باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك. عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا. رواه البخاري. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك :
عن أنس رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا ) رواه البخاري.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان كلام رسول الله كلامًا فصلًا يفهمه كل من يسمعه ) رواه أبو داود ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف النّووي -رحمه الله- في كتاب *رياض الصالحين : " باب استحباب إيضاح الكلام وتكراره حتى يفهم عنه " : يعني ينبغي للإنسان إذا تكلّم وخاطب الناس أن يكلّمهم بكلام بيّن ، لا يستعجل في إلقاء الكلمات ولا يدغم شيئا ولكن يكون كلامه فصلا بيّنا واضحا حتى يفهم المخاطب بدون مشقة وبدون كلفة، بعض الناس تجده يسرع في الكلام ويغمغم في الكلام ، حتى إن الإنسان يحتاج لأن يقول ماذا تقول؟ وش تقول؟ علّمني وما أشبه ذلك، هذا خلاف السّنّة، السّنّة أن يكون الكلام بيّنا واضحًا يفهمه المخاطب وليس من الواجب أن يكون باللغة الفصحى ، بل ولا من المستحبّ إذا كان الناس ينتقدون ذلك ويرونه من باب التنطّع ، إنّما يخاطب الناس بلسانه ولكن ليكن كلامه بيّنا واضحا كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم كان إذا تكلّم بالكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه ) فقوله: " حتى تفهم عنه " : يدلّ على أنها إذا فهمت بدون تكرار فإنه لا يكرّرها ، وهذا هو الواقع ، فإن الرسول عليه الصّلاة والسّلام نسمع عنه أحاديث كثيرة يقولها في خطبه وفي مجتمعاته ولا يكرّر ذلك ، لكن إذا لم يفهم الإنسان بأن كان لا يعرف المعنى جيّدا فتكرّر عليه حتى يفهم، أو كان سمعه ثقيلا لا يسمع ، أو كان هناك ضجّة حولكم لا يسمع، فهنا يستحبّ أن تكرّر حتى يفهم عنك.
( وكان إذا سلّم على قوم سلّم عليهم ثلاثا ) يعني أنه لا يكرّر أكثر من ثلاثة، يسلّم مرّة، فإذا لم يجب سلّم الثانية، فإذا لم يجب سلّم الثالثة، فإذا لم يجب ترك. وكذلك في الإستئذان : كان صلى الله عليه وآله وسلّم يستأذن ثلاثا، يعني إذا جاء الإنسان يستأذن على بيته يدق عليه الباب ثلاث مرّات ، إذا لم يجب انصرف، فهذا من سنّته عليه الصّلاة والسّلام : أن يكرّر الأمور ثلاثا ثمّ ينتهي، وهل مثل ذلك الزّهم ، إذا رنّ جرس التلفون ثلاث مرّات أغلقته؟ يحتمل أن يكون من هذا الباب ، وأنك إذا زهمت على إنسان ودقّ الجرس ثلاث مرّات وأنت تسمعه ولم يجب فأنت في حلّ إذا أقفلت التلفون، ويحتمل أن يقال إن التّلفون أبقه حتى تيأس من أهل البيت ، لأنهم ربّما لا يكونون حول التلفون عند زهمه ، ربّما يكون في طرف المكان ويحتاج إلى خطوات والتلفون يسرع في تكرار الصوت ، فلهذا ربّما يقال : إنه يقيّد بالثلاث وربّما يقال : إنه يقيّد بحيث تيأس من الإجابة ، وأن هذا إذا رنّ ورنّ مرات متعدّدة ولم يجب فقد أيست وتغلق التلفون.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه أجمعين :
قال -رحمه الله تعالى- : " باب استحباب بيان الكلام وإيضاحه للمخاطب وتكريره ليفهم إذا لم يفهم إلا بذلك :
عن أنس رضي الله عنه: ( أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً حتى تفهم عنه، وإذا أتى على قوم فسلم عليهم سلم عليهم ثلاثا ) رواه البخاري.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ( كان كلام رسول الله كلامًا فصلًا يفهمه كل من يسمعه ) رواه أبو داود ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم :
قال المؤلف النّووي -رحمه الله- في كتاب *رياض الصالحين : " باب استحباب إيضاح الكلام وتكراره حتى يفهم عنه " : يعني ينبغي للإنسان إذا تكلّم وخاطب الناس أن يكلّمهم بكلام بيّن ، لا يستعجل في إلقاء الكلمات ولا يدغم شيئا ولكن يكون كلامه فصلا بيّنا واضحا حتى يفهم المخاطب بدون مشقة وبدون كلفة، بعض الناس تجده يسرع في الكلام ويغمغم في الكلام ، حتى إن الإنسان يحتاج لأن يقول ماذا تقول؟ وش تقول؟ علّمني وما أشبه ذلك، هذا خلاف السّنّة، السّنّة أن يكون الكلام بيّنا واضحًا يفهمه المخاطب وليس من الواجب أن يكون باللغة الفصحى ، بل ولا من المستحبّ إذا كان الناس ينتقدون ذلك ويرونه من باب التنطّع ، إنّما يخاطب الناس بلسانه ولكن ليكن كلامه بيّنا واضحا كما في حديث أنس بن مالك رضي الله عنه : ( أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلّم كان إذا تكلّم بالكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه ) فقوله: " حتى تفهم عنه " : يدلّ على أنها إذا فهمت بدون تكرار فإنه لا يكرّرها ، وهذا هو الواقع ، فإن الرسول عليه الصّلاة والسّلام نسمع عنه أحاديث كثيرة يقولها في خطبه وفي مجتمعاته ولا يكرّر ذلك ، لكن إذا لم يفهم الإنسان بأن كان لا يعرف المعنى جيّدا فتكرّر عليه حتى يفهم، أو كان سمعه ثقيلا لا يسمع ، أو كان هناك ضجّة حولكم لا يسمع، فهنا يستحبّ أن تكرّر حتى يفهم عنك.
( وكان إذا سلّم على قوم سلّم عليهم ثلاثا ) يعني أنه لا يكرّر أكثر من ثلاثة، يسلّم مرّة، فإذا لم يجب سلّم الثانية، فإذا لم يجب سلّم الثالثة، فإذا لم يجب ترك. وكذلك في الإستئذان : كان صلى الله عليه وآله وسلّم يستأذن ثلاثا، يعني إذا جاء الإنسان يستأذن على بيته يدق عليه الباب ثلاث مرّات ، إذا لم يجب انصرف، فهذا من سنّته عليه الصّلاة والسّلام : أن يكرّر الأمور ثلاثا ثمّ ينتهي، وهل مثل ذلك الزّهم ، إذا رنّ جرس التلفون ثلاث مرّات أغلقته؟ يحتمل أن يكون من هذا الباب ، وأنك إذا زهمت على إنسان ودقّ الجرس ثلاث مرّات وأنت تسمعه ولم يجب فأنت في حلّ إذا أقفلت التلفون، ويحتمل أن يقال إن التّلفون أبقه حتى تيأس من أهل البيت ، لأنهم ربّما لا يكونون حول التلفون عند زهمه ، ربّما يكون في طرف المكان ويحتاج إلى خطوات والتلفون يسرع في تكرار الصوت ، فلهذا ربّما يقال : إنه يقيّد بالثلاث وربّما يقال : إنه يقيّد بحيث تيأس من الإجابة ، وأن هذا إذا رنّ ورنّ مرات متعدّدة ولم يجب فقد أيست وتغلق التلفون.