شرح حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة، فلا تأتوها وأنتم تسعون، وأتوها وأنتم تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا ). متفق عليه. زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ). حفظ
الشيخ : ثم ذكر حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا سمعتم الإقامة فلا تأتوا إلى الصلاة وأنتم تسعون ) يعني: إذا سمعتم الإقامة من خارج المسجد، وهذا يدل على أن الإقامة تسمع من خارج المسجد وهو الظاهر، وقد جاء بالحديث أن بلالًا قال للنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: " لا تسبقني بآمين " مما يدل على أنه يقيم في مكان يسمعه الناس فيقول النبي عليه الصلاة والسلام: ( ائتوا إلى الصلاة وأنتم تمشون وعليكم السكينة ) تمشون مشيًا عاديًّا وعليكم بالسكينة، وفي قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( وأنتم تمشون ) دليل على أنه يمشي مشيًا معتادًا وأنه لا يقارب الخطا كما استحبه بعض أهل العلم، فإن قول النبي عليه الصلاة والسلام: ( لم يخطُ خطوة إلا رفع الله له بها درجة ) لا يعني أنه يقارب الخطا لكن يمشي مشيه المعتاد بدون إسراع، فإذا أتى الإنسان على هذا الوجه فقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: ( فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) إلا أن أهل العلم قالوا إذا خشي فوات الركعة يعني فوات الركوع فلا بأس أن يسرع قليلًا سرعة لا تكون سرعة قبيحة فإنه لا بأس بذلك، لكن لا ينبغي أن تكون سرعة تقبح يكون لها جلبة وصوت، يستفاد من هذا الحديث فوائد منها: تعظيم شأن الصلاة وأن الإنسان ينبغي أن يأتي إليها بأدب وخشوع وسكينة ووقار، ومنها: أنه لا بأس أن تسمع الإقامة من خارج المسجد وعلى هذا فإذا أقام المؤذن بالميكرفون ليسمع من كان خارج المسجد فلا بأس، وإن كان بعض الناس قد اعترض على هذا وقال إنه إذا أقام من خارج المسجد تكاسل الناس وصاروا لا يحضرون إلا إذا سمعوا الإقامة وربما تفوتهم الركعة الأولى أو يفوتهم أكثر حسب قربهم من المسجد وبعدهم منه، ولكن ما دام الأمر قد صار مثله في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام وأن الإقامة تسمع من الخارج فإنه نرى أنه لا بأس به، لكن الشيء الذي يخشى منه الإثم ما يفعله بعض الناس فينقل الصلاة نفسها عبر الميكرفون من المنارة فإن هذا يشوش على من حوله لاسيما في صلاة الليل في الصلاة الجهرية يشوش على أهل البيوت ويشوش على المساجد القريبة، حتى إننا سمعنا بعض الناس إذا سمع الميكرفون من مسجد قريب وكان الإمام حسن الصوت والقراءة صار المأموم الذي في هذا المسجد يتابع بقلبه الإمام الذي في المسجد الثاني، حتى سمعنا أن بعضهم أمّن لما قال المساجد الثاني ولا الضالين قالوا هؤلاء آمين وهذا ليس ببعيد، لأن القلب إذا انشغل بشيء أعرض عن غيره، فإذا كانوا يتابعون قراءة المسجد المجاور وكانت قراءة الإمام جيدة في الصوت والأداء فإن القلب قد يذهل عن الإمام الذي بين يديه، وقد ثبت في موطأ الإمام مالك رحمه الله أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم خرج ذات ليلة وأصحابه في المسجد يصلون ويجهرون بالقراءة فقال عليه الصلاة والسلام: ( لا يؤذين بعضكم بعضًا في القراءة ) فجعل هذا أذية ونهى عنه والواقع شاهد بذلك، ولهذا نحن نرى أن الذين يفعلون هذا يؤدون الصلاة من على المنارة عبر الميكرفون نرى أنهم إذا كانوا يؤذون من حولهم فهم آثمون، فإذا كان هذا العمل يكون فيه الإنسان إما آثم وإما سالم، فلا شك أن تركه أولى وهو في الحقيقة لا فائدة منه، هل الإنسان يصلي إلى من كان خارج المسجد يصلي إلى أهل المسجد أما الذين في الخارج ما عليك منهم، ثم فيه أيضًا مفسدة وهو أنه إذا كان الإنسان كسول قال هذا توهم في أول ركعة انتظر فينتظر للركعة الثانية أو الثالثة، أو يقول له الشيطان اجلس حتى لا يبقى إلا ركعة فيحرم من الخير، لهذا نوصي إخواننا ولاسيما الأئمة ألا يفعلوا ذلك وأن يسلموا تسلم ذممهم ويسلم إخوانهم من أذيتهم، حتى في المساء حتى في البيوت أيضًا ربما بعض الناس يكون مثلًا قد صلى ويحب أن ينام ويرتاح قد يكون مريضًا سهر الليل كله فيزعجه هذا الصوت، وقد يكون مثلًا المسجد قريبًا من السطوح في أيام القيظ وفيه صبيان يمكن يفزع إذا سمع الصوت، فالحاصل أن هذه المسألة ابتلي بها بعض الناس نسأل الله أن يعافينا وإياهم، وصاروا يؤذون من بجوارهم من المساجد أو البيوت في أمر لا فائدة منه، والله الموفق.
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) متفق عليه، زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال: ( أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) رواه البخاري، وروى مسلم بعضه ".
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
قال رحمه الله تعالى: " باب الندب إلى إتيان الصلاة والعلم ونحوهما من العبادات بالسكينة والوقار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها وأنتم تسعون وأتوها وأنتم تمشون وعليكم السكينة فما أدركتم فصلوا وما فاتكم فأتموا ) متفق عليه، زاد مسلم في رواية له: ( فإن أحدكم إذا كان يعمد إلى الصلاة فهو في صلاة ) وعن ابن عباس رضي الله عنهما أنه دفع مع النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة فسمع النبي صلى الله عليه وسلم وراءه زجرًا شديدًا وضربًا وصوتًا للإبل فأشار بسوطه إليهم وقال: ( أيها الناس عليكم بالسكينة فإن البر ليس بالإيضاع ) رواه البخاري، وروى مسلم بعضه ".