأصول أن النكرة في سياق الشّرط تفيد العموم، أي شيء يكون، فرفق بهم فارفق به، ولكن ما معنى الرّفق؟
قد يظنّ بعض الناس أنّ معنى الرّفق : أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك، بل الرّفق أن تسير بالناس حسب أمر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطّرق وأرفق الطرق بالناس، ولا تشقّ عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث : أن الله يشقّ عليك والعياذ بالله ، يشق عليك إما بآفات في بدنه، أو في قلبه، أو في صدره، أو في أهله، أو في غير ذلك لأن الحديث مطلق، ( فاشقق عليه ) : بأيّ شيء يكون ، وربّما لا يظهر للناس المشقّة قد يكون في قلبه نار تلظّى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم أنه إذا شقّ على الأمّة بما لم ينزّل به الله سلطانًا فإنه مستحقّ لهذه الدّعوة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.
أما الحديث الثاني : فإن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام أخبر بأنّ بني إسرائيل تسوسهم الأنبياء : أي تبعث بهم الأنبياء فيصلحون مِن أحوالهم ، وإنه لا نبيّ بعدي : فإن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النّبيين بالنّصّ والإجماع كما قال تعالى: (( ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النّبيين )) ، ولهذا من ادّعى النّبوّة بعده فهو كافر مرتدّ يجب قتله ، ومن صدّق من ادّعى النّبوّة بعده فهو كاذب مرتدّ يجب قتله إلاّ أن يتوب ، فالنّبي عليه الصّلاة والسّلام هو خاتم الأنبياء، ولكن جعل الله له خلفاء، خلفاء في العلم وخلفاء في السّلطة والمراد بالحديث، المراد بالخلفاء في هذا الحديث : خلفاء السّلطة ولهذا قال : ( سيكون خلفاء ويكثرون، قالوا: يا رسول الله -يعني من نفي ببيعته؟- قال: الأوّل فالأوّل ) : فإذا بايعوا الخليفة وجب عليهم أن يبقوا على بيعتهم وأن ينبذوا من أراد الخلافة وهو حيّ ، وأن يعينوا الخليفة الأول على من أراد الخلافة في حياة الأول ، لأن كلّ من نازع السّلطان في سلطانه فإنه يجب أن يقاتل حتى تكون الأمّة واحدة ، فإن الناس لو تركوا فوضى وصار كل من لا يريد هذا السّلطان يذهب ويتّخذ له حزبا يقاتل به السلطان فسدت الأمور .
وفي آخر الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حمّل هؤلاء الخلفاء ما عليهم ، وأمرنا نحن أن نوفيَ لهم بحقّهم وأن نسأل الله الذي لنا، لا نقول : هؤلاء ظلموا، هؤلاء جاروا، هؤلاء لم يقوموا بالعدل، ثمّ ننابذهم ولا نطيعهم فيما أمر الله به، لا، هذا لا يجوز، يجب أن نوفي لهم بالحقّ وأن نسأل الله الحق الذي لنا ، كالإنسان الذي له قريب إذا قطعك فصله واسأل الله الذي لك، أما أن تقول: لا أصل إلاّ من وصلني أو لا أطيع من السلطان إلاّ من لا يظلم ولا يستأثر بالمال ولا غيره فهذا خطأ، أنت قم بما يجب عليك، واسأل الله الذي لك، وفي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( تسوسهم الأنبياء ) : دليل على أنّ الدين الإسلامي ، بل على أن دين الله وهو دين الإسلام في كلّ مكان وفي كلّ زمان هو السّياسة، هو السّياسة الحقيقية النافعة ، وليست السّياسة التي يفرضها أعداء الإسلام من الكفار، السّياسة الحقيقة ما جاء في شرع الله، ولهذا نقول : " إن الإسلام شريعة وسياسة ومن فرّق بين السّياسة والشّريعة فقد ضلّ " ، ففي الإسلام سياسة الخلق مع الله وبيان العبادات، سياسة الإنسان مع أهله، مع جيرانه، مع أقاربه، مع أصحابه، مع تلاميذه، مع معلّميه، مع كلّ أحد، كلّ له سياسة تخصّه، سياسة مع الأعداء الكفار ما بين حربيين، ومعاهدين، ومستأمنين، وذمّيين، وكلّ طائفة قد بيّن الإسلام حقوقهم وأمر أن نسلك بهم كما يجب، فمثلا الحربيّون حربيون نحاربهم ودماؤهم حلال لنا وأموالهم حلال لنا، وأراضيهم حلال لنا، والمستأمنون يجب أن نؤمّنهم : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه )) ، والمعاهدون يجب أن يوفى لهم بعهدهم ، ثمّ إما أن نطمئن إليهم، أو نخاف منهم، أو ينقضوا العهد، ثلاث حالات كلّها مبيّنة في القرآن: إن اطمأننا إليهم وجب أن نفي لهم بعهدهم، وإن خفناهم فقد قال الله تعالى: (( وإما تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين )) : قل لهم : ما بيننا عهد إذا خفت ، ولا تنقض العهد بدون أن تخبرهم ، والثالث : الذين نقضوا العهد : (( فقاتلوا أئمّة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون )) ، إذا نقضوا العهد فلا أيمان لهم ولا عهد لهم .
