شرح قول الإمام النووي رحمه الله تعالى فيما نقله : " ... باب الوالي العادل . قال الله تعالى: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )) وقال تعالى (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )) . وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل وشاب نشأ في عبادة الله تعالى ورجل معلق قلبه في المساجد ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خاليا ففاضت عيناه ) متفق عليه ... " . حفظ
القارئ : الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال رحمه الله تعالى : " باب الوالي العادل :
قال الله تعالى: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون )).
وقال تعالى: (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )).
وأما الأحاديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشابٌ نشأ في عبادة الله تعالى، ورجلٌ معلق قلبه في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله تعالى- في كتاب *رياض الصالحين : " باب الوالي العادل " : الوالي هو من يتولّى أمرًا من أمور المسلمين الخاصّة أو العامّة حتى الرّجل في أهل بيته يعتبر واليًا عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرّجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيّته ) ، والعدل واجب حتى في معاملة الإنسان نفسه لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : ( إنّ لنفسك عليك حقّا، ولربّك عليك حقّا، ولأهلك عليك حقّا، ولزورِك عليك حقّا -أي الزائر لك- فأعط كلّ ذي حقّ حقّه ) : فالعدل واجب في كلّ شيء ، لكنّه في ولاّة الأمور أوكد وأولى وأعظم ، لأنّ خلاف العدل إذا وقع من ولاّة الأمور حصلت الفوضى والكراهة لوليّ الأمر حيث لم يعدل ، ولكن موقفنا نحو الإمام أو نحو الوالي الذي ليس بعادل أن نصبر ، نصبر على ظلمه ، وعلى جوره ، وعلى استئثاره ، حتى إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى الأنصار رضي الله عنهم ، وقال لهم : ( إنّكم ستلقون بعدي أثرة -يعني استئثارا عليكم- فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض ) : وذلك لأن منازعة وليّ الأمر يحصل بها الشّرّ والفساد الذي هو أعظم من جوره وظلمه ، ومعلوم أن العقل والشّرع ينهى عن ارتكاب أشدّ الضّررين ، ويأمر بارتكاب أخفّ الضّررين ، ثمّ ساق المؤلف -رحمه الله- آيات وأحاديث منها قوله تعالى: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )) : العدل واجب، والإحسان فضل وزيادة فهو سنّة.
قال رحمه الله تعالى : " باب الوالي العادل :
قال الله تعالى: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكّرون )).
وقال تعالى: (( وأقسطوا إن الله يحب المقسطين )).
وأما الأحاديث: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشابٌ نشأ في عبادة الله تعالى، ورجلٌ معلق قلبه في المساجد، ورجلان تحابّا في الله اجتمعا عليه وتفرّقا عليه، ورجلٌ دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال: إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه ) متفق عليه " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله تعالى- في كتاب *رياض الصالحين : " باب الوالي العادل " : الوالي هو من يتولّى أمرًا من أمور المسلمين الخاصّة أو العامّة حتى الرّجل في أهل بيته يعتبر واليًا عليهم لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( الرّجل راعٍ في أهله ومسؤول عن رعيّته ) ، والعدل واجب حتى في معاملة الإنسان نفسه لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلّم : ( إنّ لنفسك عليك حقّا، ولربّك عليك حقّا، ولأهلك عليك حقّا، ولزورِك عليك حقّا -أي الزائر لك- فأعط كلّ ذي حقّ حقّه ) : فالعدل واجب في كلّ شيء ، لكنّه في ولاّة الأمور أوكد وأولى وأعظم ، لأنّ خلاف العدل إذا وقع من ولاّة الأمور حصلت الفوضى والكراهة لوليّ الأمر حيث لم يعدل ، ولكن موقفنا نحو الإمام أو نحو الوالي الذي ليس بعادل أن نصبر ، نصبر على ظلمه ، وعلى جوره ، وعلى استئثاره ، حتى إنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أوصى الأنصار رضي الله عنهم ، وقال لهم : ( إنّكم ستلقون بعدي أثرة -يعني استئثارا عليكم- فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض ) : وذلك لأن منازعة وليّ الأمر يحصل بها الشّرّ والفساد الذي هو أعظم من جوره وظلمه ، ومعلوم أن العقل والشّرع ينهى عن ارتكاب أشدّ الضّررين ، ويأمر بارتكاب أخفّ الضّررين ، ثمّ ساق المؤلف -رحمه الله- آيات وأحاديث منها قوله تعالى: (( إن الله يأمر بالعدل والإحسان )) : العدل واجب، والإحسان فضل وزيادة فهو سنّة.