باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء : قال الله تعالى: (( واخفض جناحك للمؤمنين )) . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله ربّ العالمين، والصّلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب طيب الكلام وطلاقة الوجه عند اللقاء :
قال الله تعالى: (( واخفض جناحك للمؤمنين )).
وقال تعالى: (( ولو كنت فظّاً غليظ القلب لانفضوا من حولك )).
وأما الأحاديث: عن عَدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اتقوا النار ولو بشق تمرة ، فمن لم يجد فبكلمة طيبة ) متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( والكلمة الطيبة صدقة ) متفق عليه.
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق ) رواه مسلم "
.
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف -رحمه الله تعالى- في كتاب *رياض الصالحين : " باب استحباب طلاقة الوجه " : يعني عند اللّقاء، إذا لاقى الإنسان أخاه فإنه ينبغي له أن يلاقيه بالبُشر وطلاقة الوجه وحسن المنطق، لأن هذا من خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولا يعدّ هذا تنزّلا من الإنسان ولكنّه رفعة للإنسان وأجر له عندّ الله عزّ وجلّ ، واتّباع لسنّة النبيّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلّم كان دائم البُشر، كثير التبسّم صلوات الله وسلامه عليه .
فالإنسان ينبغي له أن يلقى أخاه بوجه طلق ، وبكلمة طيّبة ، لينال بذلك الأجر والمحبّة والإِلفة والبعد عن التّكبّر والترفّع على عباد الله .
ثمّ ذكر المؤلف آيات منها قوله تعالى: (( واخفض جناحك للمؤمنين )). اخفض جناحك : يعني تنازل وتواضع للمؤمنين ، لأنّ المؤمن أهل لأن يتواضع له ، أما الكفّار فقد قال الله تعالى: (( يا أيها النبيّ جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنّم وبئس المصير )) ، لكن الذي يتلقّى بالبشر وطلاقة الوجه هو المؤمن ، أما الكافر فإن كان يرجى إسلامه إذا عاملناه بطلاقة الوجه والبُشر فإننا نعامله بذلك رجاء إسلامه وانتفاعه بهذا اللقاء ، وأما إذا كان هذا التواضع وطلاقة الوجه لا يزيده إلاّ تعاليًا على المسلم وترفّعًا عليه ، فإنه لا يقابل بذلك ، ثمّ إن طلاقة الوجه توجب سرور صاحبها لأنه يفرّق بين شخص يلقاك بوجه معبّس ، وشخص يلقاك بوجه منطلق.