فالمهم أن الدّين دين الله، وأن الدين سياسة: سياسة شرعيّة، سياسة اجتماعية، سياسة مع الأجانب، ومع المسالمين، مع كل أحد، ومن فصل الدين عن السّياسة فقد ضلّ، فهو بين أمرين: إما جاهل بالدّين ولا يعرف، ويظنّ أن الدّين عبادات بين الإنسان وبين ربّه، وحقوق شخصية وما أشبه ذلك، يظن هذا هو الدّين.
أو أنه قد بهره الكفرة وما هم عليه من القوة المادية فظنّ أنهم هم المصيبون، وأما من عرف الإسلام حقّ المعرفة عرف أنه شريعة وسياسة، والله الموفّق.
نقل المؤلف -رحمه الله تعالى- في سياق الأحاديث في باب أمر ولاة الأمور بالرفق برعاياهم ونصيحتهم والشفقة عليهم، والنهي عن غشهم والتشديد عليهم، وإهمال مصالحهم والغفلة عنهم وعن حوائجهم : " عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في بيتي هذا : اللهم من ولي مِن أَمرِ أمتي شيئا فشقَّ عليهم فاشقق عليه ، ومن ولي من أمر أمتي شيئا فرفق بهم فارفق به ) رواه مسلم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء كلما هلك نبي خَلَفَه نبي ، وإنه لا نبي بعدي ، وسيكون بعدي خلفاءُ فيكثرون ، قالوا يا رسول الله : فما تأمرنا ؟ قال: أوفوا ببيعة الأول فالأول ، ثم أعطوهم حقهم ، واسألوا الله الذي لكم ، فإن الله سائلهم عما استرعاهم ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلّف الحافظ النّووي في *رياض الصّالحين ، في باب أمر ولاة الأمور بالرفق واللين ورعاية مصالح من استرعاهم الله عليهم، قال في سياق الأحاديث : ما نقله عن عائشة رضي الله عنها قالت: ( سمعت النبي صلى الله عليه وآله وسلم في بيتي هذا يقول: اللهم من ولي من أمر أمّتي شيئًا فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمّتي شيئا فشقّ عليهم فاشقق عليه ) : وهذا دعاء من النبيّ صلى الله عليه وآله وسلّم على مَن تولّى أمور المسلمين الخاصّ والعامّ، حتى الإنسان يتولّى أمر بيته، وحتى مدير المدرسة يتولّى أمر المدرسة، وحتى المدرّس يتولى أمر الفصل، وحتى الإمام يتولّى أمر المسجد، ولهذا قال: ( مَن وَلِي مِن أمر أمّتي شيئًا ) وشيئًا نكرة في سياق الشّرط، وقد ذكر علماء الأصول أن النكرة في سياق الشّرط تفيد العموم، أي شيء يكون، فرفق بهم فارفق به، ولكن ما معنى الرّفق؟
قد يظنّ بعض الناس أنّ معنى الرّفق : أن تأتي للناس على ما يشتهون ويريدون، وليس الأمر كذلك، بل الرّفق أن تسير بالناس حسب أمر الله ورسوله، ولكن تسلك أقرب الطّرق وأرفق الطرق بالناس، ولا تشقّ عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله، فإن شققت عليهم في شيء ليس عليه أمر الله ورسوله فإنك تدخل في الطرف الثاني من الحديث : أن الله يشقّ عليك والعياذ بالله ، يشق عليك إما بآفات في بدنه، أو في قلبه، أو في صدره، أو في أهله، أو في غير ذلك لأن الحديث مطلق، ( فاشقق عليه ) : بأيّ شيء يكون ، وربّما لا يظهر للناس المشقّة قد يكون في قلبه نار تلظّى والناس لا يعلمون، لكن نحن نعلم أنه إذا شقّ على الأمّة بما لم ينزّل به الله سلطانًا فإنه مستحقّ لهذه الدّعوة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم.
