شرح حديث عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله: في طهوره، وترجله، وتنعله. متفق عليه. وعنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى. حديث صحيح، رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب استحباب تقديم اليمين في كل ماهو من باب التكريم: " عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعجبه التيمن في شأنه كله في طهوره وترجله وتنعله، متفق عليه، وعنها رضي الله عنها قالت: كانت يد رسول الله صلى الله عليه وسلم اليمنى لطهوره وطعامه، وكانت اليسرى لخلائه وما كان من أذى، حديث صحيح رواه أبو داود وغيره بإسناد صحيح ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في باب استحباب تقديم اليمين فيما من شأنه التكريم عن عائشة رضي الله عنها قالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم يعجبه التيامن في شأنه كله " في شأنه كله أي: في جميع أحواله يعجبه يعني يسرّه ويستحسن البداءة باليمين في كل شيء " في طهوره وتنعله وترجله " في طهوره يعني: إذا تطهر يبدأ باليمين فيبدأ بغسّل اليد اليمنى قبل اليسرى، وبغسل الرجل اليمنى قبل اليسرى، وأما الأذنان فإنهما عضو واحد داخلان في الرأس فيمسح بهما جميعًا إلا إذا كان لا يستطيع أن يمسح إلا بيد واحدة فهنا يبدأ بالأذن اليمنى للضرورة، وقولها: " ترجله " الترجّل يعني: تسريح الشعر ومشطه ودهنه، وكان الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم كعادة الناس في ذلك الوقت لا يأخذ رأسه إلا في حج أو عمرة، لكن أحيانًا يأخذ منه وأحيانًا يبقيه، فأحيانًا يكون إلى شحمة أذنيه وأحيانًا ينزل حتى يضرب على منكبيه، فكان صلى الله عليه وسلم يتعاهده، يتعاهده بالتنظيف والتسريح والدهن حتى يبقى نظيفًا لا يكون فيه الغبار والقمل ولا غير ذلك مما يستقذر، وكذلك أيضًا يعجبه التيمن في تنعله أي إذا لبس النعل فإنه يبدأ باليمين قبل اليسار، وإذا خلا يبدأ باليسار قبل اليمين، وكذلك الثوب إذا لبسه يبدأ بإدخال الكم اليمين قبل اليسار، وكذلك السروال يبدأ بإدخال الرجل اليمنى قبل اليسرى والعكس في الخلع، وفي الحديث الثاني رضي الله عنها أنها بينت ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يستعمل فيه اليمين ويستعمل فيه اليسار، فذكرت أن الذي يستعمل فيه اليسار ما كان فيه أذى، كالاستنجاء والاستجمار والاستنشاق والاستنثار وما أشبهها، كل ما فيه أذى فإنه تقدّم فيه اليسرى وما سوى ذلك فإنها تقدّم فيه اليمنى تكريمًا لها، لأن الأيمن أفضل من الأيسر كما مر علينا فيما سبق في الدرس الماضي، والله الموفق.