شرح حديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة، فأذن، وقال: ( لا تنسنا يا أخي من دعائك ). فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا. وفي رواية قال: ( أشركنا يا أخي في دعائك ). رواه أبو داود، والترمذي وقال: حديث حسن صحيح. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب وداع الصاحب وصيته عند فراقه للسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه " عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن وقال: ( لا تنسانا يا أخي من دعائك ) فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا، وفي رواية قال: ( أشركنا يا أخي في دعائك ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول للرجل إذا أراد سفرًا: ادن مني حتى أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول: ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن عبد الله بن يزيد الخطمي الصحابي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يودع الجيش يقول: ( أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم ) حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح، وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أريد سفرًا فزودني، فقال: ( زودك الله التقوى ) قال: زدني، قال: ( وغفر ذنبك ) قال: زدني، قال: ( ويسر لك الخير حيث ما كنت ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث ذكرها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين فيما يستحب من وداع الصاحب والدعاء له وطلب الدعاء منه، ذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أراد أن يعتمر فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له وقال: ( لا تنسنا يا أخي من دعائك ) وفي رواية: ( أشركنا يا أخي في دعائك ) وذكر أن الترمذي أخرجه وقال: إنه حسن صحيح، ولكن الحقيقة أنه ضعيف وأنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وطلب الدعاء من الغير ينقسم إلى أقسام: القسم الأول: أن يطلب من الغير الدعاء لصالح المسلمين أي لشيء عام فهذا لا بأس به، وقد دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وعلى آله سلم يخطب فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع يديه وقال: ( اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ) فأنشأ الله سحابة وانتشرت وتوسعت وأمطرت ولم ينزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر إلا والمطر يتحاذر من لحيته وبقي المطر أسبوعًا كاملًا، وفي الجمعة الثانية دخل رجل آخر أو الأول فقال: يا رسول الله غرق المال وتهدم البناء فادع الله يمسكها عنا، فرفع يديه وقال: ( اللهم حوالينا ولا علينا ) وجعل يشير إلى النواحي حوالينا ولا علينا فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت وتمايز السحاب حتى خرج الناس يمشون في الشمس، فإذا طلبت من شخص صالح مرجو الإجابة شيئًا عامًّا للمسلمين فهذا لا بأس به، لأنك لم تسأل لنفسك مثل ما لو أن فقيرًا جاء إليك يطلب منك الشفاعة إلى شخص ليعطيه أو مدينا جاء يطلب منك الشفاعة إلى شخص ليقضي دينه فشفعت فإن هذا لابأس به لأن المصلحة لغيرك، القسم الثاني: أن يطلب الدعاء من الرجل الصالح من أجل أن ينتفع الرجل بهذا الدعاء، ولا يهمه هو أن ينتفع لكن يحب من هذا الرجل الذي طلب منه الدعاء أن يلتفت إلى الله وأن يسأل الله عز وجل وأن يعلق قلبه بالله وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى سميع الدعاء، المهم أن يكون قصده مصلحة هذا الرجل فهذا لا بأس به أيضًا، لأنك لم تسأله لمحض نفعك ولكن لنفعه أيضا فهذا الرجل الصالح تريد أن يزداد خيرًا بدعاء الله عز وجل والتقرب إليه والأجر والثواب، القسم الثالث: أن يطلب الدعاء من الغير لمصلحة نفسه هو فهذا أجازه بعض العلماء وقال: لا بأس أن تطلب من الرجل الصالح أن يدعو لك، لكن شيخ الإسلام رحمه ابن تيمية يقول لا ينبغي إذا كان قصدك مصلحة نفسك فقط، لأن هذا قد يدخل في المسألة المذمومة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بايع أصحابه ألا يسألوا الناس شيئًا، ولأنه ربما يعتمد هذا السائل الذي سأل من غيره أن يدعو له يعتمد على دعاء هذا الغير وينسى أن يدعو هو لنفسه، يقول أنا قلت لفلان وهو رجل صالح ادع الله لي وإذا استجاب الله هذا الدعاء فهو كافٍ فيعتمد على غيره، ولأنه ربما يلحق المسؤول غرور في نفسه وأنه رجل صالح يطمح الناس إلى دعائه فيحصل في هذا ضرر على المسؤول وعلى كل حال هذا القسم الثالث مختلف فيه، فمن العلماء من قال لا بأس أن تقول للرجل الصالح يا فلان ادع الله لي ومنهم من قال لا ينبغي، والأحسن ألا تقول ذلك لأنه ربما يمن عليك بهذا وربما تذل أمامه بسؤاله، ثم إنك من الذي يحول بينك وبين ربك؟ أنت يا أخي ادع الله أنت بنفسك لنفسك لا أحد يحول بينك وبين الله، لماذا تذهب تفتقر إلى غيرك تقول ادع الله لي وأنت ليس بينك وبين ربك واسطة؟ قال الله تعالى: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) والله الموفق.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب وداع الصاحب وصيته عند فراقه للسفر وغيره والدعاء له وطلب الدعاء منه " عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استأذنت النبي صلى الله عليه وسلم في العمرة فأذن وقال: ( لا تنسانا يا أخي من دعائك ) فقال كلمة ما يسرني أن لي بها الدنيا، وفي رواية قال: ( أشركنا يا أخي في دعائك ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن سالم بن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان يقول للرجل إذا أراد سفرًا: ادن مني حتى أودعك كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يودعنا فيقول: ( أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن صحيح، وعن عبد الله بن يزيد الخطمي الصحابي رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يودع الجيش يقول: ( أستودع الله دينكم وأمانتكم وخواتيم أعمالكم ) حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح، وعن أنس رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أريد سفرًا فزودني، فقال: ( زودك الله التقوى ) قال: زدني، قال: ( وغفر ذنبك ) قال: زدني، قال: ( ويسر لك الخير حيث ما كنت ) رواه الترمذي وقال: حديث حسن ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث ذكرها النووي رحمه الله في كتابه رياض الصالحين فيما يستحب من وداع الصاحب والدعاء له وطلب الدعاء منه، ذكر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه أراد أن يعتمر فاستأذن النبي صلى الله عليه وسلم فأذن له وقال: ( لا تنسنا يا أخي من دعائك ) وفي رواية: ( أشركنا يا أخي في دعائك ) وذكر أن الترمذي أخرجه وقال: إنه حسن صحيح، ولكن الحقيقة أنه ضعيف وأنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وطلب الدعاء من الغير ينقسم إلى أقسام: القسم الأول: أن يطلب من الغير الدعاء لصالح المسلمين أي لشيء عام فهذا لا بأس به، وقد دخل رجل يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وعلى آله سلم يخطب فقال: يا رسول الله هلكت الأموال وانقطعت السبل فادع الله يغيثنا، فرفع يديه وقال: ( اللهم أغثنا، اللهم أغثنا، اللهم أغثنا ) فأنشأ الله سحابة وانتشرت وتوسعت وأمطرت ولم ينزل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من المنبر إلا والمطر يتحاذر من لحيته وبقي المطر أسبوعًا كاملًا، وفي الجمعة الثانية دخل رجل آخر أو الأول فقال: يا رسول الله غرق المال وتهدم البناء فادع الله يمسكها عنا، فرفع يديه وقال: ( اللهم حوالينا ولا علينا ) وجعل يشير إلى النواحي حوالينا ولا علينا فما يشير إلى ناحية إلا انفرجت وتمايز السحاب حتى خرج الناس يمشون في الشمس، فإذا طلبت من شخص صالح مرجو الإجابة شيئًا عامًّا للمسلمين فهذا لا بأس به، لأنك لم تسأل لنفسك مثل ما لو أن فقيرًا جاء إليك يطلب منك الشفاعة إلى شخص ليعطيه أو مدينا جاء يطلب منك الشفاعة إلى شخص ليقضي دينه فشفعت فإن هذا لابأس به لأن المصلحة لغيرك، القسم الثاني: أن يطلب الدعاء من الرجل الصالح من أجل أن ينتفع الرجل بهذا الدعاء، ولا يهمه هو أن ينتفع لكن يحب من هذا الرجل الذي طلب منه الدعاء أن يلتفت إلى الله وأن يسأل الله عز وجل وأن يعلق قلبه بالله وأن يعلم أن الله سبحانه وتعالى سميع الدعاء، المهم أن يكون قصده مصلحة هذا الرجل فهذا لا بأس به أيضًا، لأنك لم تسأله لمحض نفعك ولكن لنفعه أيضا فهذا الرجل الصالح تريد أن يزداد خيرًا بدعاء الله عز وجل والتقرب إليه والأجر والثواب، القسم الثالث: أن يطلب الدعاء من الغير لمصلحة نفسه هو فهذا أجازه بعض العلماء وقال: لا بأس أن تطلب من الرجل الصالح أن يدعو لك، لكن شيخ الإسلام رحمه ابن تيمية يقول لا ينبغي إذا كان قصدك مصلحة نفسك فقط، لأن هذا قد يدخل في المسألة المذمومة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم بايع أصحابه ألا يسألوا الناس شيئًا، ولأنه ربما يعتمد هذا السائل الذي سأل من غيره أن يدعو له يعتمد على دعاء هذا الغير وينسى أن يدعو هو لنفسه، يقول أنا قلت لفلان وهو رجل صالح ادع الله لي وإذا استجاب الله هذا الدعاء فهو كافٍ فيعتمد على غيره، ولأنه ربما يلحق المسؤول غرور في نفسه وأنه رجل صالح يطمح الناس إلى دعائه فيحصل في هذا ضرر على المسؤول وعلى كل حال هذا القسم الثالث مختلف فيه، فمن العلماء من قال لا بأس أن تقول للرجل الصالح يا فلان ادع الله لي ومنهم من قال لا ينبغي، والأحسن ألا تقول ذلك لأنه ربما يمن عليك بهذا وربما تذل أمامه بسؤاله، ثم إنك من الذي يحول بينك وبين ربك؟ أنت يا أخي ادع الله أنت بنفسك لنفسك لا أحد يحول بينك وبين الله، لماذا تذهب تفتقر إلى غيرك تقول ادع الله لي وأنت ليس بينك وبين ربك واسطة؟ قال الله تعالى: (( وقال ربكم ادعوني أستجب لكم )) والله الموفق.