أما الحديث الثاني : فإن النبيّ عليه الصّلاة والسّلام أخبر بأنّ بني إسرائيل تسوسهم الأنبياء : أي تبعث بهم الأنبياء فيصلحون مِن أحوالهم ، وإنه لا نبيّ بعدي : فإن النبي صلى الله عليه وسلم خاتم النّبيين بالنّصّ والإجماع كما قال تعالى: (( ما كان محمّد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النّبيين )) ، ولهذا من ادّعى النّبوّة بعده فهو كافر مرتدّ يجب قتله ، ومن صدّق من ادّعى النّبوّة بعده فهو كاذب مرتدّ يجب قتله إلاّ أن يتوب ، فالنّبي عليه الصّلاة والسّلام هو خاتم الأنبياء، ولكن جعل الله له خلفاء، خلفاء في العلم وخلفاء في السّلطة والمراد بالحديث، المراد بالخلفاء في هذا الحديث : خلفاء السّلطة ولهذا قال : ( سيكون خلفاء ويكثرون، قالوا: يا رسول الله -يعني من نفي ببيعته؟- قال: الأوّل فالأوّل ) : فإذا بايعوا الخليفة وجب عليهم أن يبقوا على بيعتهم وأن ينبذوا من أراد الخلافة وهو حيّ ، وأن يعينوا الخليفة الأول على من أراد الخلافة في حياة الأول ، لأن كلّ من نازع السّلطان في سلطانه فإنه يجب أن يقاتل حتى تكون الأمّة واحدة ، فإن الناس لو تركوا فوضى وصار كل من لا يريد هذا السّلطان يذهب ويتّخذ له حزبا يقاتل به السلطان فسدت الأمور .
وفي آخر الحديث أن النبي صلى الله عليه وآله وسلّم حمّل هؤلاء الخلفاء ما عليهم ، وأمرنا نحن أن نوفيَ لهم بحقّهم وأن نسأل الله الذي لنا، لا نقول : هؤلاء ظلموا، هؤلاء جاروا، هؤلاء لم يقوموا بالعدل، ثمّ ننابذهم ولا نطيعهم فيما أمر الله به، لا، هذا لا يجوز، يجب أن نوفي لهم بالحقّ وأن نسأل الله الحق الذي لنا ، كالإنسان الذي له قريب إذا قطعك فصله واسأل الله الذي لك، أما أن تقول: لا أصل إلاّ من وصلني أو لا أطيع من السلطان إلاّ من لا يظلم ولا يستأثر بالمال ولا غيره فهذا خطأ، أنت قم بما يجب عليك، واسأل الله الذي لك، وفي قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم : ( تسوسهم الأنبياء ) : دليل على أنّ الدين الإسلامي ، بل على أن دين الله وهو دين الإسلام في كلّ مكان وفي كلّ زمان هو السّياسة، هو السّياسة الحقيقية النافعة ، وليست السّياسة التي يفرضها أعداء الإسلام من الكفار، السّياسة الحقيقة ما جاء في شرع الله، ولهذا نقول : " إن الإسلام شريعة وسياسة ومن فرّق بين السّياسة والشّريعة فقد ضلّ " ، ففي الإسلام سياسة الخلق مع الله وبيان العبادات، سياسة الإنسان مع أهله، مع جيرانه، مع أقاربه، مع أصحابه، مع تلاميذه، مع معلّميه، مع كلّ أحد، كلّ له سياسة تخصّه، سياسة مع الأعداء الكفار ما بين حربيين، ومعاهدين، ومستأمنين، وذمّيين، وكلّ طائفة قد بيّن الإسلام حقوقهم وأمر أن نسلك بهم كما يجب، فمثلا الحربيّون حربيون نحاربهم ودماؤهم حلال لنا وأموالهم حلال لنا، وأراضيهم حلال لنا، والمستأمنون يجب أن نؤمّنهم : (( وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه )) ، والمعاهدون يجب أن يوفى لهم بعهدهم ، ثمّ إما أن نطمئن إليهم، أو نخاف منهم، أو ينقضوا العهد، ثلاث حالات كلّها مبيّنة في القرآن: إن اطمأننا إليهم وجب أن نفي لهم بعهدهم، وإن خفناهم فقد قال الله تعالى: (( وإما تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين )) : قل لهم : ما بيننا عهد إذا خفت ، ولا تنقض العهد بدون أن تخبرهم ، والثالث : الذين نقضوا العهد : (( فقاتلوا أئمّة الكفر إنهم لا أيمان لهم لعلّهم ينتهون )) ، إذا نقضوا العهد فلا أيمان لهم ولا عهد لهم .
فالمهم أن الدّين دين الله، وأن الدين سياسة: سياسة شرعيّة، سياسة اجتماعية، سياسة مع الأجانب، ومع المسالمين، مع كل أحد، ومن فصل الدين عن السّياسة فقد ضلّ، فهو بين أمرين: إما جاهل بالدّين ولا يعرف، ويظنّ أن الدّين عبادات بين الإنسان وبين ربّه، وحقوق شخصية وما أشبه ذلك، يظن هذا هو الدّين.
أو أنه قد بهره الكفرة وما هم عليه من القوة المادية فظنّ أنهم هم المصيبون، وأما من عرف الإسلام حقّ المعرفة عرف أنه شريعة وسياسة، والله الموفّق.