شرح حديث عن أم عطية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم، قال لهن في غسل ابنته زينب رضي الله عنها: ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا نزع فليبدأ بالشمال. لتكن اليمنى أولهما تنعل، وآخرهما تنزع ) . متفق عليه. وعن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل يساره لما سوى ذلك. رواه أبو داود والترمذي وغيره. وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا لبستم، وإذا توضأتم، فابدؤوا بأيامنكم ). حديث صحيح، رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح. حفظ
القارئ : بسم الله الرحمن الرحيم .
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
نقل المؤلف رحمه الله تعالى في سياق الأحاديث في باب استحباب تقديم اليمين في كل ما هو من باب التكريم: " عن أم عطية رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهن في غسل ابنته زينب رضي الله عنها: ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) متفق عليه، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى وإذا نزع فليبدأ بالشمال لتكن اليمنى أولهما تنعل وآخرهما تنزع ) متفق عليه، وعن حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجعل يمينه لطعامه وشرابه وثيابه، ويجعل يساره لما سوى ذلك، رواه أبو داود وغيره، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إذا لبستم وإذا توضأتم فابدؤوا بأيامنكم ) حديث صحيح، رواه أبو داود والترمذي بإسناد صحيح، وعن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها، ثم أتى منزله بمنى ونحر ثم قال للحلاق: ( خذ ) وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر ثم جعل يعطيه الناس، متفق عليه، وفي رواية: لما رمى الجمرة ونحر نسكه وحلق ناول الحلاق شقه الأيمن فحلقه، ثم دعا أبا طلحة الأنصاري رضي الله عنه فأعطاه إياه، ثم ناوله الشق الأيسر فقال: ( احلق ) فحلقه فأعطاه أبا طلحة فقال: ( اقسمه بين الناس ) ".
الشيخ : بسم الله الرحمن الرحيم .
هذه الأحاديث في بيان استحباب البداءة باليمين فيما طريقه التكريم وتقديم اليسار فيما طريقه الأذى والقذر كالاستنجاء والاستجمار وما أشبه ذلك، ذكر المؤلف عن أم عطية رضي الله عنها وكانت أم عطية من الأنصار من نساء الأنصار ولها أعمال جليلة، منها أنها تغسّل الأموات من النساء فماتت زينب بنت محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فحضرن ليغسلنها فقال لهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ( ابدأن بميامنها ومواضع الوضوء منها ) وكيفية تغسيل الميت: أولًا تخلع ثيابه بعد أن يوضع على عورته ما يسترها، ثم يضع الغاسل خرقة على يده فينجيه، يعني يغسل فرجه القبل والدبر حتى ينظفه، ثم بعد ذلك يزيل هذه الخرقة ويغسّل كفيه كما يتوضأ الإنسان في العادة، ثم يأخذ خرقة مبلولة بالماء فينظّف أسنانه وفمه وينظّف منخريه بدلًا عن المضمضمة والاستنشاق، ولا يدخل الماء في فمه ولا في أنفه، لأنه إذا فعل ذلك نزل الماء إلى جوفه وربما يخرج فيؤذيهم عند التغسيل، ثم بعد هذا يغسل وجهه ويديه إلى المرفقين، ويمسح رأسه ويغسل رجليه وضوءا كاملًا، ثم بعد ذلك يغسل رأسه برغوة السدر، لأنه لابد يكون عنده ماء فيه سدر مطحون يضربه بيديه يخبطه حتى يكون له رغوة، فيأخذ الرغوة ويغسل بها الرأس، ثم يغسل ببقية السدر بقية البدن، المرأة لا يغسلها إلا نساء حتى أبوها لا يغسلها ولا ابنها ولا أحد من محارمها إلا النساء أو الزوج، والرجل لا يغسله إلا الرجال لا تغسله أمه ولا بنته ولا أحد من النساء إلا زوجته، فالزوج يغسل زوجته والزوجة يغسلها زوجها، وما سوى ذلك لا يغسل الذكر الأنثى ولا الأنثى الذكر، حضرت النساء لتغسل زينب بنت رسول الله صلوات الله وسلامه عليه فقال عليه الصلاة والسلام: ( ابدأن بميامنها ) يعني بالأيمن قبل الأيسر، اليد اليمنى قبل اليسرى والرجل اليمنى قبل اليسرى والشق الأيمن قبل الشق الأيسر، ومواضع الوضوء منها ففعلن ذلك وجعلن رأسها ثلاثة قرون يعني ثلاث جدايل، الجانب الأيمن قرن، والأيسر قرن، ووسط الرأس قرن، وألقينه خلفها ثم أعطاهن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حقوة يعني أزارة وقال: ( أشعرنها إياه ) يعني الففنه على جسدها مباشرة تبركًا بإزار النبي صلوات الله وسلامه عليه، ففعلن ذلك والشاهد من هذا قوله: ( ابدأن بميامنها ) ثم ذكر المؤلف أحاديث فيها معنى ما تقدم، كحديث أبي هريرة في لبس الثوب والنعل، وكذلك حديث صفية وحديث أبي هريرة الثاني.