تتمة تفسير قال الله تعالى: (( فأما من أوتي كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه )) ، وقال تعالى: (( فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة، وأصحاب المشئمة ما أصحاب المشئمة )). حفظ
الشيخ : فرحًا بها، وأما من أوتي كتابه بشماله فإنه على العكس من ذلك، يتمنى أنه لم يؤت الكتاب فضلًا عن أن يطلع عليه غيره، أما الآية الثانية التي ذكرها المؤلف فهي قوله تعالى: (( وأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة )) يعني (( وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة )) فذكر الله سبحانه وتعالى أن الناس يكونون يوم القيامة ثلاثة أقسام: أصحاب الميمنة، وأصحاب المشأمة، والسابقون، السابقون هم المقربون، وأصحاب الميمنة ناجون، وأصحاب المشأمة هالكون، فهم يوم القيامة ثلاثة أصناف، وهم كذلك عند خروج الروح من البدن ثلاث أصناف، ذكر الله في سورة الواقعة أحوالهم يوم القيامة وذكر في آخرها أحوالهم عند الاحتضار، فقال: (( فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم حينئذ تنظرون * ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون * فلولا إن كنتم غير مدينين * ترجعونها إن كنتم صادقين * فأما إن كان من المقربين * فروح وريحان وجنة نعيم )) والمقربون هم السابقون الذي يسبقون إلى الخيرات في كل نوع من أنواع الخير (( وأما إن كان من أصحاب اليمين * فسلام لك من أصحاب اليمين * وأما إن كان من المكذبين الضالين * فنزل من حميم * وتصلية جحيم )) وهؤلاء هم أصحاب المشأمة والعياذ بالله، هم المكذبون الضالون أعاذنا الله وإياكم من حالهم، وأشار المؤلف رحمه الله في هاتين الآيتين إلى أن اليمين هم أصحاب الفضائل دائمًا لا في الدنيا ولا في الآخرة، ويأتي إن شاء الله بقية الكلام على هذا.