باب حفظ السر : قال الله تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد مسؤولا )). حفظ
القارئ : قال -رحمه الله تعالى- : " باب حفظ السر :
قال الله تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولًا )).
وأما الأحاديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله- في كتابه *رياض الصّالحين: " باب حفظ السّرّ " : السّرّ هو الذي يقع خفية بينك وبين صاحبك، ولا يحل لك أن تفضي هذا السّرّ، أو أن تبيّنه لأحد، سواء قال لك: لا تبيّنه لأحد، أو عُلم بالقرينة الفعليّة أنه لا يحبّ أن يطّلع عليه أحد، أو علم بالقرينة الحاليّة أنه لا يحبّ أن يطّلع عليه أحد.
مثال الأوّل، اللفظ: أن يحدّك بحديث ثمّ يقول لا تخبر أحدًا، هو معك أمانة لا تعلمه.
ومثال الثاني: أن يحدّثك وهو في حال تحديثك إياه يلتفت يخشى أنّ أحدا يسمع، لأن معنى التفاته أنّه لا يحبّ أن يطّلع عليه أحد.
ومثال الثالث: القرينة الحاليّة: أن يكون هذا الذي أخبرك به أو حدّثك به من الأمور التي يستحيى من ذكرها أو يخشى من ذكرها، أو ما أشبه ذلك، فلا يحلّ لك أن تبيّن وتبدي هذا السّرّ، ثمّ استدلّ المؤلف رحمه الله لذلك بقوله تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً )): يعني إذا عاهدتم على شيء بلسان الحال أو بلسان المقال فإنه يجب عليكم أن توفوا بالعهد، ومن العهود الشّروط التي تقع بين الناس في البيع والشّراء والإجارة والإستئجار والرّهن وغير ذلك، فإن هذه الشّروط مِن العهد، وكذلك ما يجري بين المسلمين والكفّار من العهد فإنه يجب على المسلمين أن يوفوا به، والمعاهدون من الكفّار بيّن الله في سورة التّوبة أنّهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
قسم لا يزالون يوفون بالعهد، فهؤلاء يجب أن نوفي بعهدهم.
وقسم ثاني نقضوا العهد، فهؤلاء لا عهد بيننا وبينهم لأنهم نقضوا العهد، قال الله تعالى: (( ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرّسول وهم بدؤوكم أوّل مرّة )).
وقسم ثالث: لم ينقضوا العهد ولم يتبيّن لنا أنّهم سيستمرّون في الوفاء به، بل نخاف منهم أن يخونوا وينقضوا العهد، فهؤلاء قال الله فيهم: (( وإمّا تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء )): يعني قل لهم إنّه لا عهد لنا بيننا وبينكم، حتى يكون الأمر صريحاً، فالمهمّ أن جميع ما يشترط بين النّاس فإنّه من العهود.
ومن ذلك التزام الموظّفين بأداء عملهم، فإنّ الموظّف قد التزم بالشّروط التي تشترطها الحكومة للموظّفين من الحضور للدوام، وعدم الخروج إلاّ بعد انتهاء الدّوام، والنّصح في العمل، وما أشبه ذلك مما هو معروف في ديوان الخدمة، فالواجب الوفاء بهذه العهود، وإلاّ فاترك الوظيفة وكن حرّا فيما تعمل، لأن الوظيفة لم يلزموك بها، لكن أنت الذي أتيت وتوظّفت فيجب أن تلتزم بما تقتضيه شروط هذه الوظيفة من كلّ شيء وإلا فدعها وكن حرّاً فيما تريد ولا أحد يحاسبك إلاّ الله عزّ وجلّ.
قال الله تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولًا )).
وأما الأحاديث: عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إنَّ من أشر الناس عند الله منزلة يوم القيامة الرجل يُفضي إلى المرأة وتفضي إليه ثم ينشر سرها ) رواه مسلم " .
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال النووي -رحمه الله- في كتابه *رياض الصّالحين: " باب حفظ السّرّ " : السّرّ هو الذي يقع خفية بينك وبين صاحبك، ولا يحل لك أن تفضي هذا السّرّ، أو أن تبيّنه لأحد، سواء قال لك: لا تبيّنه لأحد، أو عُلم بالقرينة الفعليّة أنه لا يحبّ أن يطّلع عليه أحد، أو علم بالقرينة الحاليّة أنه لا يحبّ أن يطّلع عليه أحد.
مثال الأوّل، اللفظ: أن يحدّك بحديث ثمّ يقول لا تخبر أحدًا، هو معك أمانة لا تعلمه.
ومثال الثاني: أن يحدّثك وهو في حال تحديثك إياه يلتفت يخشى أنّ أحدا يسمع، لأن معنى التفاته أنّه لا يحبّ أن يطّلع عليه أحد.
ومثال الثالث: القرينة الحاليّة: أن يكون هذا الذي أخبرك به أو حدّثك به من الأمور التي يستحيى من ذكرها أو يخشى من ذكرها، أو ما أشبه ذلك، فلا يحلّ لك أن تبيّن وتبدي هذا السّرّ، ثمّ استدلّ المؤلف رحمه الله لذلك بقوله تعالى: (( وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولاً )): يعني إذا عاهدتم على شيء بلسان الحال أو بلسان المقال فإنه يجب عليكم أن توفوا بالعهد، ومن العهود الشّروط التي تقع بين الناس في البيع والشّراء والإجارة والإستئجار والرّهن وغير ذلك، فإن هذه الشّروط مِن العهد، وكذلك ما يجري بين المسلمين والكفّار من العهد فإنه يجب على المسلمين أن يوفوا به، والمعاهدون من الكفّار بيّن الله في سورة التّوبة أنّهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:
قسم لا يزالون يوفون بالعهد، فهؤلاء يجب أن نوفي بعهدهم.
وقسم ثاني نقضوا العهد، فهؤلاء لا عهد بيننا وبينهم لأنهم نقضوا العهد، قال الله تعالى: (( ألا تقاتلون قوما نكثوا أيمانهم وهمّوا بإخراج الرّسول وهم بدؤوكم أوّل مرّة )).
وقسم ثالث: لم ينقضوا العهد ولم يتبيّن لنا أنّهم سيستمرّون في الوفاء به، بل نخاف منهم أن يخونوا وينقضوا العهد، فهؤلاء قال الله فيهم: (( وإمّا تخافنّ من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء )): يعني قل لهم إنّه لا عهد لنا بيننا وبينكم، حتى يكون الأمر صريحاً، فالمهمّ أن جميع ما يشترط بين النّاس فإنّه من العهود.
ومن ذلك التزام الموظّفين بأداء عملهم، فإنّ الموظّف قد التزم بالشّروط التي تشترطها الحكومة للموظّفين من الحضور للدوام، وعدم الخروج إلاّ بعد انتهاء الدّوام، والنّصح في العمل، وما أشبه ذلك مما هو معروف في ديوان الخدمة، فالواجب الوفاء بهذه العهود، وإلاّ فاترك الوظيفة وكن حرّا فيما تعمل، لأن الوظيفة لم يلزموك بها، لكن أنت الذي أتيت وتوظّفت فيجب أن تلتزم بما تقتضيه شروط هذه الوظيفة من كلّ شيء وإلا فدعها وكن حرّاً فيما تريد ولا أحد يحاسبك إلاّ الله عزّ وجلّ.