باب الوقار والسكينة : قال الله تعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )) . حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الوقار والسكينة، قال الله تعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قط ضاحكًا حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب الوقار والسكينة "، الوقار هو هيئة يتصف بها العبد يكون وقورًا بحيث إذا رآه من يراه يحترمه ويعظمه، والسكينة هي عدم الحركة الكثيرة وعدم الطيش، بل يكون ساكنًا في قلبه في جوارحه في مقاله، ولاشك أن هذين الوصفين الوقار والسكينة أنهما من خير الخصال التي يمنّ الله بها على العبد، لأن ضد ذلك أن يكون الإنسان لا شخصية له ولا هيبة له وليس وقورًا، بل هو هيّن قد وضع نفسه ونزلها، وكذلك السكينة ضدها أن يكون الإنسان كثير الحركات كثير التلفت لا يرى عليه أثر في سكينة قلبه ولا قوله ولا فعله، فإذا منّ الله على العبد بذلك فإنه ينال بذلك خلقين كريمين، ومن ضد ذلك العجلة أن يكون الإنسان عجولًا لا يتحرى ولا يتأنى ليس له هم إلا القيل والقال الذين نهى عنهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ( كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ) فإذا كان الإنسان ليس متأنيًا ولا متثبتًا في الأمور حصل منه زلل كثير وصار الناس لا يثقون بقوله وصار عند الناس من القوم الذين يرد حديثهم ولا ينتفع به، ثم استشهد المؤلف بقول الله تبارك وتعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) عباد الرحمن الذين منّ الله عليهم بالرحمة ووفقهم للخير هم الذين يمشون على الأرض هونًا يعني إذا رأيتهم رأيت رجلًا في مشيته وقار بدون أن يعجّل عجلة تقبح (( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) يعني قالوا قولًا يسلمون به من شرهم، وليس المعنى أنهم يقولون سلام لا إذا خاطبه الجاهل قال قولًا يسلم به من شره، إما أن يدافعه بالتي هي أحسن وإما أن يسكت إذا رأى السكوت خيرًا، المهم أنه يقول قولًا يسلم به، لأن الجاهل مشكل إن خاصمته أو جادلته فربما يبدر منه كلام سيء عليك وربما يبدر منه كلام سيء على ما تدعو إليه من الخير فيسب الدين والعياذ بالله وما أشبه ذلك، فلهذا من توفيق عباد الرحمن أنهم إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا يعني قالوا قولًا يسلمون به ولا يحصل لهم به إثم، وكذلك من أوصافهم ما ذكره في آخر الآيات (( والذين لا يشهدون الزور )) يعني: لا يشهدون القول الكذب ولا الفعل القبيح وإذا مروا باللغو الذي ليس فيه خير ولا شر مروا كرامًا، أي سالمين منه، وذلك أن الأشياء إما خير وإما شر وإما لغو، فالشر لا يشهدونه، واللغو يسلمون منه يمرون به كرامًا والخير يرتعون فيه.
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الوقار والسكينة، قال الله تعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) وعن عائشة رضي الله عنها قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعًا قط ضاحكًا حتى ترى منه لهواته، إنما كان يتبسم متفق عليه ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
قال المؤلف النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين: " باب الوقار والسكينة "، الوقار هو هيئة يتصف بها العبد يكون وقورًا بحيث إذا رآه من يراه يحترمه ويعظمه، والسكينة هي عدم الحركة الكثيرة وعدم الطيش، بل يكون ساكنًا في قلبه في جوارحه في مقاله، ولاشك أن هذين الوصفين الوقار والسكينة أنهما من خير الخصال التي يمنّ الله بها على العبد، لأن ضد ذلك أن يكون الإنسان لا شخصية له ولا هيبة له وليس وقورًا، بل هو هيّن قد وضع نفسه ونزلها، وكذلك السكينة ضدها أن يكون الإنسان كثير الحركات كثير التلفت لا يرى عليه أثر في سكينة قلبه ولا قوله ولا فعله، فإذا منّ الله على العبد بذلك فإنه ينال بذلك خلقين كريمين، ومن ضد ذلك العجلة أن يكون الإنسان عجولًا لا يتحرى ولا يتأنى ليس له هم إلا القيل والقال الذين نهى عنهما رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقال: ( كان ينهى عن قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال ) فإذا كان الإنسان ليس متأنيًا ولا متثبتًا في الأمور حصل منه زلل كثير وصار الناس لا يثقون بقوله وصار عند الناس من القوم الذين يرد حديثهم ولا ينتفع به، ثم استشهد المؤلف بقول الله تبارك وتعالى: (( وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) عباد الرحمن الذين منّ الله عليهم بالرحمة ووفقهم للخير هم الذين يمشون على الأرض هونًا يعني إذا رأيتهم رأيت رجلًا في مشيته وقار بدون أن يعجّل عجلة تقبح (( وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا )) يعني قالوا قولًا يسلمون به من شرهم، وليس المعنى أنهم يقولون سلام لا إذا خاطبه الجاهل قال قولًا يسلم به من شره، إما أن يدافعه بالتي هي أحسن وإما أن يسكت إذا رأى السكوت خيرًا، المهم أنه يقول قولًا يسلم به، لأن الجاهل مشكل إن خاصمته أو جادلته فربما يبدر منه كلام سيء عليك وربما يبدر منه كلام سيء على ما تدعو إليه من الخير فيسب الدين والعياذ بالله وما أشبه ذلك، فلهذا من توفيق عباد الرحمن أنهم إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا يعني قالوا قولًا يسلمون به ولا يحصل لهم به إثم، وكذلك من أوصافهم ما ذكره في آخر الآيات (( والذين لا يشهدون الزور )) يعني: لا يشهدون القول الكذب ولا الفعل القبيح وإذا مروا باللغو الذي ليس فيه خير ولا شر مروا كرامًا، أي سالمين منه، وذلك أن الأشياء إما خير وإما شر وإما لغو، فالشر لا يشهدونه، واللغو يسلمون منه يمرون به كرامًا والخير يرتعون فيه.